|
الدرس الأنتربولوجي وجدلية التابث والمتحول
زهير دارداني
الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 22:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العبور ! كلمة قد تبدو فضفاضة أو متعالية في الزمان والمكان، لكنها كلمة تحيل على طقس فرضته السياقات الزمانية أو اللازمانية بلغة المعاصرين، وهو طقس دفع العلوم الاجتماعية خاصة حقل الأنتربولوجيا، إعادة تجديد ميادينها وأدواتها ومفاهيمها، فبعدما كان الميدان وراء البحار وجزر المحيطات وأدغال إفريقيا، أصبح اليوم في ظل فرضية اللاأمكنة تحت السوبرماركت وخلف البيت يبدأ من محطة الميترو كما يرى Augé.
في هذه المقالة الأنتربولوجية، سنحاول الغوص في هذا الحقل، باعتباره حقل الإنسان بالدرجة الأولى، وكيف تطورت الدراسات المتعلقة بحقل الإنسان ؟ بدءاً بالإرهاصات الفكرية، مرورا بتأسيس للدارسات الأكاديمية أو ما يعرف بالأنتربولوجيا الكلاسيكية، ثم كيف ساهم طقس العبور في ظهور الأنتربولوجيا المعاصرة، من خلال استحضار أحد الباحثين المغاربة يتعلق الأمر بالأستاذ محمد ياقين ومقاله المعنون بالهوية والغيرية وقضايا التداخل الثقافي (مؤمنون بلا حدود).
الجزء الأول: الإرهاصات الفكرية والأنتربولوجيا الكلاسيكية: يجمع علماء الاجتماع والأنتربولوجيا على أن الرحلة التي قام بها المصريون القدماء سنة 1493 ق.م إلى بلاد الصومال بهدف التبادل التجاري تعد من أهم الرحلات التجارية في التعارف بين الشعوب، نتج عنها إتصال المصريين القدماء "بأقزام إفريقيا". ففي العصر القديم عند الإغريق، يُعد المؤرخ الإغريقي "هيرودوتس" الذي عاش في القرن 5 ق.م أول من صور أحلام الشعوب وطرح فكرة وجود تنوع وفوارق فيما بينها، وقدم وصفا دقيقا لأزيد من 50 شعبا بما فيها طقوس الحداد التي تختلف بإختلاف الشعوب، بحيث يطلق كهنة الآلهة شعورهم في غير المصريين أما في مصر فيحلقونها، وهو صاحب العبارة الشهيرة "مصر هبة النيل" بالإضافة إلى دراسته لبعض العادات الاغريقية والليبية فيقول، " يبدو أن ثوب أثينا ودرعها وتماثيلها نقلها الاغريق عن النساء الليبيات". أرسطو كذلك كان من بين الأوائل الذين وضعوا بعض أولويات الفكر التطوري للكائنات الحية وكذا وصف نشأة الحكومات وتحليل أشكالها، وعموما يمكن القول أن الفلسفة اليونانية امتزجت بالحضارة المصرية القديمة ونتج عنها ما يعرف بالحضارة "الهيلينية" .
عكس الرومان فمن الصعب نسب نشأة الأنتربولوجيا إلى الفكر الروماني القديم لكونهم لم يأخذو بالنماذج المثالية المجردة للحياة الإنسانية، بل اهتموا بالواقع الملموس والمحسوس باستثناء أشعار "لوكرتيوس" التي تطرقت إلى المادة وحركة الأجرام السماوية و تحدث عن الإنسان الأول ونظام الملكية ونشأة اللغة وهو ما قد نجد له تطابقا نوعا ما مع فكر "لويس هنري مورجان" أحد أقطاب الأنتروبولوجيا في ق 19، لكن ما يعاب على الفكر الروماني هو ميله نحو النزعة العنصرية المتمثلة في منح "الجنسية" الرومانية إن أرادوا الرفع من قيمة الشخص، شأنهم شأن الصينيين المنغلقين على ذواتهم حيث أقاموا سور الصين العظيم حتى لا تدنس أرضهم بأقدام الآخرين .
في العصر الوسيط و بالضبط في أوروبا شهدت هذه الفترة تدهور الفكر العقلاني، وأدنيت أية أفكار معادية للمسيحية، وتم التفرغ لدراسة القانون (جامعة بولونيا) والفلسفة واللاهوت (جامعة باريس)، ممّا مهّد للنهضة الفكرية التي شهدتها أوروبا وظهرت عدة كتابات من قبيل "أسيدور" وكذلك أعمال الفرنسي "باتولو ماكوس" رغم أنها اعتمدت هي الأخرى على الخيال . عند العرب نستحضر "البيروني" الذي أبرز أن الدين يؤدي الدور الرئيسي في تكبيل الحياة الهندية، عندما وصف إقليم الهند وقارنه باليونان والعرب والفرس، بالإضافة إلى الرحالة "ابن بطوطة" الذي كانت كتاباته ذات طابع انتربولوجي، فيما كتبه في أهل السودان، دون أن ننسى "ابن خلدون" في كتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبرب، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" تطرق فيه للعلاقة بين البيئة الجغرافية والظواهر الاجتماعية وبلور نظرية العمران بين البداوة والحضارة (الولادة/ النمو/ النضج/ الهرم/التلاشي).
