أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي مسلم - من قتل قاسم سليماني














المزيد.....

من قتل قاسم سليماني


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 19:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


على أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية فجر يوم الأربعاء في 8/1/2020 التي استهدفت كل من قاعدة عين الأسد التابعة لقوات التحالف الدولي في الانبار وقاعدة أخرى بالقرب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، صرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف على الفور " لقد انتهى كل شيء ولا نسعى للتصعيد ".
جاء هذا التصريح الرسمي على صورة رسالة سياسية غاية في الأهمية حاول فيها ظريف طمأنة المحيطين الدولي والمحلي بأن هذا الهجوم بما تمخض عنه من نتائج جاء لينهي هذا السخط ليس في الشارع الإيراني فحسب بل في مجمل الأوساط الشيعية المحيطة سيما الاحتقان في الشارع العراقي الذي رافق مقتل كل من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، في الوقت ذاته أراد ان يضع حد لهذا التصعيد المنفلت من عقاله في الشارع الايراني؟ وتهدئة الأجواء ما أمكن لعودة الأمور الى سابق عهدها على اعتبار ان مجمل أوجه التصعيد لا تأتي في مصلحة إيران بأي شكل من الاشكال.
فالولايات المتحدة الامريكية لا تقدم على عمل مهما كان حجمه دون ان تعرف حجم التداعيات التي سوف ترافق هذا الفعل وهي في الوقت ذاته ماضية دون تردد في لجم التطلعات الاستراتيجية الإيرانية في شرق المتوسط بما في ذلك دول الخليج العربي، هذه الاستراتيجية التي توجهت بادئ ذي بدء نحو خلق أذرع عسكرية شيعية في المحيط الإيراني بقيادة فيلق القدس الذي كان يقودها جنرال إيران الأول قاسم سليماني لتكون بديلاً لإيران في خوض حروبها بالوكالة بدءا من الجوار العراقي وانتهاء باليمن مروراً بكل من لبنان وسوريا وفلسطين.
أما إيران التي استشعرت مبكراً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عكس سلفه باراك أوباما ماض دون تردد في سعيه لتحجيم دورها والذي بدأها في 8 أيار 2018 حين أعلن مباشرة أن الولايات المتحدة الامريكية ليست معنية بالاتفاق النووي التي ابرمتها إيران عام 2015 مع الدول الخمس النووية من الان فصاعداً، واعقبها بالنقاط ال12بعد شهر من تاريخ تعليق العمل بالاتفاق النووي على لسان وزير خارجيته بومبيو، هذه النقاط التي اعتبرتها واشنطن بمثابة شروط على ايران تنفيذها حتى توافق واشنطن الدخول في حوار جاد مع طهران فيما يخص الملف النووي الإيراني، ثم تلا ذلك قرار ترامب في تجفيف منابع العملة الصعبة التي كانت تنهال على إيران عبر إعادة الحظر على مبيعات النفط الإيراني، ولهذا كان القرار بإلغاء الإعفاءات من شراء النفط الإيراني التي أعطتها واشنطن قبل ذلك لثماني دول هي، الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا واليونان وإيطاليا وتايوان.
وبعيد الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية "أرامكو" في أيلول 2019 في محاولة منها للضغط على السعودية بغية تقليل انتاجها من النفط وبالتالي خلق ازمة نفط دولية للضغط على واشنطن كي تتراجع عن قرار الحظر على مبيعات النفط الإيرانية، مما دفعت واشنطن الى التفكير الجدي لاتخاذ تدابير جديدة للحد من الشغب الإيراني، جاء ذلك على لسان
المركز الأمريكي للأبحاث الاستراتيجية والأمنية " ستراتفور " والذي اشار إلى أن احتمالات توجيه ضربة عسكرية تشنّها الولايات المتحدة أو حلفائها، لمواقع ذات صلة بإيران أو رُبما لإيران نفسها، تزايدت على نحو كبير. وبعد ساعات من الهجوم قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة كانت "مُثقلة ومحملة" وتنتظر نتائج التحقيق النهائي الذي رُبما يُؤكّد ضلوع إيران في الهجوم قبل أن يُقرر كيفية الرد عليها.
ومع أن الإيرانيين كانوا يفهمون بلا شك أن مثل هذه الهجمات يُمكن أن تستفز الولايات المتحدة لتردّ عليها عسكريًا، فيبدو أنهم كانوا على استعداد للمُخاطرة ورُبما كانوا يعتقدون أن ترامب لن يُجازف بخوض نزاع عسكري خطير ومدمر للغاية خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأمريكية المُقرّرة عام 2020، وفق "ستراتفور"، لكن المعطيات اللوجستية التي توفرت لدى إيران كانت تشير وبدون أدنى شك إلى ان ترامب جاد أكثر من أي وقت مضى في سعيه لتقليم مخالب إيران الخارجية والمتمثلة بقاسم سليماني والطيف الشيعي الخارجي المحيط به، وهذا باعتقادي قاد الوضع الى التخلص من قاسم سليماني، فمن جهة قد يؤدي ذلك الى إخماد ثورة ترامب ولو لفترة وجيزة قادمة، ومن جهة أخرى تتيح لإيران فرصة التخلص من قاسم سليماني الذي بات يشكل هاجساً حقيقياً لملالي طهران لما يتمتع به هذا الشخص من نفوذ فاق نفوذ وهيبة إيران، لذلك وجدنا أن الهجمات الصاروخية التي شنتها ايران صبيحة الثامن من كانون الثاني على مواقع لقوات التحالف الدولي في العراق لم تكن سوى زوبعة إعلامية للحفاظ على ماء وجهها وسط هذا الحجم المبالغ فيه من التهديد والوعيد ليخرج وزير خارجيتها من صمته ويقول لقد انتهى كل شيء بالنسبة لنا.



#علي_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فعلاً ستنسحب امريكا من سورية
- شرق الفرات والكرد وتركيا
- الصراع على عفرين - السيناريوهات الصامتة
- قراءة أولية في مشروع النظام الاساسي للمجلس الوطني الكردي الم ...
- كركوك وصفقات ما بعد الحرب على داعش...؟
- المجلس الوطني الكردي - ازمة قيادة ام ازمة خطاب
- حرب بلا عداوة
- من الخنادق الى الفنادق
- الجيل الثالث من الارهابيين – تحول في قلب المتحول
- فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
- عفواً تركيا – الروس قادمون
- بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه
- وجهة نظر حول المبادرة التي طرحها الاستاذ القدير صلاح بدر الد ...
- الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر
- منتدى موسكو التشاوري والبحث عن الديك السوري
- رسالة من فوق الركام – في تداعيات رسالة اوجلان الأخيرة


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي مسلم - من قتل قاسم سليماني