يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 17:24
المحور:
الادب والفن
..................
كنْ قريباً، كلَّ القربِ مني
كأن مسموحا لك
أن تستدرِكَ نفسَك
في صوتِ الخَرَس،
وأدِرْ مِفتاحَكَ بمشيئةِ قِفلي،
إن تنجحْ أو تخسرْ
وأنت تقفُ أمامَ حاجزِ صمتي،
كيف ألفُظُ إسمَك في القلب.
عزائيَ أني أسمعُ هديرَ البحرِ
كيف يُغطّي صوتَ قطاراتِ الليلِ
إلّا نشوةً، إني أرتعشُ
من قدميَّ إلى رأسي، صمتاً،
حين تكونين متعَبَةً
تستَفْتين لُهاثَ الشمعِ
وما يتفتَّتُ مُلتَويا
دخانُ سيجارةٍ في صِمغِ الليل
ينأى بجميعكِ ثملاً،
وثمة
لا يؤذيك،
وأنا أتخيلُكِ مُنفَرِطةً كما حبَّاتِ الرُّمانِ
حين يلامسُ
النورُ الساقطُ من نافذةِ الكتمِ
أصابعَ قدميكِ، وينتعشُ.
هذا الضوءُ
الممتدُّ بكلِّ الاشياء
في العدد أللامحدودِ
يخترِقُ حقوليَ البيضاء
يُسمِعُني ضجيجَ الحرِّ والخمرِ الأبيض والشمس
وكيف يضجُّ في أذنيَّ
أو حينَ يدغدِغُ عينيكِ
أسمع تلمُّسَكِ في عالمٍ لا ينام.
ليلةَ أمس
كنا نتخبَّطُ في اللامرئيِّ
نتلمَّسُ أسانا الشبيهَ بالعُشب،
حين أحسسنا برِداءَينا المُتعَبَين
هرَبنا عارِيين في شقوقِ
الأسود والازرق والبنفسجي
تحت الغطاء،
ونحن كما الزُرقَةِ الحانيةِ
نهبِطُ ونرتفعُ
نِطلِقُ أنفاسَنا
منفرِطَينِ كما كأسٍ
تُصدَمُ فيه قِطَعاً صغيرةً من الثلجِ الناعم،
كنّا نبحثُ عن سلامٍ
يدعو إلى البكاء!
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