بورقيبة : زعيم من ورق

الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 23:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تاريخ البلاد التونسية -وخاصة فيما بين 1920و حتى اليوم - يحتاج منا لاعادة النظر بالتدقيق والتمحيص لازالة جميع الأكاذيب المدسوسة فيه. فالتاريخ الذي بين أيدينا قد ملئ بالكذب والزيف والخرافة ، وحوّل الخونة والأنذال أبطالا وزعماء، في الوقت الذي جعل من المخلصين والمجاهدين والعلماء خونة .
ويعتبر الحبيب بورقيبة الرئيس الأول لتونس والقصص المرافقة له في حياته أكبر كذبة في تونس عن البطولة والزعامة . اذ ومن أجل تلميع صورته تمّ حياكة الكثير من الزيف والخرافات والكذب حوله حتى تحوّل من الخائن الوضيع الى بطل وزعيم.
الحبيب بورقيبة بدأ مشواره السياسي بالتآمر مع الفرنسيين على الزعيم عبد العزيز الثعالبي في 1934مما أدى الى انقسام الحزب الدستوري التونسي، ثمّ وعندما استطاع صالح بن يوسف جمع شتات الحزب من جديد في 1946 تآمر عليه مع الفرنسيين ، ففي الوقت الذي اتفق فيه كل مكونات المقاومة ضدّ الاحتلال الفرنسي على الجهاد حتى الاستقلال التام ، جاء بورقيبة بفكرة التفاوض مع فرنسا ونبذ الحرب عليها واكتفى بمطالبة فرنسا باصلاحات في 1948.
وابتداء من 1955 ، وبعد الاتفاق مع فرنسا على ما يسمى بالاستقلال الداخلي ، كون بورقيبة أكبر عصابة اجرام وقتل حينها ، وقد سميت بلجان الرعاية ، وكانت دورها تصفية المجاهدين وقتل الثوار وتعذيب المعارضين ، واعطاء المعلومات للفرنسيين عن أماكن تواجدهم ليتمّ قصفهم بالطائرات، ومنذ 1958 تم حل الجمعيات و الأحزاب ( الحزب الدستوري القديم و حل الجمعية الخلدونية في نفس السنة و الحزب الشيوعي سنة 1963) و تم تنظيم المحاكمات الجائرة و الاغتيالات السياسية ( صالح بن يوسف في 12 أوت 1961) و تناثر المنفيون اليوسفيون بين ليبيا و مصر و الجزائر و سوريا و فرنسا و المغرب ( والد المنصف المرزوقي الرئيس الحالي)، وحتى العلماء اما عُذبوا وقُتلوا ، أو هربوا خارج البلاد.
بورقيبة ، لم يشف غليله من سفك دماء الآلاف من المخلصين والمقاومة ، فكان من أطلق على المجاهدين مصطلح " الفلاقة " للتقليل من شأنهم ، ونكّل بالكثير من القادة كما فعل مع الشرايطي ، وبن يوسف وغيرهم.
ولم تخرج فرنسا من تونس حتى وافق بورقيبة على تسليمها جميع ثروات تونس أرضا وبحرا وجوّا ، ووافق على أن يكون رجلها المخلص في تونس ...
وهذا فقط جزء قليل جدا من تاريخ بورقيبة الأسود ، وما لم يذكر كان أعظم .

#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات