أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر














المزيد.....


المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا شيء يسعدني- وقد زدت عامين فوق الأربعين- قدر تأمل وجوه المتظاهرين في مصر! هؤلاء الشباب.. كلما تأملت وجه متظاهر أو متظاهرة من المحتجين والهاتفين بسقوط نظام الذل في مصر.. كلما تأملت ملامح متظاهر أو متظاهرة من هؤلاء الذين تعتقلهم قوات الأمن.. وتسحلهم وتعذبهم وتغتصبهم في الشارع وفي أقسام الشرطة وفي المعتقلات.. وجدت شباباً أغلبهم تحت الثلاثين! هكذا إذن! هكذا يجب علينا نحن من تخطينا الأربعين أن نعتذر جهرا ودون مواربة.. عن غضبنا الذي كنا نسقطه بفوقية على (الجيل الجديد التافه)! يبدو أن المشكلة لم تكن في هذا الجيل وإنما كانت في.. إدراكنا نحن! كما قال أحد المعلقين في برنامج (المدونون.. معارضة جديدة) الذي بثته الجزيرة.. وهو برنامج جاء تكفيراً محموداً من الجزيرة عن (تحفظها) الذي طال تجاه الشأن المصري.. ولم يكن البرنامج يتطرق فقط لظاهرة المدونين الشباب.. بل من أعّداه هما أيضا شابان.. من نفس ذلك الجيل الذي نعتذر منه الآن عما لحق بنا من خلل الإدراك!
بالطبع كان المتظاهرون فرحا بإطلاق سراح المطرب الشاب المزور تامر حسني.. شباباً أيضاً! لكن ذلك شيئاً يبدو عادياً.. إذ بدا محدوداً أمام من يسحلون من الشباب كل يوم لاحتجاجهم على القمع والإذلال والخنوع! وحتى هؤلاء الذين ساندوا مطربهم الشاب الوسيم لم يخرجوا عن المألوف بالنظر إلى أعمارهم.. فكم أدهشنا (بل وأثار لدى الكثير منا الشعور بالاشمئزاز) ما شاهدناه من هوس الشباب في أوروبا وأمريكا أيام مساندتهم مايكل جاكسون في قضاياه المتعددة.. والتي لم تقتصر على التحرش جنسيا بالأطفال! وبطبيعة الأمور لا يتعرض المهووسون بالمطربين لأذى الشرطة.. خاصة في مصر! فشرطة مصر ترحب بكل شاب يتظاهر لمساندة مطرب أو للمطالبة بحقوق الأفغان أو التيموريين! لكنها لا تسامح ولا تغفر للشاب المصري أن يتظاهر لأجل حقوقه! لذلك لم يوضع شباب تامر حسني على محك اختبار السحل والاغتصاب والضرب الوحشي حتى نتأكد من قدرتهم على الاستمرار!.. بينما الشباب الذي يحتج على الإذلال يختبر كل يوم على الطرقات.. فيزيد عناداً وعددا!
المدونون أصحاب المواقع المتمردة على الإنترنت الذين تعرّض لهم البرنامج بحرفية مهنية شابة.. جميعهم من الشباب.. جميعهم غاضبون من تردي مصر وانحطاطها في العقدين الأخيرين على يد عائلة مبارك وحاشيتها الفاسدة من (لصوص الأعمال)! جميعهم كذلك نزلوا إلى الشارع وجميعهم حالمون! والحلم مبدأ التغيير على كل حال، لكن نحن أيضا كنا نحلم.. فلماذا هزمنا عندما نزلنا إلى الشارع في الثمانينيات؟! آه.. كانت الأمور حينها مختلفة! ربما كان حلمنا خائفاً.. لم يكن جسورا! وكان أساتذتنا لا يتحمسون كثيرا لانطلاقنا.. ظلوا- رؤساءً كانوا لتلك الأحزاب الميتة أو كتاباً أو مفكرين- يعتبروننا (شوية عيال)! هل غاروا من شبابنا حينها فدفنوه حيا؟! أم جّبنا نحن.. فانزوينا بين دفاف الكتب التي تحكي عن نضال الآخرين؟! حتى جاءت اللحظة التي رفعنا أعيننا عن كتبنا فجأة.. لنشاهد شباباً آخر من جيلٍ آخر يتمرد علينا وعلى