أحمد جمال دبدوب
الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 00:56
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
" ثمّ تَكتشف مُؤخراً أنك وَحيد ، وَحيدٌ في غَمرة حُزنك وفَرحك ويَأسِك وفَوضاك ، وحيدٌ في كل الأمور "
وحيد بين أشيائي وحيد بين عائلتي ، وحيد بين الأصدقاء ،
وحيد بين أوراق الكتب ، وحيد بين نغمات الموسيقي ،
وحيد بين السرير واللحاف ،
وحيد في تقدمي ، وحيد في كلامي ، وحيد بأفكاري ،
وحيد بأسلوبي ، وحيد بإشراقي ، وحيد بإنطفائي ،
وحيد بأفراحي وأحزاني ، وحيد بكل ما أتت الكلمة من معني ...
أتجول بين الأطياف ، أُحاول العثور على من يأخذني من وحدتي ،
من سيصدق بأني وحيد ، وأنا لدي كم هائل من الأصدقاء ؟؟؟
نعم ... كأنه ليس لدي أصدقاء ، فلا أحد يراسلني لو بحرف واحد ،
في الواقع هذا حقهم فإني لا أسأل بأحد ،
فإني أتعب عندما أتحدث معهم ، أو عندما أُجالسهم ،
حقا لا أحب ولا أشعر بالراحة ،
الاختلاط يزعجني ، الضجيج يزعجني ،
حقاً الكلمة مزعجة لمسمعي ،
هل أحسست يوماً بأن لا أحد بجانبك حتى ظلك تخلى عنك وقت حاجتك له ؟؟؟
أنا قد أحسست بهذا الشعور ، إنه لأمر موحش أن تمر الأيام من دون حديثك مع أحد ،
صدقوني أيامي تمر ولا أحد يسأل كيف حالي ،
ويُعاتبونك لأنك لا تسأل ، لكنهم لا يعلمون بأني مُتعب ،
ولا أريد أحزان لأحد ، لهذا أبتعد ...
كلماتي أراها تحاول الهرب عن السطر ، لا تحب الاكتظاظ ببعضها
أصبحت مثلي تحب الوحدة ،
تغيرت عاداتي بوحدتي ،
أنام باكراً ، أصحو باكراً ، لاعتقادي بأني سأرى نور الصباح ،
فلا أري سوى سِتارتي تغطي الإشراقة فلا أفتحها ،
من الصعب عدم عثورك خلال وحدتك على من يحتويك بهذا الظلام ،
الذي يُخيم فوقَ جفنيك ،
على كل حال أنا أعرف نفسي بأني عالق هنا ،
وسأبقي بدائرة الوحدة ...
لبنان / مخيم شاتيلا
27-1-2020
#أحمد_جمال_دبدوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