أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - القوة الناعمة المصرية














المزيد.....


القوة الناعمة المصرية


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أهمية هذا المصطلح (القوة الناعمة Soft power) الا أنه مصطلح حديث ظهر مع بداية التسعينات، ليصيغ أحد وسائل النجاح في التأثير السياسي دون اللجوء الي استخدام القوة أو الإجبار أو الإكراه، والمصطلح من وجهة أنه قوة فهو يأتي مقابلا للقوة الصلبة كقوة تأثير متمثلة في القوة العسكرية والإقتصادية.

قد يتبادر للذهن أن القوة الناعمة تشير الي السينما والمسرح والمسلسلات التليفزيونية والموسيقي والصحافة وكرة القدم ... الخ، وهذا تسطيح لهذه القوة الإستراتيجية في مفهومها الشامل، والذي ينتمي في الأساس الي مفاهيم العلاقات الدولية والسياسة الخارجية لخدمة المصالح الوطنية وتنميتها.

تعتمد القوة الناعمة لأي بلد علي مصادر ثلاث هي (الثقافة والقيم والسياسات) من حيث مدي مصداقيتها وجاذبيتها للدول الأخري، ومن ثم فهي لا تعتمد فقط علي الثقافة كما يصورها البعض، فلا يمكن مثلا إغفال (القيم) والأخلاق المصرية، كالشهامة والتسامح وخفة الدم والكوميديا والانفتاح علي الثقافات الأخري وتقدير العلم والعلماء، كما لا يمكن إغفال عراقة (السياسة) المصرية وتطورها عبر العصور، وخاصة في العصر الحديث، حيث سبقت مصر الكثير من الدول المحيطة، في إرساء نظام سياسي كان جاذبا لتطلعاتهم.

يستدعي التقييم الصحيح للقوة الناعمة المصرية عدم المبالغة في تقديرها وتصويرها بشكل استعلائي، والمبالغة في تصوير انفرادها بحمل التنوير والحداثة للمنطقة بأكملها، حتي لا ننكر الأدوار الأخري، وإنما يستدعي الإشارة للدور المصري المركزي وسبقها في التقدم، وجاذبية نظمها السياسية والإجتماعية، والجاذبية الثقافية والفكرية لما حولها من الدول العربية بالنظر الي الأوضاع المتردية التي كانت تعاني منها هذه الدول.

لهذه الأسباب تميزت القوة الناعمة المصرية التي برزت في عشرينات القرن الماضي ووصلت الي أوج توهجها في الخمسينات والستينات، ثم شهدت السبعينات بداية أفول هذه القوة وتدهورها وصولا الي اليوم.

كان للنهضة العلمية والفكرية والمعرفية التي تنامت منذ عشرينات القرن الماضي دورها في تصاعد القوة الناعمة المصرية، حيث نذكر علي سبيل المثال انشاء جامعة القاهرة في 1911 من أوائل الجامعات في العالم الثالث، ونذكر الآلاف من حاملي شهادة الدكتوراة وتميز الكثير منهم (مصطفي مشرفة وطه حسين وسميرة موسي ودرية شفيق ...الخ) قبل إنتصاف القرن العشرين.

لقد تصاعدت القوة الناعمة المصرية في مجال (الجاذبية السياسية) من خلال إنجازاتها السياسية (جلاء الإنجليز، وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي رغم معوقات الغرب) ومن خلال دورها الريادي في المجتمع الدولي ودفاعها عن قيم التحرر والإستقلال الوطني، ودورها المركزي في إنشاء العديد من المنظمات الدولية والإقليمية (الجامعة العربية، الأمم المتحدة، ومنظمة الدول الأفريقية، ودول عدم الإنحياز.... الخ)، ومن خلال تألق الدبلوماسية المصرية في عهد عبد الناصر، كواحدة من أهم أدوات القوة الناعمة المصرية، وأكثرها تأثيرا حيث كانت لمصر كلمة مسموعة علي الساحات العربية والأفريقية والدولية.

ثم تأتي الجاذبية الثقافية كأحد أهم مصادر القوة الناعمة التي بزغت مع مطلع القرن العشرين، ساهم في ذلك الكتّاب والمثقفون والمترجمون والفنانون بأنواعهم والسينمائيون والمسرحيون والخبراء والصحفيون والأكاديميون وقارؤوا القرآن، والإذاعة والتليفزيون، ودور النشر، والمجلات العلمية والأدبية والثقافية، وغيرهم، حيث ساهم كل هؤلاء بريادتهم في طرق هذه المجالات من تعزيز القوة الناعمة المصرية، وفطنت القيادة السياسية بعد 1952 الي أهمية ذلك، فتبنت دعم وتشجيع وتطوير كل الأنشطة الثقافية والإستثمار فيها، فأدي ذلك الي دخول الثقافات المصرية الي كل بيت عربي والتأثير المباشر في تشكيل الوجدان العربي، وأصبحت مصر مقصدا للمثقفين والفنانين والدارسين العرب، ما ساهم في جعل القوة الناعمة لمصر لا غني عنها في الوطن العربي بأكمله.

ثم بدأ تهاوي القوة الناعمة المصرية في عصر السادات وبعده مبارك وهذا ما سنتعرض له لاحقا,
فللحديث بقية.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد أردوغان؟
- ثغرة الدفرسوار
- دور ومهام المدفعية المصرية في حرب أكتوبر
- الرؤية المنفردة
- المؤامرة الكبري
- يدنين جلابيبهن
- نعم الحجاب فرض، ولكن أي حجاب؟
- الدور الغائب للمواطن
- الترجمة العربية لمقال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوج (أ ...
- خطر السلفيّة والمتسلفين
- الخدعة الفرعونية
- الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
- الطائفية في الإسلام والمسيحية
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...


المزيد.....




- حرائق لوس أنجلوس.. رفع تحذيرات الراية الحمراء -الحرجة- جنوب ...
- مشادة حادة بين سيناتور والمرشح لمنصب وزير الدفاع بسبب اتهاما ...
- رد فعل أقارب رهائن على طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وت ...
- بالفيديو.. انضمام أول مدمرة استخباراتية إلى قوات البحرية الإ ...
- الألغام تهدد حياة السوريين العائدين إلى أراضيهم
- الهدنة في غزة.. المباحثات تتسارع وباتت في -مراحلها النهائية- ...
- ألمانيا .. غرامة قدرها 5 يورو مقابل كل تأخر عن الدوام المدرس ...
- مراسل RT: إبادة عائلة كاملة في قصف إسرائيلي على دير البلح
- مراسلتنا: 30 قتيلا على الأقل في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- انفجارات وقطع للكهرباء في عدد من المناطق الأوكرانية


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - القوة الناعمة المصرية