أما عصر النهضة الأوروبية فقد شهد إنتقالا من المنهج الفلسفي إلى المنهج العلمي التجريبي، وكان لرحلة "كريستوف كولمبوس" دور كبير في تغيير النظرة إلى الإنسان عامة، والأوروبي خاصة، مما أسهم في توليد نظريات علمية درست الماضي من أجل الحاضر وبالضبط مع "فرنسيس بيكون" و"رينيه ديكارت" و"إسحاق نيوتن" حيث أصبح الإنسان كظاهرة طبيعية يمكن دراسته من خلال البحث العلمي والمنهج التجريبي ومعرفة القوانين التي تحكم سيرورة التطور الإنساني .
وبالنسبة للدراسات الاثنوغرافية، فترجع جذورها للرحالة الإسباني "جوزيه أكوستا" وافتراضه حول الهنود الحمر، كونهم نزحوا أصلا من آسيا نحو أمريكا لكونهم يعرفون القراءة والكتابة، وصنف الأوروبيون في المرتبة الأولى، يتبعهم الصينيون في حين جاءت المكسيك في مراتب متأخرة، وهذا التصنيف هو ما استند عليه الانتربولوجيون فيما بعد للتمييز بين المجتمعات .
في القرن 18 ظهرت كتابات "جان جاك روسو" خصوصا "العقد الاجتماعي" إلى جانب كتاب "روح القوانين" للبارون "مونتسكيو" وأوضح فيه علاقة الترابط الوظيفي بين القوانين والعادات والتقاليد والبيئة، كما ميّز فيه بين النظام القيمي والبناء الاجتماعي . أما في ألمانيا فقد تبلور الفكر الأنتربولوجي في عصر التنوير من خلال النزعة القومية، وظهر ذلك جليّا في كتابات "هيجل" حيث صنّف الشعب الألماني هو الشعب الأرقى عالميا بسبب اللغة، لكن هذا التيار واجه معارضة، إذ لا يجوز أن تتخذ اللغة كمعيار على الانتماء إلى أصل سلالي واحد .
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ظهرت نظرة تشاؤمية حول المستقبل، خاصة مع ظهور النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، وبلوغ هذا التوجه ذروته مع الحركة الوجودية "سارتر"، بالمقابل مع هذه النظرة التشاؤمية حول المستقبل كانت هناك نظرة تفاؤلية مع الفيلسوف التربوي الأمريكي "جون ديوي" المعادي للفلسفة الميتافيزيقية، ودعا إلى ضرورة البحث عن القوانين العامة التي تحرك النشاط الإنساني، وهو مادفع بالكنيسة إلى ضرورة فتح حوار بعيدا عن الأساليب القمعية الكلاسيكية، فكان من بين النتائج مع الإنجليز كمؤسسة أكاديمية كانت مترددة جدا لإستقبال حقل علمي داخل إطار سياق التخصصات الأكاديمية، خاصة مع الأسكتلندي "دافيد هيوم" والإنجليزي "آدم سميت" حيث اعتبرا أن المجتمعات الإنسانية ماهي إلا نسق طبيعي ينشأ من الطبيعة البشرية وليس عن طريق التعاقد، دون أن ننسى كتاب "ثروة الأمم" والذي حاول جاهدا "سبنسر" أن يجد نظرية علمية لتبرير مبدأ laisser passer, laisser faire فيما أسماه "الداروينية الإجتماعية".
وفي النصف 2 من القرن 19 قدّم العالم الإنجليزي "إدوارد تايلور" أول تعريف شامل للثقافة (1871) في كتابه "الثقافة البدائية" ضمن ما يعرف بالأنتربولوجيا الاجتماعية والتي أطلِق لقبها لأول مرة عندما كرّمت جامعة "ليفربول" "جيمس فريزر" ومنحته لقب الأستاذ، ويعتبر هذا الأخير إلى جانب "تايلور" هما من وضعا دليل البحث الميداني،بالإضافة إلى "باخوفن" وكتابه المعروف "حق الأم".
