أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - تكهنات في اسباب استقالة ميدفيدف














المزيد.....

تكهنات في اسباب استقالة ميدفيدف


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فاجأ قرار ديميتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي بتقديم استقالته الى الرئيس فلاديمير بوتن العديد من السياسيين الروس والاجانب، وأيا كان سببه ، يعتقد معظمهم أنه كان قرار بوتين، بالدرجة الاولى، مرفوقا بعدم اعتراض ميدفيديف. البعض يربط الاستقالة بالتعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس بوتن في خطابه السنوي امام الاجتماع الاتحادي، وهذا افتراض غير واقعي لأن التعديلات المقترحة من قبل الرئيس الروسي على الدستور هي ما زالت مجرد مقترحات تحتاج الى اعادة صياغة قبل ان تقر من قبل البرلمان الروسي والمجلس الاتحادي.
كما ان مقترحات التعديل الدستوري التي اعلنها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتن لا تشمل فقط اليات انتخاب رئيس الوزراء والكابينه الوزارية بل وحتى شروط انتخاب رئيس الدولة، وهذا ما يؤكد ان لا علاقة لمقترحات التعديل باستقالة رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف.
ولكن بالتأكيد هناك اسباب للاستقالة، احاول التكهن ببعضها، فميدفيديف قد بذل كل ما بوسعه من اجل تسريع عجلة النمو الاقتصادي في روسيا دون ان يحقق طفرة اقتصادية توازي التحديات التي تواجهها روسيا وتستجيب للستراتيجية الطموحة التي عبر عنها بوتن في خطبه السنوية امام الاجتماع الاتحادي، سواء الخطاب الاخير او الذي سبقه. وكما قال المحلل السياسي الروسي المعروف سولوفيوف في برنامج حوار سياسي يقدمه على القناة الروسية الاولى "ان روسيا عانت فترة ركود اقتصادي في زمن مدفيدف".
هذا اولا، أما السبب الاهم، في تقديري، والذي دعا رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف لتقديم استقالته مباشرة بعد القاء الرئيس فلاديمير بوتن لخطابه الذي حدد فيه التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للفترة القادمة، فتتمثل في التعارض بين سياسة الرئيس الروسي الوطنية، التي اقترح تثبيتها في الدستورالروسي، وبين العقيدة الليبرالية التي ينتمي اليها ميدفيدف منذ ما قبل تسعينات القرن الماضي.
وبالمناسبة، فان فلاديمير بوتن وديميتري ميدفيدف قد تتلمذا عند الشخصية الليبرالية التي لمع نجمها في تسعينات القرن الماضي، اناتولي سبجاك الذي اصبح وقتها عمدة لينينغراد (سانت بيتربورغ لاحقا) وكانا من داعميه الاساسيين في حملاته الانتخابية، ولكن الفرق بين بوتن وميدفيدف، هو أن الاول كان يتنفس برئة الشارع الروسي بينما كان الثاني منغلقا على عقيدته الليبرالية.
وهنا لابد من الاشارة الى ان ميدفيدف لم يكن راضيا عن فراغ البرلمان الروسي (الدوما) من الاحزاب الليبرالية، وكان يعتقد بأن العتبة الانتخابية، أي النسبة الادنى التي تسمح بدخول الاحزاب للبرلمان، عالية جدا، لذا فعندما اصبح رئيسا لروسيا اعادها الى وضعها القديم، أي 5% بدل 7%، غير ان هذا التغيير لم يساعد الاحزاب الليبرالية الصغيرة من الوصول الى البرلمان بسبب المناخ السياسي الوطني الذي اصبح مهيمنا في روسيا بعد فشل الليبراليين في تحقيق استقرار اقتصادي او اجتماعي فترة رئاسة بوريس يلسن.
ديمتري ميدفيدف، سواء عندما كان رئيسا لروسيا او رئيسا للوزراء، لم يتعلم حقيقة واحدة كان يفترض انه قد قرأ عنها في شبابه، وهي مقولة لغوته كان لينين شغوفا بالاستشهاد بها : "إن النظرية رمادية اللون يا صديقي، لكن شجرة الحياة خضراء". ، وأن اية عقيدة مهما كانت عظيمة لا يمكنها تغيير واقع غير مهيأ للقبول بها.
واخيرا، فقد دخلت روسيا مرحلة ما بعد ميدفيدف، والتي يرى اغلب المراقبين بأنها ستكون مرحلة يجري التركيز فيها على التطور الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن حققت روسيا طفرة حقيقية في مجال تطورها العسكري بحيث اصبحت "لا تسعى لأن تلحق بأحد وأن الاخرين هم من سيسعى للحاق بها" كما قال بوتن في خطابه الاخير أمام الاجتماع الفيدرالي. لذا كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ميخائيل ميشوستين رئيس دائرة الضرائب، برئاسة الحكومة الروسية الجديدة. علما بأن ميشوستين حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد عن أطروحة بعنوان "آلية الإدارة المالية للدولة الروسية" من أكاديمية الاقتصاد الوطني التابعة لحكومة الاتحاد الروسي.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الهجوم الصاروخي الايراني
- لا جديد تحت الشمس
- متابعة صحفية لاغتيال قاسم سليماني
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء
- سانتا باربارا وسانت ليغو
- بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي
- الهدية الملغومة
- بين معطفين......
- حول التحالفات
- الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
- في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
- الحياة السعيدة
- الوعي الثوري والحس الثوري
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
- عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا ...


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - تكهنات في اسباب استقالة ميدفيدف