أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني















المزيد.....

حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


1
ذلك اليوم من الربيع المبكر، جاء بمفاجأتين لمَن يدعونها في الدار تحبباً: " عَيْشو ". إذ قدم فيه، على التوالي، الزوجُ المطلوب للعدالة، ومن ثم الجدّة الملتزمة عزلتها في بلدة الزبداني. الأول حضرَ خفيةً؛ بينما الحارة شهدت كلها الحضورَ الآخر، القادم على وقع قعقعة عجلات العربة وطقطقة صناديقها. نحوَ أسبوع على الأثر، وكان على عيشو أن تُفاجأ بحضور ثالث. لقد دهمها المخاضُ وكانت خارجة من الحجرة المخصصة لجدتها، تجر وراءها أطراف الثوب المفصّل للمرأة الحامل، وكان كما علمنا، هديةً من هذه الأخيرة. الوقتُ كان عقبَ صلاة العشاء، حين جهزت سارة أدوات الولادة، التي أعدّتها سلفاً في الشهر الأخير من حمل الابنة. قوّى عزيمةَ الوالدة القابلة، ولا مِراء، وجودُ السيدة أديبة في الدار: امرأة الزعيم، تناهبتها الوساوس في الفترة الماضية على خلفية حدثٍ قديم، ظلمَ فيه زوجها أسرةً من أقاربه؛ ما دفعها لترك الشام والرحيل إلى مازيداغ. الابنة البكر للأسرة، ( نازو )، ما لبثت أن رحلت عن الدنيا قبيل موعد ولادتها ببضعة أيام.
من ناحيته، فضّل الزعيم قضاء الليلة بعيداً عن التسكّع في دهاليز الذاكرة. أعضاء المجلس الثلاثة، حينَ علموا أن ابنة الرجل بصدد الولادة، بادروا للبقاء معه أطول وقتٍ ممكن. تداولوا مجدداً في موضوع ازدياد حجم الإعانات، المنذورة للمحتاجين، وذلك مع وصول دفعة اللاجئين الأخيرة من موطن الأسلاف. في المقابل، لم تبقَ أي أسرة منهم في المسجد، حيث تم توزيع الجميع على منازل الحارة ريثما ينتهي العمل في تشييد مساكن خاصة بهم. في واقع الحال، أنّ الروابط العشائرية لعبت دوراً مهماً في تأمين أولئك اللاجئين، سواءً من ناحية المأوى أو ناحية الغذاء والكساء والحاجات المماثلة. عند منتصف الليلة، وكان الحضورُ مرهقين وقد ثقلت جفونهم بالنعاس، لحظَ الزعيمُ خِلَل زجاج واجهة المكتب تسمّرَ أحدهم على عتبة باب آل " كُرّي عيشة ". مُدركاً مَن يكون الرجل ودافع ظهوره في هذه الساعة المتأخرة، اتجه الحاج حسن نحو أعضاء المجلس بالقول: " أطلب منكم، أيها الأخوة، الاكتفاء بما تم بحثه، شاكراً حضوركم وجهودكم ".

***
الرجل الواقف أمام مدخل أحد أكبر بيوت الزقاق، ما لبثَ أن اختفى وقتما تحرك أعضاء مجلس الحي لمغادرة المضافة. ثم ظهرَ بعد دقائق، ليطل على الزعيم الجالس بعدُ وراء طاولة مكتبه: " هلا تفضلت إلى منزلنا، يا حاج؟ "، قالها غبَّ إلقائه السلام. فهمَ الزعيمُ أنّ ثمة خبراً مهماً، يبغي الرجل إبلاغه خفيةً عن أعين الفضوليين. لعله علم أيضاً بأمر الولادة، ولذلك شاء دعوة الحاج إلى منزله المتواضع. إنه " عمر "، الرجل الرشيق القامة، الوسيم الطلعة، والمراوح عُمره على أعتاب الأربعين. كان لديه قصةٌ محزنة مع ضيفه القدير الشأن، لما تقدم لخطبة شقيقته فقوبل طلبه بالرفض. لم تهزم التجربةُ المريرة الرجلَ، وكان آنذاك في مقتبل الشباب؛ على عكس ما جرى للمسكينة زَري، التي بدأت على الأثر تعاني من نوبات الصرع. تزوج عمر مرتين، أنجب في الأولى ولداً. وبعد وفاة امرأته اقترن بأخرى، لم يرزق منها سوى بالبنات. بوفاة والديه، أضحى المنزل الكبير له كونه وحيدهما. ثم جرى تحسن ملحوظ في حالته المعيشية، مع تواتر ترقيه في سلاح الفرسان ( الدرك ).
في ساعةٍ تالية من تلك الليلة، كان الزعيمُ قد استدعى ابنه البكر كي يطلب منه التوجه دونما إبطاء إلى مقر صهره في المغارة السوداء: " عليهم أن يخلوا المكان حالاً، بالانسحاب إلى عمق الجبل أو المسير إلى نواحي إحدى القرى خلفه. شدّدْ على خلّو ألا يطلق النار على الجندرمة، إلا في حالة الاضطرار القصوى ما لو اعترضوا طريقه في خلال التنقل إلى مكان آمن "، كذلك أنهى الزعيم كلامه. كان متأثراً للغاية، حتى أن موسي تجنب النظر إلى عينيه وهوَ يتلقى التعليمات. بلى، كان يخشى أن تغدو ابنته أرملة وتلد طفلها يتيمَ الأب. لعله ندم أيضاً على تعجيله بزواجها من شاب لم يكن أساساً من مستواها الاجتماعيّ، وفوق ذلك، شقيق أحد أكثر المطلوبين للدولة خطورة؛ وما لبث هو بنفسه أن شكّل عصابته الخاصة. حقاً إن مسلك خلّو لا شائبة عليه، علاوة على مدى تفانيه في سبيل أبناء جلدته، لكن عيشو لم تكن مجبرة على الاقتران به وكان الأفضل لها انتظار حظاً أكثر مناسبة ـ كذلك ربما كان يُفكّر الأب، وكانت ابنته تمر بمرحلة المخاض.
قبيل صلاة الفجر، هُرعت السيدة أديبة إلى المضافة وعلى سحنتها علامات البشرى. قالت لصهرها دامعة العين: " رزقنا الله، يا حاج، بحفيدة في جمال والدتها. كذلك فإنها مكتملة النمو والعافية ". دقائق على الأثر، وكانت الحفيدة بين يديّ جدها، تتطلع إليه بعينين ستأخذان مع مرور الأيام لونَ العسل. شبهها لأمها سيغدو ملحوظاً أيضاً، بينما حظيت من الأب نوعاً من دقة القامة ورشاقتها. قال الحاج وهوَ يتأمل المولودة ببشرتها الشفافة، البيضاء المزرقّة: " أسميتُها ‘غوليستان‘؛ لأنها ولدت في فصل الربيع! ".
لقد سجّل الزعيمُ اسمَ الحفيدة وتاريخ ميلادها، في ذلك الدفتر المُعدّ كناشَ يومياتٍ تارةً وديوانَ شعرٍ تارة أخرى. ما لم يكن يعلمه بالطبع، أن اسمها ومصيرها سيكتبان في اللوح المحفوظ، الإلهيّ: هيَ من سترحل عن الدنيا بعد وفاة جدّها بثلاث سنين، وكانت ما تزال في ربيع أعوام عُمرها.

2
لاحَ أنه تمّ بسلام، انسحابُ عصابة خلّو من مقرها في المغارة السوداء، بالنظر إلى أن النهار التالي انقضى دونَ أن يُسمع فيه صوتُ رشق الرصاص. شعر الزعيم عندئذٍ بالاطمئنان، وكان ما يني متوتراً مذ سماعه من جاره الدركيّ بسر المداهمة. فيما عدا ذلك، مرت الأيام بقدَرٍ من الهدوء لا يعكرها سوى الشائعات عن انتشار الوباء في بر الشام. ضيفة الدار، السيدة أديبة، كانت محظوظة إذاً بانتقالها إلى الشام. هذا، مع أنها راحت تؤكد لمن حولها أن الريح الجبلية، المتلاعبة ببلدتها طوال الشتاء، تبدد عادةً الهواء الموبوء، الساكن في الأماكن المنخفضة. على المنقلب الآخر، دأبت الضيفة على تقديم الاقتراح تلو الآخر عن كيفية ترميم منزل ابنتها: فرش الحجرات وأرض الديار بالبلاط؛ صبغ الجدران بالجير الأبيض مع خط أزرق للجزء السفليّ؛ بناء مطبخ مستقل عن الحمّام..
لاقى الزعيمُ اقتراحات حماته باللامبالاة، وكان يعبّر عنه بالصمت. لكنه رحّبَ بتنويعها وجبات الطعام الثلاث، طالما أن يدها لن تقرب المخزن، أينَ المؤن المنذورة للمحتاجين من أهالي الحي. في حقيقة الحال، أن حجرة المخزن أضحت مخصصة لمبيت السيدة أديبة، ابتداءً من صباح اليوم الثاني لاستقرارها في المنزل, محتويات المخزن، نقلت إلى حجرة الحديقة، وكانت تستعمل سابقاً كمكان ملائم للحطب وقشور الجوز بالنظر لجفاف جوّها. على أثر زواج سلو، كانوا قد أشادوا حجرة نوم جديدة في مساحة فارغة تقع بين المضافة والحديقة. والدة خلّو، وعلمنا أنها انضمت أيضاً لأفراد الأسرة، كانت تنام في حجرة كنّتها عيشو. هذه الأخيرة، أعربت لجدتها مرةً عن الرغبة بمشاركتها غرفتها. تلقاء ردة فعل السيدة أديبة، المتسمة بالبرود، فطنت الحفيدة إلى أنه من غير الممكن تغيير عادات مَن ينتمون للطبقات الراقية.

