أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - ثورة أكتوبر -تشرين- العراقية 2019 وحلم حياتي القديم














المزيد.....

ثورة أكتوبر -تشرين- العراقية 2019 وحلم حياتي القديم


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


بالرغم من علل جسدي الكثار
أستيقظ كل صباح مقبلاً على الحياة

قبل ثورة الجيل العراقي الجديد، وبعد طقوس الصباح وحقوق الجسد أسمع فيروز وأرقص وقت المزاج الرائق بكل الأحوال
فهذا ما علمتنه الحياة الوقت يمر، وكل شيء يمر الحزن والفرح المأساة والحفلات والأولاد والصداقات، الرفاق والماضي، كل شيء وتبقى في كل الأحوال مع نفسك وذاتك حتى أنك تنفصل عن الشريك المشغول بعالمه
أرقص ويتحرك جسدي المتعب في إيقاع ينبثق منه من أعماقه مع كل أغنية وأنا أعد القهوة والفطور وأعد حبات الدواء العشر،أفعل كل ذلك وبين المطبخ والصالة صومعتي ومكتبتي ومكتبي أنثر إيقاعي وأصرخ مبتهجا بوحدتي وعناقي للصباح والحياة
مثل طفلٍ
مثل طفلٍ
مثل طفلٍ مثل طفلٍ
أصرخ
أضحك
أنطق أسمي مدللا نفسي
سلوميييييييييييييييييييييييييييييييييي
سلومممييييييييييييييييييييييييييييييييييي
بين المطبخ والصالة
في حبور أول ساعة في الصباح
هذا الألق اليومي وهجته ثورة أكتوبر العراقية 2019 وهجته
وأعادتني إلى شبابي وأحلامي الثورية
فهذا الخروج والفكر والسلوك والسلمية والمقاومة بالأجساد العارية والأعلام
هذه الجموع التي لم يخيفها القناص ولا قنابل الدخان ولا الخطف والأغتيال بكواتم الصوت، ولا الاعتقال والتعذيب ولا ولا هذا ما لم أكن أستطيع نخيله في قمة شبوبي الثوري حينها إزاء قوة سلطة البعث ثم لاحقا الدكتاتور حملت السلاح لسنين في الجبل وأعطبوا جسدي لكنهم بقوا وتشردت في المنافي أعالج ماأعطب جسدي في حروبهم.
وأنشغلت في صياغة التجربة أدبا أردته مضاف لجماله وثيقة وهذا تطلب مني جهداً مضنياً في القراءة والفحص في تجارب تاريخ العالم والثورات وتاريخ العراق وتفاصيل المسار السياسي وكل هذا إطار لتجربتي في المسار، وصورت أغلب ما مرَ بي في رواياتي وقصصي، وكنت على الدوام بالرغم من تصويري درامية الأحداث وتراجيدية المصائر مؤمناً بأن ما أسجله سيكون حافزا لأجيال ستأتي من مستقبل العراق وستنهض وتقاوم وتستعيد وهذا ما سعيت له في جهدٍ أعد له قبيل سفري السنوي لعراقي فكانت الزيارة عبارة عن محاضرات ثقافية ونقدية وسياسية مدعمة بالكتب التي أصدرتها، فربطتني بشباب مدينتي والجيل الجديد الذي تجاوز أطر الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الشيوعي العراقي الذي قضيت عمري وعائلتي تاريخيا فيه.
شباب مثقف يجدح ناراً أقتربوا مني أكثر في ندوات أقمتها في مقاهي وكازينات الديوانية، شباب مثقفين أغلبهم يكتبون الشعر العامي والفصيح ونقد أدبي يجدحون ثوريةً وكان جمهور العظيم أيقونة الثورة المؤجلة يستحثهم.
صاروا أصدقائي وخصوصاً عقب ندوة أقمتها في كازينو "مرتضى تومين" على شط الديوانية ورفضت بها درع حمله نائب المحافظ ليكرمني به وقلت:
- الأولى بالتكريم فقراء مدينتي وفروا لهم الماء والكهرباء والمدارس النظيفة ولحياة الكريمة قبل أن تأتي لتكرمني
فغادر منزعجا
كان ذلك عام 2013 و
حدثتهم عن الأهوال التي ستنتظرهم بظل هذي السلطات والشريط منشور في اليوتوب
ليلتها تشجر الشباب حولي في لحظة شعورية لا مثيل له وكأنهم يتلمسون بيّ منقذا ولم أخذلهم تحاورت مع كل أفكارهم، الكثير منهم كان معبأة بأفكار الطائفة لكن معرفتي العميقة بفكر علي بن ابي طالب وقصته جعلهم ينصتون لصوتي وكان ذلك خيط الحب وتواشجه فاكتشفت أن ثمة جيل مثقف عميق مبدع من شعراء مجددين شباب أستثمروا تراث المدينة "الديوانية" الشعري التي كانت حاضنة التجديد الشعري بالقصيدة الشعبية العراقية بشخص أصدقائي الشعراء علي الشباني وعزيز السماوي الراحلين، لكنني وجدتهما في قصائد شعراء الديوانية وهم ينشدون في الندوة نفسها كمحطات استراحة من الحديث قصائدهم المذهلة التي أرتقوا بها نحو مساحات فاقت تجربة صديقي الشاعرين عزيز وعلي وفاقت تجربتي لكن سأكتشف لاحقا وهؤلاء الشباب يقودون التظاهرات والثورة العراقية الجديدة
بأنهم رسل المستقبل
تواشجت بهم
كتبت عنهم مقالات
أحتفيت بهم
صاروا يحيطون بي في كل زيارة وكانهم أحبابي
بالرغم من تردي وضعي الصحي في كل زيارة بسبب التجربة
يأتون لبيت طفولتي ويمسحون شجني بوجوههم الفتية
أستيقظ كل صباح
وحدي في البيت
وحدي في الحياة
ويا محلى وحدي
وحدي
أرقص
مع فيروز
وخاطر احمد، علي، حسين، حسوني، كرار، منعم، ميثم، نور، ووووووو
يحملون معي وهم يصرخون في الساحات
يصرخون
نريد وطن
وطن
وطن
وطن
مفردة ماكو أبسط منها
ثلاثة حروف
وطن
في هذا الخضم فقدت التركيز، فقدت القدرة على المواصلة،فتركت رواية أكتب بها منذ سنوات، الثورة ملكت كل شيء بيّ
كل شيء
حتى التركيز
11-1-2020
8 صباحا



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زينب عواد محمود..عراقية شجاعة مكافحة وفنانة عفوية
- أنهم يقتلون خيرة شباب العراق
- نوستولوجيا -1- رفيق يطوف معي في الساحات
- الثورة العراقية تشرين 2019 رسالة إلى صديقي الروائي المصري -س ...
- مثل مدمن مخدرات
- أصدقائي التشكيليون وثورة تشرين العراقية الكبرى 2019
- حوار سلام إبراهيم: حلم مضاد للخراب والقبح
- الأحتلال الإيراني الخفي للعراق وفوز الفريق العراقي ورمزه
- الثورة العراقية الكبرى ماذا يجري خلف الكواليس؟
- أبن أخي الصغير - حسين- والثورة العراقية
- من أجل عقد مؤتمر عاجل للحزب الشيوعي العراقي
- أعلان تضامن
- لقائي الوحيد مع الشاعر -طارق ياسين
- أوراق سلام إبراهيم الثقافية -١ في الوسط الأدبي العراقي ...
- العراق المعاصر والشخصية الشيوعية والفنان
- طفلان ضائعان قصص كتابي التاسع
- بمناسبة 8-8- يوم نهاية الحرب مع إيران 1988
- (كرز ومطر) ديوان الشاعرة البحرانية -ليلى السيد- عمق وجرأة وش ...
- تضامناً مع النائبة - هيفاء الأمين -
- صديقي الشاعر -زاهر الغافري-


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - ثورة أكتوبر -تشرين- العراقية 2019 وحلم حياتي القديم