أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معرض القاهرة الدولي للدواء 2020














المزيد.....


معرض القاهرة الدولي للدواء 2020


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 14:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المقال يصفُ دواءً مؤكدًا للوقاية من مرض خطير. والدواءُ متوفّرٌ الآن في مركز مصر للمعارض، لفترة محدودة. أثبت العلمُ أن مَن يقرأ يوميًّا من العسير أن يضربه آلزهايمر؛ الوحش الأعمى الذي يأكل ذاكرةَ الإنسان ويلتهمُ تاريخَه فلا يعود يعرف شيئًا من ماضيه، ينسى أصدقاءه ويتنكّر لأولاده، ولا يتعرّف حتى على رفيق العمر.
لهذا كتبت المجلةُ الفرنسية: Destination Santé (الوجهة الصحية)، في صدر دراسة حول علاقة القراءة بالصحة العقلية تقول: “اقرأوا الكتبَ، والعبوا الشطرنج، ولا تستسلموا للكسل!". تلك النصيحةُ الثلاثية الموجزةُ هي نِتاجُ دراسات مكثفة قام بها باحثون أمريكان، خرجوا على إثْرِها بتوصيات تؤكد أن علينا تشغيل الخلايا الذهنية والعصبيّة باستمرار، وطيلةَ عمره. ذاك أن تلك الخلايا ليست إلا عضلاتٍ مثلها مثل أي "عضلة" في الجسم؛ تفقدُ قواها وتضعف القدرة على أداء وظائفها إن هي رَكنَتْ إلى الكسل والرخاوة والخمول، فيما تنشطُ وتُستحَثُّ قواها إن هي مُرِّنَتْ وأُجهِدَت في العمل والتدريب المستمرين. تمامًا مثلما يُمرّن الرياضيون عضلاتهم بالركض اليوميّ والإحماء والتريّض الشاق. بهذا يؤكد الباحثون أن الدماغَ، شأنُه شأنَ الساقين والذراعين والخِصْر، يحتاجُ إلى تمارينَ دائمةٍ، من أجل إبعاد شبح آلزهايمر المخيف، وغيره من أمراض عقلية وجسدية أخرى. وربما لهذا السبب أطلقتِ العربُ اسمَ: "رياضيات" على عِلم الجبر والتفاضل والتكامل وحساب المثلثات؛ لأنها "رياضةٌ للذهن”. فهي للدماغ مثلما الرياضةُ للبدن. وهنا نقطةٌ تُحسَبُ لعبقرية اللغة العربية على لغات أطلقت على ذلك العلم: Mathematics، التي جاءت من الأصل الإغريقي máthēma التي تعني: (معرفة، دراسة، تعلّم..) وهي كما ترون كلمات أشمل وأقل تخصيصًا.
أجرى الباحثون دراستَهم على نحو سبعمائة شخصٍ تجاوزوا الثمانين عامًا. وجاءتِ النتيجةُ كالتالي: "كبارُ السنّ النُشطاء "ذهنًا"، معرضون بنسبة أقلّ كثيرًا للإصابة بمرض آلزهايمر، مقارنةً بأشخاص لم يمارسوا أيَّ نشاط فكريّ على مدى أعمارهم.” وإذن فالقراءةُ المستمرة تكفي للوقاية من أمراض الشيخوخة الذهنية مثل الخَرَف والنسيان والتراجع العقليّ وفقدان المقدرة على التحكم في الوظائف الحيوية. وأشارت دراساتٌ عديدة إلى أن الأشخاصَ الذين اعتادوا على مطالعة كتبٍ ودراسات قيّمة منذ سن مبكرة أقلُّ عُرضة للإصابة بأمراض الدماغ، من سواهم الذين لا يُعمِلونَ أدمغتهم. فالقراءةُ من أهم النشاطات التي تساعد على تنشيط الذاكرة والحفاظ على القدرة الذهنية.
أتذكّر الآن معكم، حين بدأتُ في تكوين دماغي وتعميق وعيي بالحياة في سِنِّ الصِّبا، أخضعتُ نفسي لبرامج قرائية مكثفة ومنظمة من أجل بناء المعرفة. فمثلا، هذا العام مخصص لقراءة الميثولوجي الإغريقي والفلسفة اليونانية، والعام التالي للميثولوجي المصري القديم وعلم المصريات، ثم عامان لقراءة فلسفات الشرق الأقصى والفلسفة الألمانية، ثم عامان للأدب الروسي والألماني والفرنسي وأدب أمريكا اللاتينية، وعام لدراسة الأدب الكلاسيكي ثم الحداثي ثم ما بعد الحداثي، وما تيسر من المعاصر، ثم ثلاثة أعوام لدراسة الرسالات السماوية والفلسفات الوضعية الباحثة عن الله، وهكذا. كنا نقرأ للتثقيف وشحذ الدماغ وضبط موجة إنصاتنا للعالم. وبعدما كبرنا وتشكّل وعينا، أصبحت القراءة للاستمتاع وحرق الوقت. لكن الحقيقة أن للقراءة بُعدًا أخطر من مجرد التثقيف والاستمتاع. القراءةُ دواءٌ مجاني لأمراض البدن والأعصاب والدماغ.
وحفاظًا على قواكم العقلية عند الكِبَر، أدعوكم لاغتنام فرصة معرض الأدوية المقام الآن في "مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة" حتى يوم 5 فبراير 2020، تحت مسمى "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، لتقتنوا من رفوفه أشكالا متنوعة من العقاقير التي تحميكم من أمراض العقل والجسم والأعصاب.
وعلى طريقة نكتة اليهودي الانتهازي الذي نشر في الجريدة نعيًّا لابنه يقول فيه: (شمعون ينعى ولده، ويُصلح ساعات)، أودُّ أن أغتنم الفرصة وأعلن عن مشاركتي في المعرض بدوائين جديدين، أقصد كتابين جديدين. أولهما: ديوان (شُرفتي محطُّ العصافير ) عن "دار روافد"، والثاني: رواية (نصف شمس صفراء) عن "دار المدى"، وهي ترجمتي العربية لرواية النيجيرية الجميلة "تشيمامندا نجوزي آديتشي"، واحتلت هذه الرواية مركزًا متقدما في قائمة "أفضل مائة كتاب في القرن العشرين". هكذا يصل منجزي إلى 30 دواءً، أو كتابًا. اقرأوا تصحّوا. ودائمًا “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسكار فاروق حسني
- صحنُ قلقاس أخضر … على مائدة قبطية
- الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء
- الحَجُّ العالميُّ إلى أرض مصر
- أطرق باب بيت ... لا يعرف الحزن
- لا أملكُ إلا ابتسامتي!
- على عتبة الطفل الصامتٍ
- قُبلةُ حبيبي … بألفِ عام
- جيشُ مصر العظيم ... هو جيش العرب
- 100 مليون مقاتل مصري ... في وجه الغزو العثماني
- ميري كريسماس … بأمرِ الحُبِّ وحِمى القانون
- 51 بحبّه!
- العشبُ الداعشيُّ … والأراضي البور
- الجميلةُ ... المَنسيّة!
- الغرابُ الجميلُ … المجنيُّ عليه!
- مصرُ الطريق … في باريس
- موتُ الكاتب …. وازدراءُ الأديان
- فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس
- لفرط حضورك … لا أراك!
- حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا


المزيد.....




- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معرض القاهرة الدولي للدواء 2020