أساتذتنا وعلى أساتذته؟! أتذكر د. رفعت السعيد حين وصف إقلاع حركة كفاية منذ عامين بأنها (لعب عيال)! هناك جيل من بقايا الحرب العالمية الثانية (وبعضهم من الحرب الأولى!) ما زال يظن أنه الأولى بالنضال وإن من فراشهم في منازلهم!.. حتى لو شاخ روحاً وجسداً وقلباً وفكراً وجسارة! هذا الجيل خذل شبابنا في الثمانينات ويريد أن يطل برأسه الشائخ الآن أيضا.. ليكسر جسارة الشباب المنطلق في أرجاء مصر يحررها.. فيما لم تفلح عشرينات وثلاثينات أعمارنا نحن في تحرير شبر منها حتى! على إذاعة بي بي سي التي لا نسمعها إلا في السيارات.. كانت وفاء غالي تجري حواراً مع هاني عنان أحد منسقي حركة كفاية.. والذي يتراوح عمره بين أواخر الأربعين وأوائل الخمسين.. وأحد شباب السبعينات الذي كان يتجمع في الميادين احتجاجا على بشائر الانهزام الساداتي.. قال لها إنه وزملاءه في حركة كفاية مجرد منسقين.. بينما كل الإبداعات التي تظهر على طرقات القاهرة الآن هي لهؤلاء الشباب، ألهذا يعتقد معظمنا أن (المرة دي مختلفة)؟! المرة دي مختلفة لأن الينابيع تتفجر في مصر ويتفتح فيها "ورد الجناين" على الطرقات.. رغم أنف كل العواجيز في الحكم وفي المعارضة على حدٍ سواء، ألهذا نسعد بقصيدة نجم:"رجعوا التلامذة يا عم حمزة.. رجعوا التلامذة ورد الجناين.. اسمع يا ميلص وشوف وعاين.. ملعون أبوك.. ابن كلب خاين"؟!
** ريموت كنترول:
في برنامج الحقيقة الذي يقدمه الصحفي المتألق وائل الأبراشي على قناة دريم.. كان الضيوف اثنين من رجال نظام مبارك أمام القاضي الجميل المستشار أشرف البارودي، كان القاضي مهذبا ومتحضرا في كلامه وحتى في هجومه الشديد على ما يفعله الأمن بالشباب المتظاهرين.. بينما رجلا مبارك كانا يبدوان وكأنهما دخلا إلى مائدة الحوار وليس بيدهما إلا سلاح واحد مبّيت.. هو المقاطعة و(اللغوشة) على القاضي دفاعا عن مبارك ونظامه وشرطته.. دفاع متحمس إلى حد أنه (يتهيك واللي فيه يجيبه فيك)! كمشاهد.. تضيق ذرعا بهذا (اللاحوار) رغم محاولات الأبراشي إدارته بطريقة تسمح لكل الأطراف بالكلام.. تجد نفسك لا يمكنك سماع جملة كاملة للقاضي المتحضر.. لا يمكنك استكمال تلقي فكرته.. لا يمكنك إلا أن.. تبتعد عن التليفزيون.. لاعناً كل موظف لدى الباب العالي.. وضع أسياده على رأسه.. قرنين!





#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب
- حملة تليفزيونية للحث على القراءة
- المرأة في الإعلام العربي: أمومة القطط وأنوثة صماء وروح غبية ...
- وسامة صدام حسين


المزيد.....




- جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
- غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا ...
- دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
- أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ ...
- حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب ...
- زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال ...
- شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال ...
- مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
- نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر