التظاهر بالحاسوب

عبد الفتاح بلبركة

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:09
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

تحت شعار " كفى من السبورة و الطباشير نعم لاستعمال الحاسوب أثناء شرح الدروس" ألقى صاحبي درسا تجريبيا حضره أساتذة المقاطعة صحبة المشرف التربوي ، شئ جميل أن نحضر دروسا تعليمية ذات صبغة حداثية ، جميل أن نحضر درسا و نأخذ منه منهجية جديدة ترتكز على استعمال أدوات ديداكتيكية حديثة ، فما هي هذه الأدوات و كيف وظفها صاحبي المدرس في التعامل مع تلامذته وما هو الهدف منها ؟
بدأ الأستاذ حصته هذه بعرض قرص مدمج مستعملا جهازVCD ، عنوانه كان كالتالي :
" شرح مبسط لبرنام CROCODILE CLIPS "
مصحوبا بتعليق للأستاذ الغرض منه مراجعة للحصة السابقة قبل العرض، أطر تلامذته بالنصائح التالية :
- ضرورة التركيز الجيد
- الإنصات التام أثناء العرض الرقمي
- لأنهم مطالبون بالإجابة على مجموعة من الأسئلة جوابها سيتم استخراجه من المشاهدة الكاملة لمضمون القرص .
فعلا لمدة 9 دقائق إنصات و تركيز تامين اتسم بهما العرض ، الجواب عن الأسئلة بلغ نسبة حسنة من الصحيح تفوق 90 في المائة ، آخر جملة بالعرض الرقمي كانت للتلميذ المشارك مضمونها كان كالتالي : " التجربة ببر نام CROCODILE CLIPS للوامض الكهروبي موفقة ".
تدخل الأستاذ و قال : فعلا التجربة موفقة لزميلكم التلميذ ....الحاضر معنا بالحصة
- الجميع يبتسم في وجه التلميذ - لكن هل نتوفق نحن اليوم في تجربتنا ؟ هذا ما سنحاول في لقاءنا اليوم .
- وزع صاحبي المدرس تلامذته بمعدل اثنين أمام كل حاسوب مصحوبين ببطاقة العمل المطلوب إنجازه ألا و هو رشم التركيبة الكهروبية للوامض منحهم مدة مقياسها 3 مرات المدة التي استغرقها الأستاذ في ‘نجاز نفس التركيبة .
بدأ الأستاذ يتنقل بين الحواسيب ...أحد التلاميذ قال : الرشم أنجزته كما هو بالمطبوع كاملا على واجهة البرنام و رغم ذلك المصباح لا يومض ، و قالت أخرى : ما هو بالمطبوع كاملا على واجهة البرنام و رغم ذلك المصباح لا يومض ...وبينما الأستاذ يستمع لملاحظة التلميذة، إذ بأحد التلاميذ بلا شعور و الفرحة بادية على ملامحه قال : و أخيرا المصباح أومض يا أستاذ ...و كانه حقق شيئا مستحيلا .
قلت: ولماذا لم يومض في التجربة الأولى ؟
رد : هناك خطأ بالمطبوع
لفت المدرس انتباه جميع تلاميذ ته و قال : فعلا هناك خطأ بالمطبوع الذي منحتكم إياه فبدلا من قيمة المقومة الكهروبية Ωk 330 هي Ω 330
آخر قال : عملت على تحميل برنامcrocodile clips لأتدرب على المزيد من التمارين التطبيقية بالمنزل، لكن مدة صلاحيته انتهت فهل من طريقة معلومياتية ليصبح ساري المفعول فكما علمتنا أن مجال المعلوميات شاسع جدا و يتجدد من حين لآخر و يجب أن لا نقول لا يمكن ؟
قلت : هذا موضوع آخر لنتركه لفرصة أخرى – و لنا عودة للإجابة على هذا السؤال -
ما نستنتجه من لقاء الدرس التجريبي لصاحبي أن التظاهر بالحاسوب لا يقتصر على مادة دون أخرى بل يمكن استعماله في جميع المواد الملقنة لكن كيف يمكن توظيفه ، فحسب التجربة :
لابد من ترك التلميذ يفكر أمام الشاشة للوصول إلى الحل الصائب أما إذا منحناه الكل منجز على ورقة و نطلب منه إنجازه بالحاسوب ليس بعملية التظاهر بالحاسوب فهي فقط عملية يراد من ورائها تعليم التلميذ الإستاناس بالملمس و الفأرة لا أقل و لا أكثر.
فالتظاهر بالحاسوب داخل الفصول الدراسية عملية من شأنها :
- تربية التلميذ تتبع الشرح الأولي بإنصات تام
- التلميذ مطالب بإرجاع المعلومات المكتسبة من الشرح بتطبيقات على الحاسوب – تغذية راجعة -
- المؤسسات التي لا تتوفر على حواسيب يمكن استغلال المعارف على أقراص مدمجة vcd فاليوم نعلم أن جهاز vcd في متناول الجميع
- تمكين التلميذ من أن ينقش قرصا من المكتبة الرقمية للمؤسسة "إن وجدت " يحتوي على مفهوم لمادة ما ويراجعه بالمنزل على جهاز vcd مستغلا و وقته كاملا ، و هنا سنطرح السؤال الآتي :
هل من إنتاجات تربوية رقمية محلية من طرف الفرق التربوية لكل مؤسسة ؟
- التحسيس بأن الحاسوب هو وسيلة ديداكتيكية تعين التلميذ في تبسيط فهم ما استعصي فهمه داخل الفصل الدراسي من مفاهيم أدبية أو علمية أو تقنية .
ذ - عبد الفتاح بلبركة - العرلئش –

#عبد_الفتاح_بلبركة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات