أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - كل أضحى وأنتم بخير














المزيد.....


كل أضحى وأنتم بخير


عمر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يختلف تفاجؤ العرب مشاهدين ومستمعين وحاضرين ومساهمين بطرح خطة السلام في الشرق الأوسط باسم صفقة القرن عن تفاجئ رئيس وزراء بمطالب شعب ما عشية الإعلان عن رفع الأسعار. القرار مطبوخ في مقر رئاسته، يعلم به وأسهم فيه بما جادت به نفسه ثم حين صدر...تفاجأ. 


في العام المنصرم، طرحت صفقة القرن أمام الملأ، فما كان إلا التوجس والترقب، ثم لما طال أمد انتظارها بفضل مسرحية الديمقراطية الإسرائيلية الرامية لإعادة نتخاب نتنياهو على كل حال، غدا لسان الحال أن متى سيتم الأمر لننتهي منه. 


يحكى في المرويات الشعبية أن رجلا ضاق ذرعا بإلحاح زوجته عليه في توسعة الدار، فخطرت له خطة ذكية خبيثة في آن معا بأن يجعل الغرفة ذاتها تبدو أكبر دون تغيير. عمد إلى إدخال بقرة الدار للغرفة بذريعة برد الطقس الذي قد يأتي عليها، وهكذا غدا سكان الغرفة رجلا وامرأة وبقرة. ثم بعد مضي يومين، أدخل قن الدجاج للغرفة متعذرا بالذريعة ذاتها. مضت أيام أخر قبل أن يضم نعجتين ومثلها قبل أن يضم قفصا للأرانب. غصت الغرفة بسكانها وضاقت بهم فلم يسع زوجته التحرك دون أن تتعثر بدابة من هنا أو هناك. مكثت أشهر الشتاء على هذا الحال، وكلما شكت هب وةجها بالبرد القارص يحذرها مغبة التخلي عن الحيوانان والإلقاء  بها في العراء، إذ سينتهي بهم المطاف وقد ماتوا جوعا. 
رضيت الزوجة بالأمر الواقع. بعد أن كفت عن الشكوى واعتادت الأمر بداعي الضرورة، عمد الزوج لإفراغ الغرفة من ساكنيها. بدأ بالأصغر فالأكبر. وكلما أخرج بعضا منعا وجد في زوجته شكر الرب على نعمة الدعة والسعة. وكان أن أخرج البقرة، فهبت زوجته ليديه تقبلها شكرا وعرفانا. 


الغرفة ذاتها، لم يتغير فيها شيء ولكنها ظنت أن ما حل بها نعمة ينبغي أن تكون في سبيلها من الشاكرين. 


لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لصفقة القرن. وضعت بنود كثيرة توجس أصحاب العلاقة منها، ثم انتهى المطاف ببند واحد جامع شامل، الإرهاب! 


"الفلسطينيون أخطؤوا عام 1948 عندما لجؤوا للإرهاب بدلا من الاعتراف بسيادة الإسرائيلي....حماس والجهاد الإسلامي هم المشكلة أما الشباب الفلسطيني فنريد بهم كل خير". الفحوى واحدة، عندما يأتي من يغتصب حرما لديك، كل ما عليك أن ترحب به وتوفر له ظروف اغتصاب تجعل منه استباحة بالتراضي. سيناء والتهجير ودولة كونفدرالية ونزع سلاح، وكل ما انتهى إليه الأمر...الإرهاب! فبعد أن أدخل سكان  جدد لذات الغرفة، حصر الأمر بالتهيئة النفسية لذات الوضع القائم ويجب أن تكون من الشاكرين كتلك الزوجة المغلوبة على أمرها. 


ما هذا الذل! ينددون...
في يوم عرفة، قبيل عيد يضحى به، ضحت الولايات المتحدة برئيس دولة عربية لها وزنها على مذبح الديمقراطية على مرأى ومسمع من شعوب وحكام. وبصرف النظر عن توجهات صدام، هو رأس دولة خلع بيد خارجية وبوضع اليد دون اتخاذ رد فعل عربي يذكر. ضحك الحاضرون في مؤتمر القمة -الذي لو استثمرت تكلفته في مزرعة دجاج لكان خيرا لشعوب تمثلها في أداء مسرحي عبثي- فأجابهم القذافي بألا شيء مضحك لأنهم سيلحقون به لا بد وقد فعل... لا سيادة في العالم العربي، فدوله مستعمرة بالوكالة، وكلاؤها من نؤدي لهم فروض الطاعة كل يوم...موظفون بأجرة، ورب العمل طرح صفقة القرن، فما بال رئيس الوزراء متفاجئا؟! 

غولدا مائير خشيت يوم اقتحم الأقصى، خشيت غضبة العرب...في اليوم التالي استفاقت لتجد أنها تصغي فلا تشعر بأحد أو تسمع لنا ركزا...



#عمر_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد
- وعد بلفور...وعد قطعته السلطة الفلسطينية على نفسها


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - كل أضحى وأنتم بخير