مقابر جماعية

حامد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 09:57
المحور: الادب والفن
    

قالوا سقط التمثال
خرجنا من وسط أسمالنا
كانت رائحتنا عفنة
من قال ان الشهداء لا يتعفنون؟
بدأنا نرقص
نصفق
نغني أغاني الجنوب الحزينة
والمواويل
والنايلي
والعتابة
كنا نبكي بلا دموع
فقد امتصت منا تربة العراق كل شيء
اخذنا نلملم مِزقنا
نخيط بقايانا المتهرئة
كي نذهب للمدينة الكبيرة
كي نزور اهلنا
ياه....
كنا بلا شواهد
بلا افواه
بلا دم
اسرار تحت الارض

اليوم عرسنا
اليوم بعثنا من جديد
اليوم نفضح هتكنا
فجأة
انتصبت وسط ذهولنا آلاف التماثيل
لاحت من بعيد شفرات لامعة
سمعنا جئيرا نعرفه
جئير البلدوزرات الثقيل
ودون ان نشعر
رأينا عالمنا يكبر
يكبر
يكبر
زاحمنا سكان جدد
كانوا مثلنا اول مرة
بافواه تصرخ
ودماء تنزف
بملابس جديدة مضمخة بالعطر
من انتم؟ صحنا بهم
سكتوا... ياه، صاروا مثلنا
امواتا
بلا شواهد
بلا افواه
بلا دم
اسرار تحت الارض

بغداد
30/5/2006

#حامد_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات