جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 00:01
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
جذور اللغة وتطورها 9 - على جذار الثورة رقم- 246
قيل قديماً : ( إن الحضارة الإغريقية تأسر قاهريها -تاريخ الفكر السياسي - جان توشار ص 55 )
وإنني أقول بكل إعتزاز : إن الحضارة الآرامية وإبنتها السريانية والنبطية وحفيداتها الكنعانية والعبرية والعربية والفينيقية وغيرها .. أسرت بأبجديتها وتقدمها الحضاري جميع قاهريها.. حتى أضحت حضارة العالم القديم كله بلا منازع ..
وإختفت أمامها اللغات القديمة ..وما اللغات القديمة والخاصة التي يستخدمها أحفاد البابليين والآشوريين ,, والكلدانيين , والصابئة , واليهود حتى الآن سوى لهجات غير متطورة من الآرامية الأصل التي كانت تطوراُ رائعاً عن اللغة الآكادية , ذات الثلاثة مقاطع التي تطّورت عن السومرية ذات المقطع الواحد ...
والآرامية أول لغة عرفتها البشرية ضبطت ونُسقَت في أبجدية ثابتة تضم 22 حرفاً ...جمعها علماء اللغةفي كلمات ليسهل على الكبار والصغار حفظها وإستعمالها وفق ما يلي :
(أبجد - هوّز -- حطّي -- كلمن -- سعفص -- قّرُشَتْ )
كما إقتبس السريان الأرقام أو الأعداد الهندية التي نستعملها حتى اليوم ..وأخذها العرب من السريان ونسبوها لإبتكارهم زوراً ...
ومن أطرف ماجاء به الإخباريون العرب الذين كانوا يجهلون اللغة الآرامية والسريانية وغيرها من اللغات القديمة ومنهم شيخهم الطبري ....عندما وجّه لهم السؤال التالي : من أين جاءت الأبجدية ؟؟
فلم يسمح لهم جهلهم وغرورهم بالتواضع والإجابة لانعلم ::لذلك زعم الطبري ( هيرودوت العرب ) مايلي :
(إنهم أناس هلكوا في الجاهلية القديمة منهم ( أبوجاد ) وهواز ( هوّز ) وحاطي ( حطي ) وكلمان (كلمن ) وهم من العرب البائدة ..وأن كلمان خلّف أربع بنات إحداهنّ شاعرة رثّت أباها بقصيدة عند وفاته ..- تاريخ الطبري - نظريات في اللغة للدكتور " أنيس فريحة " ص 89 - 90 - و الذات الجريحة -- سليم مطر ص 282 ) ..
لاتزال اللغة الآرامية وإبنتها السريانية حيّة في لغتنا العربية الفصحى والعامية في
الأصل ,,أو طرأ عليها التحوير والتصحيف ...نتحدث بها ونكتبها دون أن نعلم أصلها وجذورها التاريخية وهي تضم آلف الأسماء والكلمات والتعابير التي تحتاج إلى عشرات المجلدات والمعاجم .. وكمثال واقعي : لاتزال أسماء المناطق والمواقع الرئيسية والمدن والقرى والأراضي في الريف في بلاد الشام كلها وفي القلمون وصيدنايا خصوصاً سريانية آرامية االجذر والأصل . كما سنرى عملياً في أسماء أرضنا وأوابدنا كما سنرى ..
كما لاتزال جذورالآرامية السريانية حيّة في الموسيقا والغناء والطرب العربي.. يهزنا من الأعماق...فألحان الطرب العربي الأصيل الذي ينعش ويجدد حياتنا الجافة والنضالية ..في الموشحات الأندلسية ...والمقامات العراقية .. والقدود الحلبية وغيرها ماهي سوى ألحان سريانية آرامية يمكن إدراك ذلك بوضوح بمقارنتها بألحان الأناشيد الدينية والتسابيح في الكنائس السريانية .حتى اليوم .....
كما أن ألحان وأوزان العتابا والميجانا - والزجل - والقرّادي - والمعنّى وغيرها في المشرق العربي وفي سورية ولبنان والعراق بشكل خاص هي ألحان سريانية آرامية ..... 16 / 1 - لاهاي ..
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