|
لا عزاء لأغبياء الامة ولا لحمقاها يا امة تضحك من جهلها كل الامم
سمير محمد ايوب
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 23:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا عزاء لأغبياء الامة ولا لحمقاها يا امة تضحك من جهلها كل الامم عند التعرض لمسألة التغيير داخل أي مَوطِنٍ ، كائنا ما كانت طبيعة البلد أو طبيعة التغيير ، لا بد لتقليل الأخطاء المحتملة ، من الإستدلال بكثافة المعلومات الصحيحة ، لا بوسوسات الشياطين وظنون الأبالسة . فإن كانت ألمخرجات ألمرجوة من ألتغيير ، تلتقي مع ألإمكانيات المتاحة في مساحة كبيرة ، يكون الشروع صائبا أو في إتجاه الصواب . شرط عدم ألتمترس ، وراء ألمسبقات من أفكار ألكيد وألحقد والإنتقام ، ألتي يختزنها أللاوعي الساذج ، وهي تجتاحُ سلوك الذات ألمُتمنية أو الساعيةِ إلى التغيير . سأضرب مثلا بما حدث في سوريا ، للتذكير بما يحدث الان في لبنان وفي ليبيا وفي العراق وفي السودان . بادئا بحدوته تشي مفاصلها بِجُلّ ما حَدَث . يقال أن قطريا وسعوديا ومعارضا سوريا ، قد إتفقوا على تدمير سورية الوطن ، وسرقتها كدولة . وفي غفلة من أمة العرب ، كسروا أقفال الأمن الوطني والقومي لسوريا الدولة . إجتاحوا الوطن ، وعاثوا فيه فسادا وإفسادا ، بالتدمير والتقتيل الممنهج . بالصبر الجميل الشجاع والمقاوم ، إسترد جل الشعب السوري ، الكثير من عافيته وأمله ، ومع فرض الجيش العربي السوري ومنظومات حلفاءه ، لسيادته على معظم الوطن السوري ، لم يجد بين يديه ، إلا فلولَ معارضةٍ محلية تقيم مع الدمار . هرب شيطانها الأكبر السعودي ، وهرب ابليسها القطري ، ومن تبعهم من قطاريز الشراكة والرعاية الصامتة . وعندما سُئل الإرهابي المحلي ، عما فعل ويفعل بين الركام ، قال : كنا ثلاثة ، عملنا سوية على تدمير مخطط لسورية . دمرنا الوطن وسرقناه . وزرعنا الوجع عميقا في ثنايا الدولة . وتقاسمنا الغنائم . أخذ الشيطان السعودي الأمن . والإبليس القطري أخذ الأمان ، وأنا طِلِعْلي ألدمار . أقول للمتحذلقين العدميين من مدرسة الكيفما كان : نعم ، كانت وما تزال ، حاجة السوريين للتغييرصادقة النوايا ، سِلْمِية الأدوات ، نبيلة المرجعيات . لكن المسألة الجوهرية هنا ودائما ، ليست الحاجة فقط . بل دور المعرفة والعقل والإستدلال فيها . فهو ألذي يحدد المواقيت والأدوات والحلفاء والأعداء . المسالة الجوهرية ليست في الرغبة الذاتية في التغيير ، بل في جزئيات ما نود تغييره ، وكيف ومتى وبِمَن ومع مَنْ ولِمَن . عبر سنوات عجاف طِوال ، أُثْقِلَتْ سورية بمعارضاتٍ ، من كل حدب وصوب ، ومن كل لون وجنس ، هَذَى جُلُّها وهَلْوَس ، بركامٍ لَمْ يومئ ، إلا إلى عبثِ أوهامٍ سقيمةٍ وأحقاد مذهبية واثنية دفينة . ناهيكم عن جشع لصوص المصالح العابرة والدائمة . لأفهم ما حدث ، قرأت منذ زمن طويل ، ألكثير في موروث التغيير وسِيَرِه . وتفحصت ألكثير مما قيل ، عن أسباب إنتكاساته وخساراته ، وما كَتَبَ عنه أئمته ووعاظه . وتابعت تخريفات وفتاوى الفضائيات ، وهلوسات وهرطقات أصنامها ، من ملتحين وحليقي شوارب . فوجدت أكثر من حقيقةٍ مُرَّةٍ ، يتملص منها كهنة التغيير ، وخاصة السفهاء منهم . لعل أبرزها ، هو الغباء السياسي الفطري أوبالعمالة مُكْتَسب ، في فهم معادلات الإختصام داخل الأوطان ، والمكابشة ، والإرتطام أو الصراع . فإن كُنتَ لا تعرف قدرات خصمك ، وظروفه التاريخية ، وإمتداد تحالفاته ، ونازلته وجوديا بالسلاح ، إعتمادا على رأيٍ عامٍّ هُلامي ، يَحشدُ بالظنِّ ومالِ السُّحت ، الهتافات الرغائبية الشتامة ، وإن كانت محلية أو إقليمية أو دولية ، فأنت بالضرورة وبالتأكيد ، أدنى كثيرا من ألغباء . ليس من العيب ولا من ألعجب ، أن يختلف الناس ، وأن يختصموا . ليس من العيب أو من الممنوع ، أن تكون مُعارضا أو ساعيا للتغيير . ولكن ما ليس من حقك ، أو من ألمسموح لك به ، هو أن تفرض أجندة مرجعياتك أو حتى تخريفاتك ، وكأن الأوطان أسواقَ عُكاظٍ مُعاصرة ، للكذب والتجديف والتخريف . من يريد الإستقامة على نهج التغيير ومعارجه ، وإحكام السيطرة على نواصيه ، لا يتطاول على علوم الصراع ، ومهارات إدارته . بأدوات العلم فقط ، يُستشرَفُ ألواقع وإمتداداته وتجلياته . ومن ثم توظيف برامج قطعية الوضوح ، دونما عبث أو خلل أو تشتيت أو غموض ، ناتج عن مغامرات نَوَّاسةٍ مُضطربِة . بالقطع ، كل الإستحماراتِ المُعاصرة ، لن توصل أحدا ، إلاَّ إلى الندبِ واللَّطم . وساعتها لا يصح فيهم إلا قول مُصيِّفَةِ غورِ الأردن : لا صِيف صيَّفَتْ ، ولا شَرَفها بقي لها . دائما ، لا عزاء للأغبياء ولا للحمقى . الاردن – 14/1/2018
#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطأ من كيم كارداشيان يزيد من متابعي أدريان برودي بشكل -جنوني
...
-
العاهل الأردني يرفض خطط إخلاء الفلسطينيين من غزة والضفة الغر
...
-
اتفاقية الضمانات الأمنية: روسيا ستتمكن من استخدام الأسلحة ال
...
-
مدرعة إيتان: ماذا نعرف عن ناقلة الجند التي يستخدمها الجيش ال
...
-
كيف اهتدى دونالد ترامب لفكرة تحويل غزة إلى -ريفييرا الشرق ال
...
-
تونس: أحكام بالسجن بلغت 35 سنة ضدّ رئيس الحكومة ورئيس البرلم
...
-
مصادر مقربة من ترامب تكشف تفاصيل مبادرة غزة الكارثية
-
ترامب: نريد إيران دولة عظيمة وناجحة.. نريد احتفالا كبيرا بات
...
-
روسيا تستعيد 150 عسكريا مقابل الإفراج عن 150 أسيرا أوكرانيا
...
-
كييف تعرض على واشنطن الاستثمار في قطاع الطاقة في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|