عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 15:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما يكون من الواجب ، أن نستن فى أول كل عام تقليد يقضى بالإحتفال بمعتقلينا السياسيين ، من قضى منهم نحبه ، ومن تحرر ، ومن مازال خلف القضبان ، ربما يكون من الواجب أيضاً ، أن نبدأ قصتهم من بدايتها ، منذ الستينات ، من عهد سجون ناصر إلى عهد سجون السيسى ، من عهد الطاغية الكبير إلى عهد الطاغية الصغير.
إن قائمة شهداء الحرية ، من عهد ناصر إلى عهد السيسى ، هى بلاشك قائمة طويلة ، تحمل أسماء مشهورة ، كما تحمل أسماء مغمورة أكثر ، تحمل أسماء من كان صراعه على السلطة ، وأسماء من كان صراعه ضد الإستبداد فعلاً ، وبصرف النظر عن إنتمائه السياسى ، من دافع حقاً عن الحرية ، كفكرة ، وإيمان ، وكرامة ، ومجد للإنسان ، وهؤلاء هم الشهداء المقصودين ، الجديرين بأن نكتب لهم كتاب تاريخ ، ونجعل من عصرهم عصراً للشهداء ، ليس فقط على سبيل التكريم ، ولكن أيضاً لكى تعيش الذكرى، وتلهمنا فى مسيرة كفاحنا الطويل ، نحو الحرية التغيير.
فى كل عام ، أو حتى فى كل مناسبة ، يجب أن نكتب عنهم ، على وجه الخصوص ، أوعلى وجه العموم ، عن إسم ذلك الطالب المغمور، الذى كتب لأول مرة كلمة ديموقراطية على جدران جامعة القاهرة سنة 1968م ، فى عهد الطاغية الكبير، وعن زملائه الاحقين ، الذين ألقى بهم فى غياهب السجون ، من تلك اللحظة ، و حتى اليوم ، فى عهد الطاغية الصغير ، فهؤلاء هم الذين ثاروا ضد سبب شقاء مصر والمصريين ، الحاكم الإله المستبد ، بإسم الأرض وبإسم الدين.
منذ الستينات وحتى اليوم ، مرت بنا أسماء كثيرة ، من سجناء وضحايا، من شهدى عطية إلى عاطف الشاطر، وحسنى النجار، وتيمور الملاوانى ، وناجى أبو المعطى، وبهاء حجازى، وطارق إسماعيل، ومحمد زقزوق، وحسام عطعوط، حتى حازم حسنى، وحسن نافعة، وهشام جنينة، وخالد داوود، ويحيى حسين عبدالهادى، وعبدالمنعم أبو الفتوح ، وكمال خليل، وخالد دواود، وحازم عبدالعظيم ، وزياد العليمى، وعلاء عبدالفتاح ، ودومة، وإسراء، وماهينور، بعض أسماء فى قائمة طويلة.
ومع إختلاف الظروف والعصور، فبفضل هؤلاء بقيت شعلة الحرية موقدة جيل بعد جيل ، وبقيت الديموقراطية أملاً جميل، أمل جميل لم يعد من كماليات الحياة الإنسانية ، لكنه أصبح هو الأساس ، فالديموقراطية كلمة أصبحت تعنى كل شئ ، أصبحت تعنى الدولة والقانون ، الحرية والسعادة ، العدل والتطور، والإستقرار والتنوير، ولذا فليس من المبالغة أن نطلق على من ضحوا من أجلها تسمية الشهداء ، وعلى زمانهم بعصر الشهداء ، المهم فعلاً أن يظل الإحتفال بهم تقليد فى كل عام ، وفى كل مناسبة ، لنكتب عنهم على وجه العموم ، أو على وجه الخصوص ، جماعة أو أفراد ، الإسم والعنوان وتاريخ الميلاد ، وقصة التضحيات ، ونجمعهم فى سجل واحد ، حتى يوم قريب ، يتحقق فيه أمل الديموقراطية الجميل ، لنكتب فيه أسمائهم فى كتب التاريخ ، ونكرمهم ، كرموز للحرية فى تاريخنا الطويل ، فتحية إلى كل من ذكرنا إسمه منهم ، وتحية أكبر لمن سقط إسمه من الذاكرة ، وتحية لمن قضى منهم نحبه، وتحية لمن تحرر، ولمن مازال خلف القضبان حتى اللحظة!!!
#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)
Abdelgawad_Sayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