في القرن 20 وصلت درجة التخصص لاسيما مع "راد كليف براون" في دراسته لسكان خليج "البانغال" وكذلك "برونيسلاف مالينوفسكي" "لجزر التروبرياند" (4 سنوات) حين ربط الحاجات بالدوافع، فالثقافة حسبه هي كيان كلي وظيفي متكامل يماثل الكائن الحي، ولذلك دعا مالينوفسكي إلى دراسة كل عنصر ثقافي عن طريق إعادة تكوين تاريخ نشأته، رافضا التحليل "الفرويدي" بخصوص عقدة "أوديب" وكذلك "الليبيدو" وقدّم بدلا منها تفسيرا وظيفيا يتمثل في تحريم العلاقات الجنسية المكونة للعائلة النووية، هو الذي يمنع وجود صراعات داخلية بسبب الغيرة أو التنافس، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه "كلود ليفي ستراوس" كون أن القوة الجسدية والشجاعة الأخلاقية والعيوب والفضائل، هي ذات هوية مشتركة، إلا أن المجتمع هو من يجعلها مؤسسة عن فوارق، لأن في كل المجتمعات البشرية، أنظمة للتفكير وقوانين وأساطير وأحكام دينية (ستراوس 1967). أمّا في ألمانيا فقد ظهرت أولى مرحلتي تأسيس الأنتربولوجيا الأكاديمية الرسمية بإسم "أدولف باستيان" في مرحلة تزامنت مع ظهور النظرية الاشتراكية وبيان الحزب الشيوعي ل"ماركس" و "أنجلز"، بالإضافة إلى تأسيس الدراسات الفولكلورية، شأنها شأن فرنسا مع "أرنولد فان غينيب" الذي يطلق عليه لقب الفولكلوري أو الأنتربولوجي الأول، وكذلك الشأن مع عالم اللسانيات البنيوية "فيرديناند دوسوسير" وأيضا "ستراوس" الذي أعطى للغة أهمية بالغة ويعتبرها أحد الأركان الأساسية في الأنتربولوجيا إن لم تكن حجر الزاوية في هذا العلم، فهي الظاهرة الثقافية الأساسية التي عن طريقها يمكن فهم كل صور الحياة الاجتماعية حيث يقول: [...حين نقول الإنسان، فإننا نعني اللغة، وحين نقول اللغة فإننا نعني المجتمع ].
وعموما يمكن القول أن الأنتربولوجيا الفرنسية تأخرت نظرا لكون النظرية المهيمنة المحيطة ب"دوركايم" ظلت على مقربة من السوسيولوجيا الأوروبية، وحقيقة القول فكلمة أنتربولوجيا كانت كلمة عسيرة النطق شيئا ما عند دوركايم لكونها تستحضر ذكريات المدرسة البريطانية، وكان من أبرز الدراسات الفرنسية آنذاك رحلة "هرتز" دامت 6 أسابيع إلى جبال "الآلب الإيطالية"(1911)، حيث قام بدراسة طائفة كاثوليكية يشرف عليها القديس "بيسو" المنعزل، لكن هذا المشروع لم يلقى ارتياحا لدى زملاء هرتز لأنه تفوح منه رائحة الفولكلور، وهي الطريقة التي كانت توصم بها الاثنوغرافيا في أوروبا، دون أن نغفل رحلة "موس" إلى المغرب، وزيارة "هنري بوشات" للإسكيمو، حيث لقي المستكشف القطبي أكثر من أكاديمي حتفه غرقا على متن سفينة وغرقت معه كل ملاحظاته الاثنوغرافية. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار أن الأنتربولوجية الفرنسية في مرحلة مابين الحربين، شكلت مرحلة انتقالية مابين الأنتربولوجيا النظرية والممارسة الميدانية، وبهذا أصبح العمل "المالينوفسكي" عملا مدرسيا مؤسِّسا في فرنسا بعد الحرب .
في أمريكا، لابد من الإشارة مسبقا أن النهج التطوري لقي انتقادا لاذعا من المدرسة الانتشارية، سواء مع تيارها المتشدد بزعامة "إليوت سميت" وتلميذه "وليام بيري" أو مع التيار المعتدل بزعامة "فرانز بواز"، الذي ساهمت هجرته إلى أمريكا في نقل الإرث الألماني نحو الجامعات الأمريكية التي فضلت مناهج الألمان على الفرنسيين أو الإنجليز، كون أن ألمانيا كانت مفككة سياسيا لكنها موحدة ثقافيا، وهو ما ساهم بظهور مايسمى "النسبية الثقافية" مع أسماء جديدة ك"رالف لينتون" و"مرغريت ميد" حيث حددت طبيعة علم الأنتربولوجيا وأبعاده بقولها :(...) إننا نصنف الخصائص الإنسانية للجنس البشري كأنساق مترابطة ومتغيرة، كما نهتم أيضا بوصف النظم الاجتماعية وتحليلها، إضافة إلى البحث في الإدراك العقلي للإنسان ومعتقداته . وأيضا مع "روث بينديكت" في دراستيْها "الكرزنتيموم والسيف" The chrysanthemum and the sword" و كتاب " أنماط الثقافة" حيث تعتبر أن دراسة التاريخ بوقائعه وأحداثه أمر غير كاف، فالتجربة الإنسانية هي مزيج بين عناصر الثقافة والخبرة السيكولوجية، وهو ماجعل هذا التيار يندرج ضمن إطار النسبية الثقافية والتي ترجع جذورها إلى الرومانسية الألمانية مع رجلها "هردر" صاحب القولة الشهيرة :"من حق الألمانيين أن لا يكونوا فرنسيين بعدما لاحظ الإمتداد الإمبريالي ل"نابليون بونابارت"، وبعدها بمائة سنة ستظهر مبادئ "ويلسون" wilson doctrine والتي نصّت على عدة اتفاقيات من بينها: حق الفرنسيين استرجاع إقليم Alsas، وحق البلجيكيين في حماية المياه الإقليمية، كما ظهرت عدة مفاهيم جديدة من قبيل "المنطقة الثقافية (وسلر)،"الإنطوائية القومية"، "التثاقف" l’acculturation، الذي سيتحول فيما بعد إلى ما يسمى ب"التداخل التثاقفي".