***
مع توالي الأيام، وحلول الصيف بخطى بطيئة، صرفَ الزعيمُ فكرةَ احتمال عودة شقيقته من حوران. ذلك أن موعد حصاد القمح قد اقترب، ومن المحال أن يدع شيخي عمله وهوَ المشرف على المزارعين. هكذا خمّن الرجل، ما دام يجهل أن صهره سبقَ وطرد من عمله. موسي، أخفى الخبرَ عن أبيه. كان يأمل في التوسط لشيخي عند عمر آغا، وانتظر الوقت المناسب. إلى أن كانت ساعة من الليل، أعقبت أذان العشاء، شهدت وقوف شخصٍ خلف الواجهة الزجاجية للمضافة. فما عتمَ شيخي أن دخل على الزعيم، وكان هذا مشغولاً بحديث مع أعضاء مجلس الحي. انتشرت رائحة غريبة في المكان، ما دفع الحاج حسن لمخاطبة داخله: " يا له من رجل وضيع! إنه لا يتحرج من القدوم إليّ مع رائحة الحشيش، المتشبثة بثيابه ". مد يده ببرود للقريب غير المرحب به، وما لبثَ أن طلبَ منه ترك المضافة كونها مكان عمل. ردد شيخي فيما كان يلتفت، ليغادر حجرة المكتب: " مكان عمل.. نعم، لا شيء أهم من العمل! ".
في ذات الليلة، أحيط الحاج علماً ببطالة القريب الكريه، وأنه لم ير بأساً في عمل امرأته في أرض أحد الملاكين من آل " بوظو باشا ". احتقن وجهه من السخط والغضب، وراحَ يتأمل شقيقته المسكينة. اندفعت زَري تدافع عن رجلها، ولو بدون حماسة وحرارة: " أشاع وكيلُ أعمال عمر آغا أشياء مشينة عن شيخي، ما جعل الملاكين الآخرين يرفضون منحه عملاً لديهم "
" لكنك حصلتِ على عمل لديهم، أليسَ صحيحاً؟ "، قاطعها شقيقها بنبرة ساخرة.
" أكنتَ تريدنا أن نموت جوعاً، يا حاج؟ "، تدخل شيخي في الحديث.
" لو كنتَ تشعر بالمسئولية حقاً، لما تسببت بمشكلة مع معلميك الذين منحوك عملاً مرموقاً "
" إنك تنحي باللائمة عليّ فوراً، حتى قبل أن تعلم أصل المشكلة "
" لا أصدق سلفاً أي تبرير منك، ويكفي أنك لم تأبه بمقامي حينَ دخلت على المضافة مع رائحة الكيف الفائحة من فمك وثيابك "
" وما له الكيف، يا حاج؟ إنه اسم على مسمّى! "، رد الصهرُ وقد لمعت ابتسامة خبيثة على طرف شفتيه. لوّحَ الزعيمُ يده، دلالة على يأسه من النقاش مع الرجل. حل الصمت دقيقة، ثقيلاً مريباً، قبل أن يخرقه الحاج بالقول في نبرة شديدة موجهاً الكلام لصهره: " أنت تعتقد أنني سأرحب بك في منزلي، بعدما سبقَ أن بعت منزل أسرتك؟ في وسع شقيقتي أن تبقى مع ولديها، لأنني أنا مَن تجنى عليها لما زوجتها لشخص مثلك "
" زوجتي سترافقني أنّى حللتُ، وبإمكانك سماع رأيها في الحال "، نبرَ شيخي للقول في قحّة وقد تطاير الشرر من عينيه.

* مستهل الفصل الثاني/ الكتاب الرابع، من سيرة سلالية ـ روائية، بعنوان " أسكي شام "



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الأول
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الأول
- سارة في توراة السفح: الخاتمة
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 4
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 3
- سارة في توراة السفح: مستهل الفصل الرابع عشر
- سارة في توراة السفح: بقية الفصل الثالث عشر
- سارة في توراة السفح: مستهل الفصل الثالث عشر
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 4
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ الحلقة 3
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 2
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 1
- سارة في توراة السفح: الفصل الحادي عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الحادي عشر/ 4
- سارة في توراة السفح: الفصل الحادي عشر/ 3
- سارة في توراة السفح: الفصل الحادي عشر/ 2
- سارة في توراة السفح: الفصل الحادي عشر/ 1
- سارة في توراة السفح: بقية الفصل العاشر


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني