أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - مؤتمر برلين: حصاد الشوك أم بارقة أمل














المزيد.....

مؤتمر برلين: حصاد الشوك أم بارقة أمل


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 20 - 22:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مؤتمر برلين بتناقضاته وجدلية بيانه، يؤسس لعملية عسكرية وسياسية طويلة المدى، تستنزف مقدرات الدولة الليبية، وتعمل على إدامة حالة اللأسلم والأحرب القائمة. لم يكن الرئاسي رغم شرعيته وعادلة قضيته وبسالة قواته قادراً على جلب النصر السياسي، ولا حفتر بجبروته ودعم القوى الإقليمية له قادرا على دفع الهزيمة، وإتفاق من هذا النوع هو الأسوى "lose lose situation" للطرفين وهو طبيعي عندما يكون المخطط مفصلا من طرف ثالث لا يعنيه إلا مصالحة.
إتفاق برلين دخله الرئاسي أعرجاً بلا أصدقاء ولا داعمين سوى تركيا التي أصبحت القضية الليبية قضيتها المركزية حتى أمام الأحزاب المعارضة لها، فدعوة تونس كان متأخرةٌ ووجود الجزائر لا يغير كثيراً بحكم دعوى الحياد، والمغرب لم يقدم له دعوة حضور، أما حفتر فله كل النمور والثعالب مثل فرنسا والإمارات ومصر وروسيا وحتى الكونغو وغيرها. الجميع يعلم أن حفتر سقط المتاع وأنه المعتدي وأسير وعميل سابق وصاحب مليشيات قبلية ومؤدلجة وأنه الخاسر ولا أمل له في حكم ليبيا، إلا أن ذلك لا يمنع دول أن تحاول إيجاد طريقة لرد إستثماراتها في حفتر وترسانته العسكرية والإعلامية التي جاوزت 15 مليار دولار.
مؤتمر برلين ضحك منه حفتر وداعميه الإقليميين عندما أنهى أزلام حفتر غلق معظم المواني والحقول النفطية، أخرها حقل الشرارة الذي يتجاوز إنتاجه 325 ألف برميل في اليوم، وغادر برلين ولم يوقع على ورقة إيقاف الحرب، رغم ذلك لم يتعرض هذا المؤتمر لقضية النفط التي تمس كل الليبيين، وإستمر في سرد سلال مثقوبة مفخخة تحتاج إلى سنوات لفك أحجيتها. وهذا طبيعي لأن السراج ومن معه رفضوا مواجهة حفتر وحضور الإجتماع فمنعوا من المشاركة وتم تفصيل الثوب من الداعمين؛ إحدى عشرة دولة مقابل دولة واحدة. تصرف عدم مواجهة الخصم أضاع على الرئاسي فرصة رفع صوته وتبيان موقفه وتوضيح حجته، وتعامل باسلوب " عراك المرابيع " وليس من يحمل هم شعب ودولة، غاندي ذهب إلى الإنجليز على ظهر سفينة ليعرض عليهم إستقلال الهند ولم يبالي رغم العسف الذي تعرض له مناصروه.
بيان مؤتمر برلين كان مقتضبا رغم أنه يتضمن قرابة 50 مادة لم يتم تلاوتها في المؤتمر الصحفي، وهناك ملحق لم يتم التعرض له للعامة، ولكن ما تم تداولة أن هناك تسعة بنود رئيسية وهي:
• وقف التدخل العسكري الاجنبي: ولكن كيف؟ وليس هناك ألية لذلك، وهل قاعدة الخادم في المرج سيتم تعطيلها وإجلاء الإماراتيين والمصريين منها، وما مصير الإتفاق التركي مع حكومة الوفاق؟
• منع تزويد الجبهتين بالسلاح: من الناحية القانونية هناك قرارات أممية بالخصوص منذ 2011م ولم يتم إحترامها فكيف تُحترم الآن؟ وبعد خمسة سنوات من تدفق السلاح بأنواعه.
• وقف إطلاق النار: لم يوقع حفتر على إتفاق موسكو ولا إتفاق برلين ولا يوجد قرار بالخصوص، هناك تهدئة تطوعية قد تنتهك في أي لحظة، وبرنامج 5+5 ربما يعين من الطرفين ولكن كيف يتم الإتفاق على أماكن الإنسحاب والمسافة بينهما والقواة المراقبة وإلى متى؟ وكيف يرجع النازحين إلى بيوتهم؟ والقوات الغازية بين ظهرانيهم.
• تفكيك المليشيات: ويعني بها قوات الوفاق وليس المجموعات السلفية أو كتبية خالد بن الوليد أو سبل السلام التابعة لحفتر، وهو برنامج بداءت فيه داخلية الوفاق ولكن البيان يشرعن مليشيات حفتر بأنها جيش تبعا لإجتماعات القاهرة ويجرم غيرها بأنها خارجة عن القانون.
• العودة إلى المسار السياسي: أي العودة إلى ما قبل 4 ابريل، وهذا يفرض سوأل لماذا هذه الحرب؟ وباكثر من ألف شهيد من الوفاق وسبعة الاف قتيل من جيش حفتر وتشريد أكثر من 150 ألف من بيوتهم وغلق المدارس والجامعات، ثم العودة إلى مؤتمر شبيه بغدامس الذي ضرب حفتر به عرض الحائط؟ يوم 27 يناير سينعقد مؤتمر جنيف الذي ستروج دول الإستبداد لشخصية بديلة للرئاسي تكون دمية لهم ولتستمر في شرعنة حفتر كوزير للدفاع بعد أن خسر ان يكون رئيس دولة.
• ملف حقوق الإنسان ومنع الحجز التعسفي؛ هذا شأن لا خلاف عليه، وإن كان حفتر وزبانيته أبطال هذا الفلم وعلى رأس تلك الروايات تغييب النائبة سهام سرقيوة، وعدم تسليم المطلوبين دوليا.
• الملف الإقتصادي والنفط: ويتلخص في المحافظة على وحدة البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، والهيئة الوطنية للإستثمار، وهي مطالب ضمنها العالم قبل الليبيين وجعلها أخر المعاقل للحفاظ على تماسك الدولة.
• توزيع الموارد النفطية على المناطق الجغرافية: وهو ملف مزعوم روجت له المجموعات الفيدرالية وتبنته بعض المجموعات القبلية والجهوية التابعة لحفتر، ولا اساس علمي له سوى تبرير الفشل الإداري في المنطقة الشرقية من المجموعات القبلية.
من الواضح أن النقاط السابقة معظمها ملغمة عند محاولة وضع تفاصيل وخطط عمل لتنفيذها، وليس من السهل الوصول إلى غاياتها، خاصة وأن الرئاسي الذي راهن على عطف وحنان ووطنية حفتر وداعميه حتى تغاضي عن تدمير بنغازي ودرنة وغض الطرف عن إكتساح الجنوب ببضعة سيارات طاوية، ولم يبالي ان يصدر امر قبض ومحاكمة لحفتر ومجموعاته المتمردة لا من القضاء المدني ولا العسكري، ولم يعين وزير للدفاع حتى الآن، ثم ترك الأمر لتركيا لتقوم مقامه أما غطرسة دول الإستبداد. ونحن كقوى حية نثمن عمل الأصدقاء ولكن لا يغني ذلك عن حكومة وطنية فاعلة.
إجتماعات جنيف يجب أن لا تكون مفاوضات بين السراج وحفتر بل يكون للقوى المدنية المؤمنة بالتغير في شتى ربوع ليبيا رأي، لتعيين مجلس رئاسي جديد خارج عن الوصاية الإقليمية لدول الإستبداد العربية، أو التعجيل بتجهيز الدستور والإستفتاء عليه ثم الذهاب إلى الوضع المستقر الدائم.
أما الوضع الداخلي فيجب عدم التعويل كثيراً عن برلين وجنيف بل الذهاب إلى تعيين حكومة جديدة فاعلة تسطيع القيام بعملها الوطني والإقليمي والدولي خارج عن تردد وتلكؤ وتهافت سياسات الرئاسي.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان عرب الإستبداد على ليبيا وهاجس أمنهم القومي
- المغيبة قصراً سهام سرقيوة
- أزمة الكهرباء بين غياب الرؤية وسؤ الإدارة
- خبايا وأسرار الليبيات السبع العجاف
- مرتزقة وأسرى أم متمردون
- أزمة النٌخبة
- نهاية كابوس ويقظة أمة
- ميزان الحرب وآفاق السلام
- الثورة الجزائرية إلى أين؟
- الملتقى الجامع والأمال المعقودة
- حتمية التغيير في الجزائر
- إشكالية الحق في الإضراب
- نقذ الدور المغاربي في القضية الليبية
- الجمهوريات القزمية ومواثيق الموائد
- الحرب الأهلية الليبية بين الماضي والحاضر
- جون قرنق الليبي
- ليبيا والسنوات السبع العجاف
- لكم زعمائكم ولنا دولتنا
- لماذا نرفض عسكرة المدن
- تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - مؤتمر برلين: حصاد الشوك أم بارقة أمل