طيب الفحلي
الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 03:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
متى كان المُخدَّر مُناضلاً يُحتذى، أو أستاذاً يُقتدى، أو حتّى شيّخاً له مريّدين أو متصوّفاً من العَارفيّن، أو فيلسوفاً صلّباً لا يُهادن، ينطقُ بالحق و السيف فوق رقبته، مُبهراً الكلّ برحابة صدره وقوة فكره وسعة اطّلاعه و خطورة أفكاره، و جرأته.
متى كان المُخدَّرُ نموذجاً، و السّفيه ابن حلالٍ، والسّقيم "الأعّوج" الأعرج مُستقيماً في طريق الأشواك يسير ولا يخاف، و متى كان "المخدِّر" شيئاً عاديّاً، يُسحق، ويُبرم، ويُأكل، ويُشمُّ، ويُشربُ.. كالماء الصافي النقيّ، و كالعِطر القويّ، و كالتفاح الشهيّ..
لا.. لن نقبل أنّ يكون لنا السّفيه قدوةً، ولا الحمار الكبير شيخاً قائداً، ولا العنزة نتنة الرائحة صورةً، ولنّ نرضَ بالقمامةِ، ولا بشرذمة السقامة..
لن تكون ياابنَ الزِنَا يوماً، شيّخاً متفهما، ولا رجلاً حكيما..
لن تكون لنا شيئاً، لأنّك لسّتَ بشيءٍ..
حذارِ أنّ تنحدروا أكثر من هذا الإنحدار..
حذارِ أنّ يلعب بكم مسمار
أو صاحبة قماش و صاحب منقار..
حذارِ أن تُصابوا بحُمّة
في زماننا، زمنُ الغُمّة، والقلقُ والإنكسار، و لن تجدوا من يدثركم بدثار أو غطاء حريريّ أو من يحجب عنكم ضوء اللّيل وظلام النّهار..
حذار أنّ تُحبّوا التّفاهة وتذهبوا معها حدّ السّفاهة، فانّتبهوا كيّ لا تسقطوا في الحماقة والبلاهة ..
قُلت هذا، ولا زلتُ أقول..
لكن فات الأوان..
لا يغرنكم بريق اللّمعان..
زُرتم قبور هؤلاء
وبقيتم هناك..
إذن.. وادعاً.. ولن أقول إلى اللّقاء..
#طيب_الفحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