صحافه اشتراكيه أمميه .العراق:حوار الرفيق صادق عزيز مع صحيفة بۆپێ شەوە“إلى الأمام“

تيار الكفاح العمالى - مصر

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 16:05
المحور: مقابلات و حوارات
    

إلى الأمام :هل سيؤدي مقتل قاسم سليماني الى اضعاف دور ايران في المنطقة ام على العكس سيؤدي الى تقوية دورها ؟
صادق عزيز :
من المؤكد حادثة مقتل قاسم سليماني تاتي ضمن مواجهة أشمل وأعمق بين إيرن و الولايات المتحدة الامريكية. هذه المواجهة تتواصل منذ اكثر من أربعين عاما و قد اتسمت في كل طور بخصائص و ملامح معينة خلال المراحل المتعاقبة .
قد يبدو للوهلة الاولى بأن هذا الحادث يعد انتصاراً للولايات المتحدة الامريكية على حساب وجود ونفوذ إيران في المنطقة و فرض نوعاً من التراجع و الكبح السياسي و الاقليمي للنفوذ الإيراني في العراق و المنطقة عموما. غير انه تطور الاحداث خلال السنوات العشر المنصرمة بينت لنا ان انحسار القوى الدولية المتصارعة في الشرق الاوسط او تقدمها غير راسخة او ثابتة. فتارة نجد تراجع للوجود و النفوذ الامريكي على حساب نفوذ و تقدم النفوذ الروسي و حلفائه، و تارة اخرى نجد العكس. هذا الترنح تعود اساسا للازمة العالمية التي تعاني منها الرأسمالية و التي تعكس عدم الاستقرار العالمي انتهاء عصر الانفراد و الهيمنة الأحادية.
إلى الأمام :من المؤكد ستعمق حادثة مقتل قاسم سليماني التوتر القائم بين ايران و الولايات المتحدة في المنطقة, كيف سيؤثر هذا التصعيد على العرق وايران والمنطقة كذلك ؟
صادق عزيز :
من دون شك ستعمل حادثة مقتل قاسم سليماني على تصعيد حدة التوتر القائم بين إيران و الولايات المتحدة، بل قد تدخل مرحلة مواجهة أعنف عسكريا و تعبويا، وسيؤثر هذا التوتر على مجمل القوى الدولية. إلا أن ردود فعل دول المنطقة و العراق بالتحديد لا تكون متطابقة بشكل ميكانيكي فحسب، بل ان السياسة التي تمارسها دول المواجهة إيران كانت ام الولايات المتحدة لا يمكن تحقيقها او تمريرها دون فهم دور و حضور العراق السياسي. فالمسالة ليست بتكوين احلاف و او تعقيب سياسة محددة كما يرى الصحفي الليبرالي من صحيفة كارديان او مراسلة قناة فضائية. يشكل العراق احد الرموز الاسياسية و الرئسية لتمرير سياسية اقليمية محدد او تشكل جزءا من عملية المواجهة الغربية و إيران. إن عالم اليوم في ترابط عضوي فعال و لايمكن تجاهل المكونات او فهم دورها بشكل آلي او ميكانيكي مجرد.
إلى الأمام : كيف ستكون ردفعل ايران بوجه الولايات المتحدة اثر هذا الحادث ؟ هل ثمة مخاوف لاندلاع حرب في المنطقة ؟ ماهو دور القوى العظمى الاخرى في ظل هذا التصعيد ؟
صادق عزيز :
ان تجارب السنوات المنصرمة تبين بكل جلاء كيف تسعى القوى المتصارعة في منطقة الشرق الاوسط و العراق بالتحديد، لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية و الاقتصادية و العسكرية، لذلك، وفي خضم هذه المساعي يعمل كل طرف او قوة على انتهاز الفرص و الاستفادة من أي حدث سياسي او عسكري او غير ذلك لتأمين تقدم أفضل في المواجهة بين الكتل و القوى و الاقطاب المتنازعة و الاستحواذ على موقع افضل في المواجهة القادمة. هذه الردود على الاحداث قد تكون اقتصادية كفرض عقبومات اقتصادية معينة او دبلوماسية او عسكرية .. وهذا ما تسعى اليه إيران في هذه المواجهة. إن قرار البرلمان العراقي بإنهاء الوجود العسكري الاجنبي ” المراد منه أساساً الولايات المتحدة” كان بمثابة انتصاراً لهيمنة إيران و استراتيجيتها .
و كما تعلمون فأن إيران صعدت من المواجهة بشنها غارات بعدة صواريخ على مواقع و ثكنات امريكية في العراق. إن الغرض الرئيسي لضرب إيران للقواعد العسكرية الامريكية في العراق ليس عسكرية بقدرما هي سياسية و ستراتيجية و تحقيق ستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة .
إلى الأمام : لاتزال الحركة الاحتجاجية الجماهيرية في غليان مستمر و اضحت ساحة التحرير رمزا للاحتجاجات الجماهيرية ,ماهو تاثير الصراع الامريكي و الايران على هذه الاحتجاجات الجماهيرية ؟
صادق عزيز :
لم تكن الاحتجاجات و الاعتصامات في ساحة التحرير و بقية الساحات في مدن الوسط و الجنوب امام اختيار صعب بعد تصعيد المواجهة، فالعامل المادي الذي حرك هذه الاحتجاجات و طورها لم يكن طائفياً او قومياً او حتى وطنياً مجرداً، بل كان في الأساس الفقر و البطالة والبؤس و الفساد الذي يعاني منه الملايين من ابناء العراق .. لهذا كان الرد واضحا على الرغم من الجهود الفاشلة لبعض القوى الإسلامية الشيعية لكسب الحدث و التاثير على المسار المستقل الثوري للانتفاضة، من قبل الشبيبة المنتفضة بعدم التموضع في خندق المواجهىة او التوهم بدور الأمريكي و الإيراني… عموما تستغل هذه الاحداث من قبل الانظمة او القوى السياسية الرجعية لتعكير المناخ الثوري و اجهاض الانتفاضة و الحراك و هذا ما قامت به بالفعل القوى الإرهابية و الفاسدة في الناصرية البطلة التي واجهت المؤامرة بكل حزم و ثبات وقدمت صور من البطولة و التفاني.
العدد 76 الصادر بتاريخ 15 كانون الثاني 2020

#تيار_الكفاح_العمالى_-_مصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات