أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - اليهودية الحسناء














المزيد.....

اليهودية الحسناء


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


صباحا اعترضت طريق سيارة بيك – آب تمر جنب الأقسام ، فلا سور يحيط بالمدرسة لذلك أضحت ممرا للدواب والبشر وسهل انتهاك حرمتها ... سألت السائق :
أتريد الذهاب إلى تازناخت ؟
أجابني:
الآن لا . انتظرني سأمر من هنا حوالي الثانية بعد الزوال .
لابد من الذهاب إلى تازناخت لأبتاع ما أحتاج إليه في هذا الخلاء ، أرتب أموري وأستقر بمكان اخترته أو قدر لي أن أعيش به.. فالقدر والاختيار أمران متشابكان.. عند الثالثة والنصف زوالا وقت الاستراحة هيأت الشاي وأرسلت كأسين لمفضل وزوجته التي توجد بالقسم رفقته هروبا من الملل ، الروتين والوحدة القاتلة وقد شكلت اللغة حاجزا بينها والتكيف مع نساء القرية وهي التي ترعرعت بالدار البيضاء ولا تعرف من الأمازيغية حرفا !
حوالي الرابعة بعد الزوال توقفت السيارة وصعدت إليها . السائق ( حسن بوراس ) يريد تازناخت ليملأ براميل بالمازوت لمنجم صغير للميكا قرب فرعية تازولط..على الطريق المتربة التقينا سيارة أجرة من نوع مرسيدس . أشار سائقها علينا بالوقوف . نزل حسن من السيارة ووضعت رجلا على الحصار وأخرى على لامبرياج كما طلب مني حتى لا يتوقف المحرك.. داخل السيارة أرى فتاة جسدها يشتعل فتنة .. جمالا ساحرا قلما رأته العين في أثواب قشيبة و شفافة تظهر تضاريس و مفاتن الجسد . بقيت أتأمل ذلك الوجه الملائكي وأرجو أن يستمر الحديث لعلي أسترق متعة زائلة ، متعة النظر إلى الجمال يتجسد في مخلوق من لحم ودم . سبحان من صور وأبدع ! ألم يكن يوسف جميل الله يهوديا من بني إسرائيل والذي ابتليت به سيدة مصر زليخة وقطعت نسوة لمنها على شغفها بفتاها أيديهن لما أمرته بالخروج عليهن ...
تحركت السيارة وبقيت فاغرا فمي في شبه غيبوبة وشعرت أن قطعة مني تسافر ووخزا ينغرس في القلب كجرح نصل سكين .وقلت حاشا أن تكون الفتاة العبرانية من صنف البشر .. عاد السائق وطلب مني أن أدون على ورقة هذا الإسم مارسيانو .
اسأله:
من هم هؤلاء؟
يجيب:
هؤلاء يهود جاؤوا من الدار البيضاء لزيارة قبور أجدادهم بتامعروفت . ومارسيانو واحد منهم يريد أن أقله الى ضريح سيدي بوعيسى . الولي سيدي بوعيسى الذي يصفه اليهود بكونه أحد أبناء الملك سليمان لأنه يحكى أنه سخر لخدمته قبائل عدة من الجن . مدفن سيدي بوعيسى دوار تكوروط بجماعة أكادير ملول بتارودانت . ينفرد هذا الضريح بكون زواره يتشكلون من المسلمين واليهود ، غير أن للمسلمين من الزوار حق الدخول إلى قبة الضريح فيما تكتفي الطائفة اليهودية بإقامة شعائرها بالفضاء المحاذي له ، وهو تقليد قديم دأب عليه مريدو الضريح من كلا الديانتين.
إنهم يدفعون الأجر بسخاء . السنة الفارطة انطلقنا في رحلة دامت شهر الصيام. نتوقف لآخذ فطور المغرب . كل شيء على نفقتهم ) الأكل ، الشرب ، المبيت ، البنزين و الأجرة ( . صمت.. عدت إلى التفكير بالحسناء اليهودية التي أنار جمالها الديجور الذي تسبح فيه المنطقة ..على بعد عدة أمتار تعترض طريق السيارة امرأتان ورجل.. صعدت السيدتان . بدأ السائق يعيرها بلونهما الفاحم في دعابة جارحة دون أن يبدو عليهما أي ضيق أو تأفف .. وهذا ديدن الأهالي مع السود . علاقة صدام عنصري مبطن يطفو على السطح أحيانا ولو على شكل مزاح جارح .
يطلقون على الأسود هنا إسم ( أسوقي ) ولا أدري إن دل على معنى السوقي في لسان العرب وطاله التحريف . نزلتا . ألحتا علينا لنشرب القهوة بمنزلهن . اعتذرنا بأدب جم ..
قال حسن :
إن المرأة الصغرى مومس .
توقفنا قرب محطة البنزين القديمة بتازناخت . حددنا مكان وزمان الانطلاق/ العودة.



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرجوحة
- المعلم العسكري
- حسناء ورحلة البحث عن الماء بفرس دهماء .
- - مهيدو - أو رحلة البحث عن الماء ب - البيدو -
- رحلة الى مازاغان / الجديدة
- أساتذة بصموا مساري الدراسي
- ضرب على الدف في عرس بقرية ملاحة / كير الأسفل – صيف 1993
- من أوراق معلم بالأرياف المغربية
- السحور...دقات الطبل والوجل من - بغلة القبور - / فصل من ذكريا ...
- من أوراق معلم / 1987 | السلسلة والخاتم
- وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد
- في حضرة عرافة
- طقس الشاي وقدسيته
- الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع


المزيد.....




- كيف تفاعل الفنانون السوريون مع قرار رفع العقوبات؟
- افتتاح كان السينمائي.. دي نيرو يهاجم ترامب والمصورة فاطمة حس ...
- -بدا تائها للغاية-.. رواية جديدة عن مأساة مارادونا قبل وفاته ...
- نتاج أسئلة معلقة في هواءٍ مثقلٍ بالتحديات
- إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تدافع عن نجوم السينما المنددين بـ-الإ ...
- أفغانستان.. السلطات تلغي استوديو السينما الوطني -أفغان فيلم- ...
- مهرجان كان السينمائي يمنع -العري- .. فما الأسباب وراء القرار ...
- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - اليهودية الحسناء