أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - صحن يشبه السمكة














المزيد.....

صحن يشبه السمكة


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


تتبعثر رقائق الذرة على سطح الصحن الذي تركه الصغير ..
ثمة رائحة لصباح المدينة المدججة.. رائحة بلون الخوف
وصفير يوشك ان ينهي صمت المنزل
صفير سكوننا المشوب بالخوف..والقذائف
يكدر صمتنا صوت السيارة وهي تستفيق من نومها الأثير
.. لم يعد ممكنا..للمنزل ان يرتبك اكثرفي الممرات والكتب
والبيانو القديم والأفلام والأشرطة..والغناء الحميم
كل أثاث حياتنا يبعثره القلق الذي صار يسكننا..
قلق الأقامة
قلق الهجرات
قلق ..الخدر والقرارات المؤجلة بانتظار لحظة البكاء الأخير
صحن يشبه السمكة
تعبث به اصابع الطفل
هو وجهي..
صحن يشبه حنو روحي على اناشيد اليوم الأخير لمدرسة الطفل
One tow
Tie your shoe
Three four
Shut the door
, Five six
Count the sticks
Seven eight
Don’t be late
Nine ten
Take your pen
يعقد شريط حذاءه في الأيماءة الأخيرة لصباح الغيوم والكدر
كل صوت يمضي على شفة المذيع يغلق نافذة الصباح
لولا بقايا فيروز تغني:
وينن..وين صواتن.. وين وجوهن.. وينن
ابواب مقفلة وسكون يملأ شارعنا
وتراب يرمي حجة الخراب
والمدينة تتكسر ..زجاجة لقدم الهمجي
تمضي العربة ..والصغار يواصلون
And sing along the number song
Sing along
The number song
هؤلاء هم سكان الكوكب الوحيد
وهو يهبط من مجرة المستحيل لبلاد..خضراء
مثل ضيعة ناضجة..
تمضي العربة..الشوارع التي مزقتها سرفة الدبابةابرامز .. المعجزة
دبابة الحرية والوعود والخراب الجليل
دبابة الكراهية وهي توزع على صغارنا
حلوى التفخيخ..بيد ركابها القادمين..
لأعادة تشكيل الوليمة..
وكانت لنا احلام المدن
احلام ان ترمي الحداثة حجر الركون
..ليس للدبابة احلامنا ..ولا احلام الطفل في الطريق الى المدرسة
في يومها الأخير وهو يغني..
Sing along
The number song
يامعلمتي آي لوف يو
جننتيني وات آي دو.. تختلط اللغات والحروف
في الطريق المنحني الأكتاف..
تسوّره..
حيطان الطرقات من الأسمنت هدية لنا ..لأول مرة
ماكنا نعرف ان الحرية وسط كتل الأسمنت..تواعد موكبنا
كتل الأسمنت الحبيبة..
نتعلمها الآن عند المعابر ..مثل مفاتيح الغناء
مفاتيح البكاء النبيل السنا سعداء وسط كتل الأسمنت والحواجز
وسط المعابر الجديدة ..وهي تغلق وتفنح لمواعيد العشاق
تفتح ..لفرجتنا
لحرية الطرقات..اكتشاف .. تتمتع به البلاد السعيدة
مذ جاءتنا ابرامز المدللة بازيائها المضادة لل
R.B.G
الطرقات الحرة للعربات المجنزرة الوادعة
وهي ترمي الوان القزح الدموي
على بذخ القدريذخ أقدارنا ..
وتكون الشوارع سوداء
لكل شيء اسود
من قناني الجعة المحرمة الى حقن الموت
باعة الوقود عند انعطافة الطريق يفتتحون السوق السوداء الجديدة
للسائل الأسود الذي يسرقوه كل يوم..من منازلنا لشعلة الحرية
المطلة هناك اعلى التمثال..
التمثال..
الحديدي خامة المجنزة الحديدية العاشقة
في بلادنا
وكل يوم ثمة تسمية سوداء..لكل شيء..في حياتنا البهيجة من الدم
كل يوم اسماء سوداء ..جديدة
المال والطعام ..والمياه..
والبلاد تمضي الى قدر اسود ووحول
..الطفل هو الشيء الوحيد الذي تبقى ابيضا
في رنة صوته..في خوفه وهو يغلق اذنيه هلعا
لحظة التفجير السخية
لحظة الموت البرىء..وهم يمنحونا اياه هبة الرب الحديدي
ونتأمل
تمضي بنا العربة الى صفحة الأيام الموحشة
ونحن نحصي ماتبقى..
نحصي الحلي التي تحت الخراب:
اسماءنا..وحبيباتنا
ومواعيدنا
وسنوات البكاء
سنوات الممكن ..كيف نكون.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة لانهائية لصباح آخر
- جنرالات الثقافة في متاهتهم ..ثقافة التهميش ام ثقافة المنفعة
- سمة ..ونجوم و..علامات
- مرايا ليوميات البلاد
- شجرة سعدي يوسف
- آخرة الحزن البغدادي
- ارصفة لأعقاب السجائر وفوارغ الرصاص
- ظهيرة صحبي
- تداعيات الرحيل
- The family international ..angels
- فوتو لأمرأة ..وأبجدية
- كتابة أخرى
- جدارية مؤيد نعمة
- قصائد مسائية
- رموز صغيرة للوليتا
- شكرا غارنر ..شكرا لمبرد ....وليمة اصطياد الفيل
- سنوات الحرية والحوار والتنوع تجربة شخصية
- وردة ثالثة
- تأثيث ألصفنة
- سكون المنزل وضجيج الرصاص


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - صحن يشبه السمكة