|
الدكتور هشام بن عبدالله العلوي
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 17:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
احرز هشام بن عبدالله العلوي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية ، من احسن الجامعات العالمية " أكسفورد " البريطانية . الى الآن لا نعرف أسماء الأساتذة الذين حضروا نقاش العمل / الموضوع ، كما لا نعلم الأستاذ المؤطر الذي اشرف على البحث ، لان هذا العامل له قيمة ، واهمية بالنسبة للبحث ، وبالنسبة لصاحب البحث ، وان كانت دكتوراه جامعة " أكسفورد " ، مثل جامعة " جورج واشنطن " ، وكبريات الجامعات الانگلو ساكسون ، تعطي لحاملها مكانة خاصة ، ومتميزة في مسار البحث العلمي ، وفي سوق الشغل ، حيث شواهدها مطلوبة في السوق ، وبأجور خيالية . ان عنوان الاطروحة التي نال بها هشام العلوي درجة دكتوراه في العلوم السياسية ، هو " التوفيق بين اللاّئيكية والدمقرطة ابّان الربيع العربي / حالتي تونس ومصر " . ان عنوان الاطروحة جد هام لعدة اعتبارات ، ستزيل الغشاوة عن أطروحة هشام التي يدافع عنها ، ليس في البحث الاكاديمي ، بل اطروحته في الحقل السياسي ، ومشروع نموذج الدولة التي يدافع عنه . 1 ) الاعتبار الأول يتجسد في عنوان الاطروحة ، " التوفيق بين اللاّئيكية ، والدمقطرة ابّان الربيع العربي : حالتي تونس / مصر " . اعتقد ان استعمال هشام لمصطلح " اللاّئيكية " له دلالات خاصة ، ويحيل على اكراهات سياسية ، تكشف عن نوع المشروع الدولتي الذي يحمله هشام ، كهم يؤرق تفكيره ، فيرى فيه الخلاص لمعضلة الديمقراطية المعطوبة ، او الديمقراطية الغائبة . ان استعمال هشام لمصطلح " اللاّئيكية " بدل استعماله لمصطلح " العلمانية " ، قد قطع الشك باليقين ، أي ان مشروع الدولة التي يفكر فيه كمثقف وكسياسي ، قد يكون الملكية البرلمانية الاوربية ، وقد يكون الجمهورية الاوربية خاصة الإيطالية ، وهنا يكون قد قطع كل احتمال نحو الملكية البرلمانية ذات الخصوصية المغربية ، التي يقف وراءها أحزاب فدرالية اليسار ، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي / الحزب الاشتراكي الموحد / حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ، وهي الأحزاب التي ستشهد انفجارا بمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية ، اذا فشلت الفدرالية في تحقيق نتائج إيجابية ، مع العلم ان كل المعطيات تفيد ، ان المصير الذي ينتظر هذه الأحزاب ، سيكون نفسه المصير الذي انتهى اليها حزب العمال البريطاني ، والحزب الاشتراكي الفرنسي ، والجبهة الشعبية التونسية . فمن خلال عنوان الاطروحة ، واستعمال مصطلح " اللاّئيكية " بدل مصطلح " العلمانية " ، نكتشف ان الباحث يجيب كل المهتمين وبالواضح ، ان الديمقراطية إمّا ان تكون كاملة ، وامّا لن تكون . 2 ) ان استعمال مصطلح " اللاّئيكية " بدل مصطلح " العلمانية " ، لا يخلو من قصد سياسي واضح ، ورسالة مفهومة المضمون والمحتوى . ان مصطلح اللائكية الذي يعني الدولة الديمقراطية الاوربية ، ملكية او جمهورية ، يعني تجاوز ، ونفي المقدس الذي يقتات منه النظام ، مشروعية الحكم القهري ، الجبري ، والقمعي ، ومن ثم فان نفي القداسة الإلهية عن النظام الاثوقراطي ، والثيوقراطي ، يعني التعرية بربط المسؤولية بالمحاسبة ، وحصر المسؤولية امام الشعب ، لا امام الله والقرآن . 3 ) ان استعمال مصطلح اللائيكية بدل مصطلح العلمانية ، هو نفي الاعتراف بدولة امارة المؤمنين ، وعدم الاعتراف بأمير المؤمنين ، وبالإمام الأعظم ، والراعي الكبير ، ومن ثم التأكيد فقط على الطابع اللائيكي للدولة ، وليس التأكيد حتى على الطابع العلماني لها . وبما ام مصطلح اللائيكية لا يعني العلمانية ، لانه هناك اختلاف بيّن بينهما ، فان أي دعوة لملكية برلمانية خصوصية ، يحتفظ فيها رئيس الدولة بلقب امير المؤمنين ، الذي يستمد سلطات حكمه من الله ، ومن القرآن ، تبقى مرفوضة ، لأنها تتنافي مطلقا مع الديمقراطية الكونية المتعارف عليها دوليا . والسؤال الذي يستفاد من المصطلح اللائيكي : هل رئيس الدولة مسؤول امام الله ، ام انه مسؤول امام الشعب ؟ لأنه يصعب المزج بين السلطات الاستثنائية التي يعطيها عقد البيعة للأمير ، وهي وان كانت غير مكتوبة ، فهي غير محدودة ، وبين السلطات التي يعطيها لرئيس الدولة كملك دستوره الممنوح . وهنا وفي هذا الخلط الغير الطبيعي ، فاذا حصل تعارض بين دستور الملك الممنوح ، وبين السلطات التي ينص عليها عقد البيعة ، بلا وزن ولا قياس ، فالأفضلية ، والاولوية ، وحق السبق ، يعطى دائما لسلطات عقد البيعة الغير محددة و الغير محصورة ، مما يجعل من مكانة رئيس الدولة في الدولة ، مكانة استثنائية غير خاضعة لأية مسؤولية . والحال ان مصطلح اللائيكية ينتصر الى منطق القانون ، والديمقراطية ، والعدالة ، وسواسية الناس التي تعيش داخل الدولة ، التي تكون مفتوحة للجميع ، وليس للاستثناء . 4 ) عندما يربط هشام بن عبدالله العلوي بين اللائيكية والدمقطرة ، فأكيد ان اللائيكية هي الديمقراطية الحقيقية التي تنتصر للإنسان ، ولا تنتصر للعرق ، او الاثنية ، او للجماعة ، او للناس الاستثنائيين . واذا كان لا يمكن تصور نظام ديمقراطي بدون لائيكية ، واذا كان لا يمكن تصور نظام لائيكي بدون ديمقراطية ، فان استعمال مصطلح التوفيق بينهما من قبل هشام ، هو دعوة لعدم القفز على الموروث الإيجابي الذي يجب مسايرته الى حين اختفاءه من تلقاء نفسه ، دون استعمال اكراه وبطش الدولة . 5 ) من خلال تقاسم خبر حصول هشام على الدكتوراه في العلوم السياسية ، من ارقى جامعة في العالم " أكسفورد " البريطانية ، يكون الحدث قد حظي باهتمام المثقفين ، والسياسيين ، حيث تناقلته حتى مواقع ماركسية ، وليبرالية ، كما اهتمت به البرجوازية الصغيرة ، والمتوسطة ، وما فوق المتوسطة ، وهو دليل على وجود شرائح كثيرة من المجتمع ، تنشد الديمقراطية الحقيقية ، لا شبَهُ ديمقراطية تمزج بين النقيض ونقضيه . 6 ) لكن ما اثار الاستغراب ، هو في كيفية المزج بين الدولة الديمقراطية ، التي لن تكون غير دولة لائيكية / ديمقراطية ، وبين تطبيق اللائيكية والدمقطرة في بلاد لم تكن ابدا ديمقراطية . فهل هذا نوع من الانطباع ، لمسه هشام من خلال الشعارات التي تم رفعها ابان الربيع العربي ، خاصة في مصر التي كانت الشعارات لائيكية ، ولم تكن اسلاموية لتخلف حركة الاخوان من المشاركة في الحراك ، وتونس التي سيطرت على شارعها الحركات الليبرالية ، والماركسية ، والديمقراطية التي اندمجت في الجبهة الشعبية ، ولم تكن الغلبة في الشارع لحركة النهضة التي مارست التقية ، ام ان التصور نتج عن ايمان اعمق ، بحتمية التحول الديمقراطي الذي كذبه وصول الاخوان الى حكم مصر ، ووصول حركة النهضة التي سيطرت على البرلمان ، والحكومة ، والشارع ، وتراجع حزب الجبهة الشعبية ، والأحزاب الليبرالية ، والديمقراطية ، والقومية . والسؤال . منذ متى كانت هناك ديمقراطية في مصر ، وفي تونس حتى يتم التفكير في صيغة التوافق بين اللائيكية ، وبين الديمقراطية في دولتين لم تعرفا ، غير البوليسية ، والفاشية ، والدكتاتورية ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقة القرن
-
المحكمة الإيطالية
-
قضية الصحراء الغربية ، قضية نظام جزائري
-
مغرب محمد السادس ، حصيلة عشرين سنة من الحكم
-
الاضراب // La gréve
-
هل النظام المغربي معزول ؟
-
جريمة / Crime
-
المجتمع الاسباني والعنصرية / La société espagnole et le raci
...
-
سنة وثلاثين سنة مرت على انتفاضة يناير 1984
-
قطر / اسرائيل ضالعتان في اغتيال الجنرال قاسم سليمان
-
كلمة أمازيغ
-
نفس المسرح // Le même théâtre
-
المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne
-
الحكومة الاسبانية
-
ايران - امريكا // Iran - SA
-
تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
-
قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
-
الرئيس دونالد ترامب
-
فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر
...
-
هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
المزيد.....
-
نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
-
-غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب
...
-
أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
-
مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
-
من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات
...
-
حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا
...
-
بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ
...
-
هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
-
الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
-
-نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|