وكختام لهذا الجزء، يمكن أن نشير إلى أن الأنتربولوجيا توزعت بين 3 مدارس: -المدرسة الفرنسية، درست الإنسان من الناحية الطبيعية (العظوية). -المدرسة الإنجليزية، درست الشعوب وكياناتها الاجتماعية مع الميل إلى دراسة الشعوب البدائية. -المدرسة الأمريكية، اهتمت بدراسة الثقافات البشرية البدائية والمعاصرة، وهي المدرسة التي ستساهم في عودة الأنتربولوجيا إلى أوروبا خاصة بفرنسا بمفاهيم إثنولوجية لن نقول عنها جديدة، بل هي مفاهيم عرفت "تحيينا" وصقلا لجعلها أكثر مرونة مع سياقات العولمة وفي ظل التمفصلات الكونية/المحلية .
الجزء الثاني : الأنتربولوجيا المعاصرة .
وحيث أن الأنتربولوجيا كانت مهتمة بالمجتمعات البدائية مرورا بالمجتمعات التقليدية ثم البحث عن المعالم التقليدية في المجتمعات الحديثة، فهي وجدت نفسها أمام عائق إبستيمولوجي يتعلق بالميدان الذي أصبح شيئا فشيئا في طور التلاشي، وجعلت الأسئلة تتناسل حول الجدوى من هذا العلم، خاصة مع موجة العولمة الكاسحة.
وفي هذا السياق، نستحضر واحدا من الباحثين المغاربة (محمد ياقين) من خلال مقاله المعنون ب"الهوية والغيرية وقضايا التداخل الثقافي"، والذي سعى فيه الباحث إلى مسائلة سيرورات تشظي وانبناء الهويات ضمن تمفصلات محلية/كونية (ص3)، رافضا ما يسميه خطابات إديولوجية تسعى إلى تدبيج سوداوي لعبارات من قبيل: تشظي الهويات/ تمزق الهويات/ تلاشي الهويات (ص5)، بقدر ما أن الأمر يتعلق بمسارات للتفريد والتفردية بسبب سيطرة كل ماهو رقمي وتكنولوجي جعلت الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لعلاقة الهوية بالغيرية.
إن العولمة كما يتفق على ذلك العديد من الباحثين، ساهمت في تدفقات تتجاوز العلاقات البيشخصية إلى تدفقات مرسملة وأخرى تتعلق بالأدمغة... وقلّصت المسافات وأعادت تنظيم الأزمنة، وهو ما فرض على الباحثين تغيير مقارباتهم وتحيين مفاهيم أنتربولوجية، حيث أن الميدان لم يعد ذلك المعطى التابث بل هو عملية بناء وهدم مستمرين، يفرض كما يرى الباحث السير جيئة وذهابا بين الخارج والداخل (ص18)، وفق منطق "التداخل التخصصي" مقتبسا إياه من Marcel jolivet لاستحضار تجربة Marc abeles الذي فضل استعمال مفهوم الشوملة Globalisation على مفهوم العولمة Mondialisation.
إن منطق التداخل التخصصي جاء بفعل الزحف الحضري الذي رافقته دراسات إمبريقية سواء مع "شيكاغو" في أمريكا أو مع التقليد البريطاني الذي بدأ مع "إدوارد إيفانز بريتشارد" صاحب كرسي الأنتربولوجيا في "أكسفورد"، و"ماكس غلوكمان" في مانشستر .
