أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - نهاية الحلم الامريكى فى( مصرع بائع متجول!)














المزيد.....

نهاية الحلم الامريكى فى( مصرع بائع متجول!)


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 03:46
المحور: الادب والفن
    


ربما تكون (مصرع بائع متجول) من اهم المسرحيات التى قراتها فى مرحله الثمانينات.و هى طبعا من اهم ما انتج فى المسرح الامريكى حتى الان, و باتت تعتبر الى جانب مسرحيه جين اونيل( رحله طويله فى الليل!) و مسرحيه تينيس وليمز( قطه على سطح صفيح ساخن!) من اهم الاعمال الدراميه الامريكيه عبر العصور . كما تشكل مسرحيه(مصرع بائع متجول ) الى جانب مسرحيات مهمه مثل من( قتل فيرجينيا وولف؟) و سواها , سلسله من المسرحيات التى كتبت فى اربعينيات و خمسينيات القرن الماضى . التى قامت بنقد مقوله الحلم الامريكى, التى يمكن ان يلخص, بانه يتمحور حول قدره الانسان فى امريكا بجهوده الذاتيه ان يصبح غنيا. و لهذ السبب فيما اظن , من الصعب ان تلتقى بامريكى واحد ايا كانت مهنته لا يقول انه من الطبقه الوسطى !!!!

.التساءلات التى كانت فى ذهنى وقتها, لماذا تخلو امريكا من احزاب عماليه كما فى اوروبا؟. و لم اكن بطبيعه الحال اعرف السبب حينها, كما لا ادعى انى اعرفه اليوم, و ان كنت ادعى انه باتت لدى افكارا و الى حد ما تفسيرا, اكثر وضوحا من تلك المرحله.
كتب ارثر ميلر المسرحيه العام 1949 , المعروف ايضا الى جانب شهرته, انه تزوج من مارلين مونرو, و توفى العام 2005.حصدت المسرحيه جائزه بوليتز , و وضعت الكاتب على مستوى عال من التقدير. كما من المهم الاشاره ان ارثر ميلر يهودى .و فى ذلك الوقت و حتى عصور حديثه, كان اليهود فى امريكا اكثر قربا لليسار و لحركات التغيير .و لقد حدثت تغيرات كبيره من حينها, و لعب التاييد للدوله الصهيونيه فى اعتقادى دورا فى هذا التغيير نحو اليمين.
القصه تتركز حول البائع ويلى لومان الذى يعود الى منزله مرهقا و لم يعد يستطيع ان يقود سيارته اى انه لم يعد يستطيع العمل .و لذا فان معظم احداث المسرحيه تدور فى منزله فى نيويورك .

فى معظم الحوارات نعرف ان ويلى شخص محبط و فشل فى تحقيق اى شى, لكنه لا يعترف بذلك مطلقا انطلاقا من تمسكه بالحلم الامريكى الوهمى .و هنا تكمن مشكله ويلى الاساسيه ..انه يعيش فقط فى ماضى متخيل عن زمن العز الذى كان يعيش فيه . فى ظل اعتقاد لا يتزحزح ان الجميع كان يحبه و يعتبره ناجحا و مهما الخ. و حتى اختيار ميلر لاسمه

!! لم يكن صدفه .فاسم لومان بالانكليزيه يشير الى رجل قليل الاهميه . لذا فان ماساه ويلى التى نراها فى حواراته مع ابنيه بيف و هبى , تكمن
بعدم اعترافه بواقعه الفعلى مستبدلا به واقعا متخيلا بدلا عن الحقيقه , انه شخص اقل بكثير مما يسعى لتصوير نفسه , الامر الذى يجعل منه بطلا تراجيديا بلا منازع. فابطال التراجيديا اليونانيه و الشيكسبيريه يعانون من نقص و يصبح
مقدر لهم السقوط .و عندما يسقطون فانهم يواجهون اقدارهم ..
نهايه المسرحيه تكون بانتحاره .و حتى فى هذا الامر كان يمكن القول ان ويلى قرر كما كل الابطال التراجيديين ان يواجه الحقيقه و ينهى حياته . لكن اوهامه لن تنتهى حتى فى مساله موته , لانه كان يعتقد ان جنازته ستكون حاشده, و سط حزن يعم الباعه , الامر الذى كان ايضا ضمن تخيلاته حول شهرته و اهميته . و لم يشارك فى جنازته سوى بضعه اشخاص, و لم يتجمع باعة المدينه ليشاركوا فى جنازته كما كان يتوهم .

فى( مصرع بائع متجول) نرى حاله موت جسدى كما فى انتحار ويلى , و لكن ايضا فان موت ويلى لومان هو ابعد عن موت مجرد بائع عادى بل ربما يكون موتا لثقافه الاستهلاك الامريكيه و الثقافه الراسماليه عموما؟؟؟ . كما من المهم ان لا ننسى ان المسرحيه كانت فى عصر نهوض المكارثيه . حيث شهدت امريكا اكبر عمليه ابتزاز سياسى فى تاريخها , عرفت بالمكارثيه نسبه الى السيناتور المهوس بالخوف من الشيوعيه , جوزف ماكارثى و استمرت من العام 1950 و حتى العام 1956 . و فى هذه المرحله عمل مكارثى على بث هوس الخوف و الهلع من الشيوعيه, و كانت النتيجه ان وضعت ما عرف بالقوائم السوداء التى لم ينجوا منها الالاف الكتاب و الفنانيين اليساريين او المشبته انهم يسارييين مثل ارثر ميلر و سواه
.اما الى اى حد تنطبق رؤيه المسرحيه على امريكا الان فذلك يحتاج الى قراءه اخرى !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الزمن الجديد!
- اقدار البشر !
- كانت اياما2ّ!
- ملاحظات عابرة حول الحضارة الامريكية!
- نمادج كاريكاتيريه فى عالم السياسة!
- هل يمكن الحديث عن الشعر كعلاج ؟
- غلغامش فى مواجهة المصير الانسانى
- تحديات لا بد من مواجهتها
- قصائد فلسطينيه على متن الطائرة
- تراجع العقلنة و ازدياد التوحش !
- الرحلة التالية و احاديث قبيل الصيف!
- حفل ابتزاز
- الارض الخراب
- ثقافه الوهم و البارانويا و ضروره التخلص منها ؟
- حول المثقف و المجتمع فى العالم العربى
- حول ملف الحراك الجماهيرى و الثورى فى العالم العربى .
- ثورات الشباب
- الجمل الجميلة لا تغير الوافع الان ينبغى ان يكون زمن الاتحاد ...
- المشرق العربى يحترق و لا بد من الانقاذ !
- حول منظومة القيم الغربية


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - نهاية الحلم الامريكى فى( مصرع بائع متجول!)