مهدي فضلان
الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 10:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لاحظت منذ سنوات ظاهرة غريبة جدا ربما قد لا نجدها الا عندنا الا وهي ظاهرة كرهنا لاي شخص يتكلم .
نعم نحن دائما نهاجم اي شخص يتكلم في اي موضوع دون حتى ان نفهم ذلك الموضوع، والتهجم يكون بغرض الاسكات ،و يكون عن طريق الشتم والتخوين والتسخيف والسخرية ، و نجد عبارات تمثله عبارات مثل :
لي يجي يهدر دوكا
كل خطرة يجي واحد يفتي علينا
شكون نتا باش تهدر
ياخي حابس ياخي اجي واهدر
اعتقد ان سبب هذه الظاهرة يعود عميقا في طفولتنا، عندما كان اهلنا يمنعوننا الكلام والتعبير عن ارائنا بكل حرية ، بدعوى اننا صغار ولا نعرف اي شيء، فكبحوا فينا روح المبادرة و عفوية الكلام ،مما خلق فينا شخصية معقدة ،تخاف ان تتكلم كي لا تتعرض للاخراص ،كما حدث معها لسنوات عدة .
وعندما يشاهد الواحد منا من يتحدث بحرية ويعبر عن رأيه يشعر بالحقد تجاهه وتنطلق آلية من لا وعينا
كيف يتكلم هذا بينما انا تم اسكاتي منذ الطفولة ؟كيف يتكلم بينما كلما اتكلم انا يسكتونني ؟
يحدث هذا في لا وعينا فيترجم عن دون قصد ب:
شكون نتا باش راك تهدر ؟
لي يجي يهدر دوكا ؟
وكاننا نحتاج لرخصة كي نتحدث في اي موضوع !
العقلية الابوية التي نتعامل بها تضرنا وتضر الاخرين، فنحن شعب معقد غير مبدع، لان الابداع يتطلب الحرية بينما نحن نفرض قيودا على الاخرين،
الجزائري يعيق الجزائري
نحن نريد ان نسكت الاخرين كما تم اسكاتنا، لذا ننزعج كلما نسمع شخصا يتكلم عن السياسة او المجتمع ،ونريد بطريقة عفوية ان نسكته او نعارضه قبل ان نفهم كلامه ،وهذا راجع للماضي البعيد للتربية التي تربيناها ، تربية تسلطية أين تم اعتبارنا غير قادرين على التكلم بكلام صحيح، قاصرون ،لا نستطيع ابداء رأي صحيح
لنطرح السؤال التالي على انفسنا
لما يزعجني هذا الذي يتكلم اليس من حقه !
لما اريد التعبير عن افكاري بينما اغضب عندما اسمع الاخرين يريدون التعبير عن ما يدور بخاطرهم !
عبر عما يخالجك من افكار ودع غيرك يفعلون الشيء ذاته .
الرغبة في فعل شيء والاعتقاد باحقية ذلك ومنع الاخرين من القيام به اعتلال نفسي
لا احد يحتكر الحقيقة كل البشر يخطؤون ويصيبون ولا انا ولا انت كلامنا صحيح كل مرة فالحق معك اليوم ومع غيرك غدا
الدكتاتورية هي ان تمنع الاخرين من التعبير عن افكارهم
#مهدي_فضلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