وخلال منعطف التمانينيات، يشير الباحث إلى المدرسة التأويلية مع "كليفورد غيرتز" (ص9)، لكن قبل ذلك وجب أن نحيط هذه القطيعة الابستيمولوجية بالمناخ السياسي الذي عرف تحولا بفعل سقوط جدار"برلين" فأصبحت الإنجليزية لغة التواصل الأكاديمي الوحيدة في الغرب وإلى حد ما أصبحت الروسية لغة تواصل في الشرق، وهنا يقول "فريديريك بارت": هنا انتقلنا من ماض بعيد نحو حوادث وأشخاص هم أكثر معروفين ومشهورين.
وإذا كانت السوسيولوجيا مدينة ل"ماكس فيبر" بقطيعته الابستيمولوجية على مستوى الفعل وتأسيسه بذلك للمدرسة التأويلية، فإن الأنتربولوجيا كذلك عرفت مدرسة تأويلية كما هو الشأن مع "غيرتز" الذي تمكن من تجاوز الطرح البنيوي، حيث لم يعد الأنتربولوجي يقوم بمهمة "السندباد" يسافر عبر الزمن لدراسة الشعوب، بل أصبح يستحضر التاريخ انطلاقا من تفاعلات وسياقات بقدر ما تضفي على المكان طابع الألفة بقدر ما تجعله أكثر تعقيدا، وهو مايسميه غيرتز ب"الصياغات المصبوغة بالطابع البري" في دراسته المعنونة "صراع الديكة في بالي"، والذي قد تتشابه بشكل من الأشكال بدراسة الأنتربولوجي المغربي "عبد الله حمودي" "الأنتربولوجيا الكولونيالية لعيد الأضحى: بحثا عن دين ضائع"، والتي طورّها لاحقا في كتابه الشهير "الأضحية وأقنعتها" وأيضا مع "حسن رشيق" في عمل "سيدي شمهروش" دون أن ننسى "ميخائيل باختين" وإشارته للغرائبية الكرنفالية و"جون ستيوارت" حول الثقافة الشعبية .
وإذا كان الإنجليز لا يستطيعون تجاوز الوقائع، فإن الفرنسيين معجبون بنظرياتهم المبنية على الخيال، والحقيقة أن كثيرا من الاثنوغرافية الفرنسية هي تجريبية من حيث الصرامة، لكنها ليست طموحة نظريا، فهي تهتم بالتحليل الاثنوغرافي الدقيق أكثر من الجهد المقارن النظري، كيف ذلك ؟
للجواب عن هذا السؤال، كان لزاما علينا أن نبقى مخلصين للبراديغمات والمفاهيم المستعملة في مقال الباحث ياقين لكي نكشف عن التجارب الاثنولوحية الفرنسية، فرضتها السياقات الكومحلية وقضايا التداخل التثاقفي وانتشار ما يسمى Zonage بفرنسا، جعلت الباحثين يستعينون بالنماذج الأمريكية، فتم الانتقال كما يشير إلى ذلك الباحث من أنتربولوجية حضرية إلى أنتربولوجية المدينة (داخل المدينة) (ص10)، وتم التركيز على الهوياتي ضمن مجتمعات اختلفت التوصيفات حولها وتعددت التسميات كمجتمع متشعب الروابط/ مفرط في الحداثة (فرانسوا أشير)/ المجتمع الشبكي (كاستلز)، كما تم الانتقال حسب الباحث دائما من الثقافة الحضرية إلى ثقافات المدينة أو بلغة Michel agier الانتقال من حضرية شاملة إلى أنتربولوجية المدينة، حيث لا يمكن فهم المدينة خارج سياقات تفاعلاتها وهو ما أطلق عليه agier ب"المدينة مكرر" ville bis(ص11).وفيما يلي بعض التجارب الاثنولوجية والاثنوغرافية التي تطرق إليها الباحث: يتطرق الباحث إلى تجربة Michèle de la pradelle بسوق "carpentras" حول انتظام العلاقات البيشخصية في إشارة منه إلى التحديد "الغوفماني" للوضعية، من خلال علاقات التفاعل بين مرتاديه وكيفية نسج خيوط الألفة والتقارب (ص12-13)، ببرادايم وصفي جديد حول كيفية تملك المجال المعاش الذي يعتبره ليس مجالا نعيش فيه فحسب، بل هو مجال نقوم بتحديده كما هو الشأن بالنسبة للضاحية الباريسية مع سوق "Bar8es" وفق سياقات تفاعلية للشبكة الزمجالية، وهنا نستحضر أعمال الفرنسي Henri lefebre في كتابه La production de l’espace حيث يقول: "...الناس ينتجون حياتهم وتاريخهم ووعيهم بعالمهم عبر وداخل مجالهم، الذي هو فكره مادة، ولكنه أيضا أداة للتفكير مثلما للفعل وسيلة للإنتاج والمراقبة وبالتالي الهيمنة والنفوذ، هذا المجال هو مندمج وملك لجماعة معينة تبعا لمتطلباتها وأيضا أخلاقياتها وإديولوجياتها".
