أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - نضال النساء من أجل الشخصية في إيران














المزيد.....

نضال النساء من أجل الشخصية في إيران


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 01:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جلبت الثورة الإسلامية عام 1979 تغييرات زلزالية إلى إيران، لم يكن أقلها تأثيرا ما حدث بالنسبة للنساء. إحدى الأمور التي خضعت للتدقيق هي الطريقة التي ترتدي فيها النساء ملابسهن وارتداء الحجاب فوق رأسهن - أثناء حكم الشاه القديم، في الثلاثينيات من القرن الماضي، حظر الحجاب وأمر الشرطة بإزالة الحجاب عنوة. ولكن في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، فرضت السلطات الإسلامية الجديدة نظامًا إلزاميًا للزي الذي يلزم جميع النساء بارتداء الحجاب.
قبل الثورة، كان الحجاب يلبس بالفعل على نطاق واسع، لكن العديد من النساء اخترن أيضًا ارتداء الملابس ذات النمط الغربي، بما في ذلك الجينز الضيق، والتنانير القصيرة والقمصان قصيرة الأكمام. لم يتغير الأمر بالنسبة للأحذية - فالعاطفة بالنسبة للأحذية موجودة في جميع النساء! فالنساء في إيران لا يختلفن عن النساء في جميع أنحاء العالم، والتسوق مجرد وسيلة للنساء للتخلص من الإجهاد اليومي.
بمرور الوقت، من بين العديد من العوامل الديموغرافية، ترتدي الأجيال المتعاقبة من الفتيات اللائي ولدن وترعرعن في الدولة الإسلامية الإيرانية ملابس أقصر وأضيق على أجسامهن؛ وأصبحت الأوشحة الخاصة بالرأس أصغر ومرخاه بشكل أكبر من أي وقت مضى. سمح للنساء الأكبر سناً، نتيجة للزعم بأنهن لم يعدن مغريات، سمحن بارتخاء وانزلاق أغطية رؤوسهن للأسفل أثناء تنقلهن في مدنهن وبلداتهن للقيام بالأعمال الروتينية اليومية.
بعد فترة وجيزة من تولي السلطة، أصدر المرشد الأعلى الإيراني آية الله روح الله الخميني مرسوماً بأن جميع النساء يجب أن يرتدين الحجاب - بغض النظر عن الدين أو الجنسية. في 8 مارس - اليوم العالمي للمرأة - خرجت آلاف النساء من جميع مناحي الحياة الإيرانية للاحتجاج على القانون لكن لم تكلل أمالهن بالنجاح.
لا تختار جميع النساء في إيران ارتداء الشادر الأسود، وهو عباءة تغطي الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين وتترك الوجه مكشوفًا. يفضل الكثيرون ارتداء أغطية للرأس ومعاطف فضفاضة. "السؤال الحقيقي هو إلى أي مدى تضغطين على الوشاح؟ النساء لديهن العزم لإحداث مقاومة صغيرة ويحاولن قدر الإمكان دفع الوشاح الخاص بهن إلى الوراء.
على الرغم من استثمار الدولة لموارد ضخمة لتوظيف مئات الآلاف من شرطة الأخلاق مدفوعة الأجر وكذلك من المتطوعين، وما يقارب من أل 40 عامًا من المناهج الدراسية المصممة لغرس القيم "الإسلامية" كما حدد تعريفها النظام، فإن النظام لم يحقق أهدافه. لقد فوجئ العالم مؤخرًا بموجة جديدة من نشاط المرأة في إيران. العديد من النساء الإيرانيات العاريات الرأس يصعدن على المنصات والمقاعد في الأماكن العامة، وأوشحة الرأس مربوطة بنهايات الأعمدة، ويلوحن بأعلام الحجاب للاحتجاج على الحجاب الإجباري.
تقف المرأة لوحدها وصامتة، لذا لا يمكن توجيه الاتهام لها بالتحرك ضد الدولة أو الإخلال بالسلام - تلك المبررات المعتادة لاعتقال المتظاهرين. لم يتم القبض إلا على البعض بسبب لتعرية رؤوسهم في الأماكن العامة، لأن السلطات غالبا ما كانت تغض النظر عنهن لتجنب تصاعد التوتر وتوجيه الانتباه إلى النساء وتأجيج الحركة.
يتم مشاركة مقاطع الفيديو والصور الخاصة بهذه الإجراءات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يوفر إحساسًا جديدًا بالتمكين للمرأة في إيران ويثير اهتمامًا متزايدًا من وسائل الإعلام في أماكن أخرى.
يطلق على المتظاهرات الشابات "بنات الثورة". لقد فاجأت الحركة النظام - لقد كان هناك استجابة متماسكة وعدد النساء اللاتي يصنعن أعلام الحجاب في الأماكن العامة أصبح في ازدياد. على الرغم من عدم وجود تنظيم مركزي لهذه الإحداث، ألا أنها جذبت العديد من المؤيدين.
حركة مدنية عضوية تُظهر عدم الرضا على نطاق واسع لدى شرائح كبيرة من الذكور والإناث بدأت بالظهور بشكل جلي، بما في ذلك العديد من النساء اللائي يرتدين الحجاب بغض النظر عن اعتراضهن على الحجاب الإجباري.
كانت هناك حالة واحدة على الأقل لامرأة ترتدي شادر كحجاب بشكل كامل ترتقي منصة في شارع مزدحم وتلوح بوشاح للاحتجاج على افتقارها إلى الاستقلال الذاتي الجسدي. لا يدور الكفاح حول قطعة قماش على رأس المرأة، بل يتعلق بسياسة النوع الاجتماعي التي يرمز لها القماش، واستخدامه للتواصل بصمت وعلى نطاق واسع مع رفض سيطرة الدولة على أجساد النساء.
يمكن أن يكون الجانب السياسي للنضال حول الحجاب محيرًا لمن هم خارج إيران، الذين يتساءلون لماذا تقاتل بعض النساء في تركيا وأوروبا من أجل الحق في ارتداء النقاب بينما تقاتل العديد من النساء في إيران - بما في ذلك بعض النساء المخلصات - لمدة أربع عقود تقريبًا من أجل الحق في إزالة الحجاب. في جميع الحالات، تطالب النساء باعتراف الدولة بالحكم الذاتي الجسدي كخطوة أساسية للاعتراف بحقوقهن الشخصية والمواطنة الكاملة.
أصبحت العادة أن يتجدد الاحتجاج والاحتفاء بيوم المرأة العالمي. النساء تحتاج إلى هذا اليوم من اجل الارتباط الواعي بالتاريخ الطويل والعنيف في بعض الأحيان لنضال النساء من أجل الشخصية. يوم للتفكير في الحقوق التي اكتسبنها؛ ويوم للاعتراف باليقظة اللازمة للاحتفاظ بتلك الحقوق - حقوق النساء في العديد من الدول وضمن بعض السياقات لم تتحقق بعد.



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد النظام الطائفي ... ما من أحد بريء
- لن يبكيك الجميع ... سليماني
- سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران
- المشرق العربي .... ثورة في الوعي
- الشباب أراد وطن لكن لم يرحمهم الجلاد
- تأثير الاسلام السياسي الشيعي على العالم العربي وخارجه
- النساء وتفاقم عواقب العنف الأسري
- الأنوثة والتمرد.... اولى الصرخات المعبرة عن الحركة النسوية
- الصحافة العراقية...... الاعدام بالطريقة الصينية
- الصحفية افراح شوقي ...... عواقب الحبر الجريء
- البصرة وما بعدها
- العنف ضد المرأة بين القانون و التشريع
- الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت
- المال ..... والعلاقات الزوجية
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين
- التدافع والصراع السياسي
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - نضال النساء من أجل الشخصية في إيران