|
لا تتم حماية أهل السنة بالعمالة الامريكية
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 16:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكرت بعض الفضائيات اللبنانية ان النظام السيسي في مصر شعر بالضيق والاحراج والتردد عندما وجد نفسه أمام خيارين لم يتوقعهما : الخيار الأول : إما أن يحفظ هذا النظام ماء وجهه ويسمح لإسماعيل هنية رئيس حركة حماس بالوصول إلى ايران عن طريق مصر للمشاركة بمراسيم تشييع أحد رموز المقاومة الفريق قاسم سليماني، الذي أقدمت أمريكا على اغتياله مع بعض رفاقه أثناء مرورهم في العاصمة العراقية بغداد . أما الخيار الثاني : الذي لم تجد له مبرراً وهو منع هنية القيام بهذه المهمة، ولو اعترى سلطات السيسي الغباء ومنع هنية من القيام بواجبه لأضافت مصر إلى مواقفها الهزيلة من قضايا الشرق الأوسط نكسة جديدة تقلل من هيبتها وتزيد من تعريتها وتبعيتها للسياسة الامريكية ومحور السعودية . أثناء تردد النظام المصري كانت عيون هذا النظام تنظر إلى السعودية لأنها لا تريد قطع خيوط التواصل معها كي تضمن تدفق الفتات من هذا النظام ، في نفس الوقت فإن هذا النظام يقوم بتقدير ووزن كل خطوة يقوم بها لعلها ترضى عنها سفارة أمريكا في القاهرة، لأن هذه السفارة هي الميزان والبارومتر الذي يقيس عمق وسطحية سياسة مصر ومواقفها الخارجية، هذا باعتراف الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال أكثر من مرة : أنه يوجد تنسيق كامل بين مصر وأمريكا خاصة في القضايا الاستراتيجية في الشرق الأوسط . خرجت مصر من هذا المأزق باختيار جانب الخرس والصمت المحاط بالتجاهل وعدم الاكتراث بما يخص مشاركة رئيس حركة حماس ووصوله إلى ايران، في نفس الوقت اعتبرت السلطات المصرية عدم ارسالها وفداً يمثلها في تشييع الضحية الإيرانية وعدم استنكارها للجريمة الامريكية اعتبرتها مصر نوعاً من التوازن بجعل تساهلها مع هنية لا قيمة له، ان عدم استنكار مصر للجريمة الامريكية وعدم ارسالها وفداً للتعزية لم يقلل من قدسية الحدث ، فقد تم استنكار هذه الجريمة حتى داخل الولايات المتحدة كما استنكرته شعوباً كثيرة في العالم . كذلك الأمر فإن عدم مشاركة وفد يمثل السلطة الفلسطينية في رام الله في تشييع جثمان سليماني والخجل من استنكار هذه الجريمة يعتبر تخاذلاً من قبل قيادة شعب رزح تحت الاحتلال سنوات طويلة، كما أن هذا التخاذل رفع من قيمة وأهمية مشاركة إسماعيل هنية في مراسيم التشييع والقائه كلمة خاصة بهذه المناسبة ، إلى درجة أن الكثيرين اعتبروا هنية يمثل الشعب الفلسطيني والمقاومة في مراسيم هذا الحدث . لقد زادت أهمية مشاركة إسماعيل هنية في مراسم التشييع عندما أعلن في خطابه أمام الجميع بأن الشهيد سليماني هو شهيد فلسطين، رغم أن هذا التعبير انشائي لكن له معاني كثيرة وسوف يزيد من التلاحم بين ايران النظام والثورة وبين حركات المقاومة الفلسطينية ، خاصة حماس والجهاد الإسلامي ، لأن حركة المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى قوى داعمة لها ، مثل ايران في مثل هذه الظروف ، كذلك ايران التي تعاني من مقاطعة العديد من الدول العربية التي تدور في فلك أمريكا تدعم حركات المقاومة خاصة الفلسطينية منها ، لأن ايران تعتبر دعمها للمقاومة ، يعني محاربة الهيمنة الامريكية والاعتداءات الإسرائيلية . المثير للدهشة أن مشاركة هنية المذكورة واعتبار قاسم سليماني شهيد فلسطين، فتح شهية طابور خامس آخر في الداخل الفلسطيني، وفي بعض البؤر المريضة الحاقدة هنا وداخل الضفة الغربية ولبنان والأردن. بعد جريمة الاغتيال استيقظ طابور الحقد الطائفي، وهؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن السنة ، فقد انطلقت تصريحاتهم من بؤرهم المريضة مليئة بالتشفي الطائفي باغتيال " قاسم سليماني "، رغم أنهم يعرفون من هي الأيدي التي امتدت واغتالته، ومن هي دول التي وقفت وخططت لهذا الاغتيال، يعرفون ان وراء هذا الاغتيال أمريكا والتي من شدة سخريتها بالعالم ، أعلن ترامب على الملأ أن أصابعه هي التي نفذت هذا الاغتيال الوحشي . وفوق هذا يقف هؤلاء الحاقدين في الصف الأمريكي الدموي. المثير للغضب عندما سارع بعض شيوخهم من أئمة على استنكار ما قاله إسماعيل هنية بأن قاسم سليماني شهيد فلسطين، أحد هؤلاء الأئمة الذي يتلقى راتبه مقابل شتمه لمحور المقاومة في المساجد ، من وزارة الأديان المدعومة من الاحتلال ، قال هذا المذهوب في فكره ورأيه ، بأن سليماني قتل من السنة الكثيرين في لبنان سوريا والعراق مع أنه لولا محاربة سليماني لداعش في الدول المذكورة لأقيمت دول ذات نظام إرهابي ولكان مصير الشعوب العبودية والقهر والكبت . من وكل هذا الامام وغيره بالدفاع عن أهل السنة، لقد وكلهم حقدهم وانسجامهم مع سياسة إسرائيل وامريكا العدوانية، الإسلام السني وغير السني بريء من هؤلاء، لأنه اسلاماً مقاوماً وليس اسلاماً عميلاً ، وليس ملوك المال والحرير وامراء الجواري والحريم والانبطاح أمام " ترامب " ومن كان قبله ومن يجيء بعده . لم تعد شعاراتهم تنطلي على أحد بأن " الأقصى في خطر " هم أكثر خطراً على الإسلام والمسلمين، بهذه الصيغة وتحت هذه الشعارات وقف هؤلاء إلى جانب قوى الظلام التي غزت سوريا ونهبت ثرواتها ودمرت كل شيء . الدين الإسلامي هو دين الكرامة والكبرياء والعز والوقوف إلى جانب الحق ومقاومة الظلم في كل مكان ورفع مكانة الانسان، ومن يحاول تشويه الدين عبر شعارات رنانة هدفها الحقد الطائفي مصيره سيكون الرفض والتكذيب وابعاده عن المنابر .
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نتنياهو وحزامه الأسود
-
سلام بدون سلام (2) الأخيرة
-
سلام بدون سلام
-
لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 4 -
-
لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 3 -
-
لماا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين عام 1973 ( 2)
-
لماذا أغفل العرب ور العراق في حرب تشرين 1973
-
لا يوجد للسياسة مقياس ، يوجد مصالح
-
السنة التي امتدت سنوات طويلة - 3 - الاخيرة
-
قانون جديد يضاف الى كومة قوانين العنصرية
-
السنة التي امتدت سنوات طويلة
-
الانتخابات الاسرائيلية بين القديم والجديد
-
الذاكرة الفلسطينية تتحدى مشاريع الاسرلة
-
مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية
-
حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية
-
ارتفاع منسوب مخزون العنف في داخلنا
-
تموز يا تكوز عد الى الوراء وتجدد
-
لا جديد تحت شمس المذابح الصهيونية
-
القدس تركل ترامب وتصيب نتنياهو بخيبات الامل
-
أوجه الشبه بين نظم الانكشارية والفكر الصهيوني
المزيد.....
-
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى
...
-
إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من
...
-
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم
...
-
ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
-
لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م
...
-
المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
-
رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا
...
-
مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا
...
-
التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
-
أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|