أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - لماذا تراجعت أميركا عن دعمها لتحالف الحزب الحاكم مع اليسار لاقصاء حركة النهضة؟














المزيد.....


لماذا تراجعت أميركا عن دعمها لتحالف الحزب الحاكم مع اليسار لاقصاء حركة النهضة؟


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استلم عملاء امريكا الحكم في تونس منذ 1987 . فالكوادر العليا للحزب الحاكم " التجمع الدستوري الديمقراطي " سارت مع امريكا سياسيا واقتصاديا منذ اليوم الذي وصل فيه الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي للحكم بعد انقلاب على بورقيبة حينها ، ولكنها ظلت تمانع في السيرمعها من حيث التعاطي مع الناحية الفكرية في المجتمع ومع الشعائر الدينية الفردية لعامة الناس خاصة مع وجود قاعدة عريضة من الشعب تحتضن الحركة الاسلامية في تونس منذ سبعينات القرن الماضي وأبرزها حركة الاتجاه الاسلامي التي تحوّلت لحركة النهضة فيما بعد .
وقد حاولت امريكا ادماج حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي من خلال صفقة سياسية عقدها قادتها عام 1984 مع عميل امريكا "محمد مزالي" رئيس وزراء تونس انذاك ، واحمد المستيري زعيم حركة الديمقراطيين الاشتراكيين واحد عملاء امريكا في المعارضة .ثم بعدها تواصلت اللقاءات والزيارات بين عدد من قياديي الحركة وبين الأمريكان ، كما تعدّدت زياراتهم الى مقرّ السفارة الأمريكية بتونس. الا ان سيطرة التيار في الحزب الحاكم الذي كان يسمى سابقا الحزب الاشتراكي الدستوري ثم تحول اسمه عام 1988 الى التجمع الدستوري الديمقراطي حال دون تطور هذا الادماج. ودخلت البلاد في حالة من الصراع على السلطة بين اجنحة الحكم ومراكز القرار داخل القصر الجمهوري.
وخوفا من وصول الاسلاميين الى الحكم لم يجد التيار الاستئصالي في الحزب الحاكم بدا من السير مع امريكا وخدمة مصالحها في تونس اذا اراد البقاء في الحكم مقابل تخليها عن دعم حركة النهضة.ولقد كان الانقلاب الابيض الذى قاده زين العابدين بن علي ضد الحبيب بورقيبة في 7 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1987 هو عبارة عن صفقة سياسية عقدها التيار الاستئصالي مع امريكا لقطع الطريق على اعدائهم من الاسلاميين وعلى منافيسيهم من التيار التصالحي الذى كانت تعول عليه امريكا منذ البداية داخل الحزب الحاكم.
ولكن وبعد مدّة من حكم الرئيس الأسبق بن علي ، وحتى فترة التسعينات اتّضح للأمريكان أنّ الرئيس بن علي يتلكّؤ في تنفيذ الوعود الاصلاحية التي قدّمها لهم وخاصة منها فيما يتعلق بالدّيمقراطية والاصلاح السياسي الى جانب مشروع العفو العام والتصالح مع الاسلاميين، لذلك عمل على دعم التوافق الذي حصل بين حركة النهضة من جهة ، وبين مجموعة من التيارات السياسية الأخرى المحسوبة على الحداثة واليسار والذي عرف بهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وهي إطار عمل سياسي شكلته في 24 ديسمبر2005.
هذا التوافق كان الانطلاقة الحقيقية والفعلية لمرحلة كاملة امتدت على مدى خمس سنوات جمعت بين الحراك الشعبي في تونس واحتضانه من الاتحاد العام للشغل ومنه أحداث الحوض المنجمي، وبين موجة من الاحتجاجات والدعوات للتظاهر عبر مواقع الاتصال الاجتماعي ، وبين الحماية الأمريكية لهذا المسار ضدّ حكم بن علي سواء من خلال انفاق المليارات على دعم هذا الحراك او من خلال التدريب أو الضغط على الرئيس الأسبق بن علي . وهذا الحراك بكلّ تفرعاته أنتج دفع الرئيس بن علي لمغادرة البلاد في جانفي 2014 وانهيار حزب التجمع ، وميلاد مرحلة سياسية جديدة قوامها التحالف بين حركة النهضة وجزء كبير من العائلة الحداثية والوسطية لحكم البلاد باسم التوافق.
وما ظهر جليا أنّ الادارة الأمريكية كما أنها لم تتخلّ عن حركة النهضة ، هي أيضا لم تتخلّ على التيار اليساري في تونس ، ولكن فرضت علهم تنازلات مشتركة من أجل التحالف والتوافق في الحكم ، الأمر الذي يسهّل كثيرا خدمة الأهداف الأمريكية ، ليس في تونس وحدها ، بل في كامل المنطقة.

ا

الحكم ليس حكرا على جهة واحدة أو طيفا سياسيا بعينه ، لأنّ الفشل هو النتيجة الحتمية لكل محاولة للاستفراد بالحكم واقصاء الآخر . والتعاون والمشاركة مع التداول السلمي عليه هو طبيعة كل حكم ناجح. وهذا التعاون والتشارك يجب أن يكون منبثقا من ارادة ذاتية داخلية آمن بها جميع الأطراف . ولكن ماهو مرفوض قطعا أن يكون أي توافق او مشاركة في الحكم هو فقط استجابة لشروط قوى خارجية وخضوعا لاملاءاتها كما هو في الحالة التونسية اليوم .



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثرة الكبرى في عقيدة التثليث
- وكر الضباع
- حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر
- ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما
- شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟
- من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا
- لماذا نلوم الجيوش في كلّ مرّة؟
- فاجعة حريق نوتردام:ماذا بيننا وبينهم؟
- السياسي والأنثى
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو


المزيد.....




- -يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة ...
- ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا ...
- إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س ...
- العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
- أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
- على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
- ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
- مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
- -الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
- مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - لماذا تراجعت أميركا عن دعمها لتحالف الحزب الحاكم مع اليسار لاقصاء حركة النهضة؟