دراسة أخرى تطرق إليها الباحث وهي دراسة لا تقل أهمية في حقل الأنتربولوجيا الجديدة، تتعلق بتجربتي "الميترو" (1986/2008)(ص13-14)، خاصة وأنها تأتي في إطار إبستيمولوجي حول مفهوم المعاصرة، حيث يشير الباحث أن المعاصرة حسب Marc augé و"بول كولن" لاتعني العيش في نفس العصر، بل تعني كذلك اقتسام مرجعيات مشتركة (ص19)، وتجاوز الطرح "الفولكلوري" للاثنولوجيين الكلاسيكيين، وفي هذا الصدد يقول " فريديريك بارث": [ في هذه النقطة (المعاصرة) تداخلت الحكاية بمساري الشخصي لدرجة أن مهمتي الآن أصبحت مهمة الحديث عن أفكار وأوضاع أنا على اطلاع عليها، وهي اليوم تشكل حاضري، وهو وقت لايمكنني أن أجربه سوى كمعاصر فيه].
وفي نفس السياق يتسائل Augé: كيف يمكنني أن أسمي نفسي معاصرا؟ للإجابة عن هذا التساؤل، أدعو قرائي للإنضمام إلي في ميترو الأنفاق حيث يقول: Qui sont au juste mes contemporains ou plutôt de qui puis-je me ------dir------e contemporain? Pour essayer de répondre à cette question, ou au moin essayer de la reformuler, j’inviterai donc enfin de parcours mes lecteurs à me (rejoindre dans le métro et à se perdre dans la foule anonyme... ( le métro revesité p:9
يعتبر أوجيه أن استخدام ميترو باريس هو جزء من الهوية الجغرافية والاجتماعية حيث يلتقي الشخص بأشخاص من عالم آخر، فكل الثقافات فهي مختلفة لكن لا توجد واحدة غريبة عن الأخرى، وهو ما فرض على أوجيه إعادة إحياء الصلة بمفهوم "الغيرية"، كون أن التحدي الذي يواجه العالم المعاصر في حقل الأنتربولوجيا، هو كيفية بناء الشبكة المدمجة في مجموعة متنوعة من عمليات تحديد الهوية، ولمواجهة هذا التحدي وفقا لأوجيه ينبغي لعلماء الأنتربولوجيا اختيار الميدان وبناء الأشياء كمفترق طرق من عوالم جديدة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المتن لأوجيه يقوم على الملاحظة المرنة، وهذا لايعني أنه ظل على سطح الأشياء، يقول أوجيه: عندما كتبت un éthnologue dans le métro لم يكن لدي مشروع صنع اثنولوجيا الميترو (13( le métro revesité p، وهذا واضح من خلال استعماله للمفاهيم الاثنولوجية التأسيسية ل Marcel mauss وحتى claud levi Strauss، لكن بعد عشرين عاما يعتبرها ليست اجتراراً لملاحظاته بل لحظة توقف في الماضي لتحديد الميترو نفسه الذي لا يزال هناك لكنه تغير، فالباحث والكاتب بحكم تعريفهما، فهما "مهووسان" Obsédés "عنيدان" Tenaces وليس بديهيا البحث عن استمرارية أعمالهما (17 le métro revesité p).
ميترو البؤس، ميترو الشؤم كما يرى بذلك أوجيه مشيرا إلى أشكال الاستعباد وما يسميه "الحرية الخاضعة للمراقبة" La liberté surveillée فرضت عليه الانتقال من الواقعة الاجتماعية مع "موس" إلى مسألة الرمزية مع "ستراوس" من خلال مشكلة الفرد أو ما يسمى باثنولوجيا القريب شأنها كذلك شأن اثنولوجيا العزلة، اثنولوجيا اللقاء الغير متوقع، ومحاولاً طرح أسئلة على الميترو، توصل بعدها بإجابات من خلال جدران La Concorde ومحطةle métro revesité p 18) Pasteur ) أو حتى Châtelet Les Halles (بطن باريس)، والعديد من التقنيات الحديثة التي يفسرها باعتبارها سمات "الطرد الحميم للذات" الذي يميز الفردية المعاصرة L’expulsion intime de soi qui caractérise l’individualité contemporaine من بين التجارب التي استحضرها الباحث في مقاله، نجد اسم Michel agier صاحب أنتربولوجيا الأحياء، أنتربولوجيا النزوح (اللاجئين)، من خلال تجاربه العديدة في قلب افريقيا كالطوغو (لومي) والكاميرون وفي أمريكا اللاتينية (البرازيل) (ص15)، حيث وقف على مفهوم الخلاسية وناقش ماسماه "الشرط الكوزموبوليتاني" كحالة تتحول من خلالها الحداثة إلى نظام هجين (ص21) مقتبسا إياه من Marc augé في إشارته إلى "الرمز الكوسمولوجي" في عصر الإعلام وموت الغرائبية (le métro revesité).
في البرازيل دائما يشير الباحث أن agier اهتم بالأحياء التي عرفت تطويرا لآليات وأشكال خاصة للتنظيم الاجتماعي، وكيفية الدخول في علاقات تفاوض لاستغلال المجال، وهو ما نجد له تطابقا لأعمال agier . ففي كتابه "تعريف اللاجئين" Dèfinir les réfugiés 2017 يبدأ agier بمقابلة مع Anne Marie madeira الباحثة في شؤون اللاجئين ضمن القانون الفرنسي العام ويتطرق فيه إلى ماسماهم "ساكنو المخيمات" أو "رؤساء الشوارع" وكيف يتحكمون في صياغة قوانين داخل المخيمات التي تعج بأفراد يتوزعون ما بين الأحقية والتسامح ومابين اللاجئ "الكاذب" الذي يستغل ثغرات القانون الدولي للحصول على جنسية "سورية" كون هذه الأخيرة لها أفضلية داخل دواليب السياسات الفرنسية، عكس النموذج الفلسطيني حيث يصبح المخيم يشبه شيئا ما المدينة أو "الغيتو" بقرارات سياسية تسمح تسمح بوضع نهاية للمخيم كمنفى، ويصبح حلم العودة صعبا واللاجئ مثل سكان المدن الأخرى يفقد الدور السياسي لديه في النظال الفلسطيني .
هذا وتجدر الإشارة أن صاحب "المهاجرون ونحن" 2016 تطورت أعماله من خلال عدة أعمال سبقته، من بينها عالم الاجتماع والتخطيط الحضري Lefebre في كتابه "الحق في المدينة" والذي ناقش فيه النظرة إلى المدينة باعتبارها قضية اجتماعية، وهو أول من تنبأ لوصول واقع جديد بعد المدينة الصناعية مع اندفاع موجات الهجرات والنزوح، متوقعا الشكل السوسيولوجي والحضري والسياسي الحالي للأطراف والضواحي .
ووفاء منا لمقال الباحث نستحضر الباحث الهندي "أرجوان أبادوراي" في "الاثنومشهدية" (ص23) كمفهوم يحيل على الديناميات الجديدة المرتبطة بأنماط حركية متنوعة ومعقدة، سياح/ لاجئون/ مهاجرون/ منفيون... داعيا إلى تجاوز الطروحات الكلاسيكية حول المحلي المعزول، فالثقافة حسبه ليست جوهرا، بل بعدا من أبعاد الظواهر الاجتماعية مشيرا في نفس السياق إلى أخد الحيطة والحذر من التحديات التي تواجه طبيعة المحلي باعتباره تجربة معاشة في عالم معولم (ص24).
أبادوراي لم يقف عند هذا الحد، بل انتقد كذلك الانتربولوجيا الفرنسية واعتبرها تنظر للحياة عبر عدسة ماضوية، لا تقوم إلا بترديد ترانيم باتت مألوفة عن التنوع والتاريخ والنسبية الثقافية، فالقيم حسب أبادوراي هي محلية لكنها متغيرة ويدعو في كتابه "المستقبل واقعا ثقافيا: مقالات عن الظرف الكوني" أنه يجب على حقل الأنتربولوجيا أن يلعب دورا أكبر في النظر إلى المستقبل وليس الإكتفاء بالماضي والمعيش اليومي المعاصر. وهو الأمر الذي مازال لم يصل إليه حتى Marc augé إذ انحصرت أعماله في ما يسمى أنتربولوجيا "اللحظة" Anthropologie de l’instant/février 2018.
وكختام لهذا الجزء أيضا نشير وباقتضاب أن المدارس الأنتربولوجية المعاصرة اختلفت مقارباتها ومناهجها، فالإنجليز لا يستطيعون تجاوز الوقائع، في حين أن الفرنسيين يستعملون الأنتربولوجيا لتوفير دعم ب"أثر رجعي" للنظريات التي طوروها والمبنية على الخيال) un coup d’œil rétrospectif (le métro revesité p:7-8 في حين أن الألمانيين اهتموا بتقويم الماضي اللاتراثي كشرط مسبق للتقدم نحو الأمام .
وفي هذا الصدد نستحضر أيضا الأنتربولوجي الألماني "ديترل هارل" بما يعرف ب"اثنولوجيا المتوسط" من خلال دراسته لمناطق متوسطية تعرف مزيجا بين الثقافات في حقبة "نيوليبرالية" مثل اليونان كنموذج لعملية تدمير الشخصية الوطنية، كذلك "كاتالونيا"، طنجة 2013، "ليبيا" حيث لم تعد هناك دولة تستحق هذا الإسم، أما الإتحاد الأوروبي فيفتقد الذكاء المطلوب للتعامل مع شرق وجنوب أوروبا (الوجه القبيح لأوروبا). وحيث أن الباحث أشار في مقاله إلى أن الغيرية محايثة للذات (ص4)، فإننا ارتأينا أن نسير محايثين لمقاله، على اعتبار أن الباحث ختم مقاله بضرورة الإحتراس من التأويلات التبسيطية والمتسرعة لقضايا الهوية والغيرية (ص28)، فنحن كذلك نحذر من السقوط في شراك صعوبة التمييز ما بين الاثنوغرافيا والاثنولوجيا، فالأولى هي دراسة الضواهر الثقافية دراسة أفقية محددة بالمكان، أما الثانية فتدرس الضواهر الثقافية دراسة رأسية بمقارنة زمانية تاريخية لثقافات الماضي وتتبعها عبر التاريخ.
وعلى هذا الأساس، وكمحاولة منا للإجابة عن إشكالية جدلية التابث والمتحول في الدرس الأنتربولوجي، نشير أن طقس العبور هو من نفخ روحا جديدة وهي روح المعاصرة في ظل عالم معولم، عالم المفارقات الطقسية، التفردات والتفردية (ياقين)، عالم الوحدة والتعدد/ الهوية والاختلاف/ الأمكنة واللاأمكنة/ الحداثة ومابعد الحداثة/ المحلي والكوني/ عالم المعنى الاجتماعي والحرية الفردية الذي يمثل أهم موضوع بالنسبة للرؤية الأنتربولوجية والموضوع النهائي وهدف عمل الأنتربولوجي.لهذا نحن مازلنا محتاجون إلى أنتربولوجيا لكن أي أنتربولوجيا؟ أنتربولوجيا جديدة، أنتربولوجيا ملاقاة الذاتي بما هو جماعي/ الداخلي بالخارجي، إنها أنتربولوجيا العوالم المعاصرة بتعبير Augé التي تسعى جاهدة لإرساء تموضع ديناميكي في الحقل من خلال احتضان مفترق الطرق بين الواقع المحلي والبعد الكوني.
وهذا مايدفعنا للقول بأن التابث في الأنتربولوجيا هو حفاظها على نهجها الثقافي ومنهجها الاستقرائي وموضوعها الايتيمولوجي (الإنسان)، في حين أن المتغير جاء بسبب موجة العولمة. ولكي نبقى مخلصين للفرنسيين في خيالهم، فطقس العبور فرض على الأنتربولوجيا الخروج من الباب بجلباب "التاريخ"، والدخول عبر النافذة بقميص "إثنولوجي" وماكياج "معاصر". (Dardani 2020 ).
*لائحة المصادر والمراجع*
1- أنتربولوجيا: حقل علمي واحد وأربع مدارس، تأليف: فريديريك بإرث، أندريه غينغريتش، روبرت باركن، سيدل سيلفرمان، ترجمة أبو بكر أحمد وإيمان الوكيلي، سلسلة ترجمان، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة 2017.
2- قصة الأنتربولوجيا، فصول في تاريخ علم الإنسان، تأليف حسين فاهيم، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب، الكويت، يناير 1978.
3- عبد الرحمان بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، فضاء الفن والثقافة، المغرب
4- Emmanue kant, anthropologie du point de vue pragmatique, présente par Alain renaut, Flammarion, Paris 199
5- Marcel mauss, sociologie et anthropologie,3ème ed quadrige, septembre 1989
6- Claude-levi Strauss, les structures élémentaires de la parenté, 2ème 15ed paris la-haya 1967 7- Henri lefebre, la production de l’espace, 4ème ed, anthropos 2000
8- محمد ياقين، الهوية والغيرية وقضايا التداخل الثقافي، مسار تحول برادايمي في حقل الأنتربولوجيا، مؤمنون بلا حدود، 6 يناير 2020.
9- Marc augé, Un ethnologue dans le métro, hachette, texte du xxe siècle, 1986, hachette littérature 2001
10- Marc augé, Le métro revesité, seuil, septembre 2008
11- أرجون أبادوراي، المستقبل كواقع ثقافي، دار النشر فيرسوبوك، نيويورك 2013
12- مارك أوجيه، أنتربولوجيا العوالم المعاصرة، ترجمة وتقديم طواهري ميلود، دار النشر ابن النديم، طبعة 1، 2016
-13مارك أوجيه، مهنة الأنتربولوجي، المعنى والحرية، ترجمة محمد الجويلي، دار النشر العربية للعلوم 2010
#زهير_دارداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السوسيولوجيا- السائلة -ورحلة البحث عن موسيقى جديدة
-
الدم النقابي والكوجيتو المجروح
-
نيتشه . فرعون أوربا أم شيطان ما بعد الحداثة ؟
-
المثقف- الفولكلوري-
-
المجتمع الافتراضي وطقوس الجماعة
المزيد.....
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|