خالد المهداوي
الحوار المتمدن-العدد: 6458 - 2020 / 1 / 7 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما وقف الفنان المصري الكبير أحمد زكي في فيلمه الشهير (ضد الحكومة) في مشهده الاسطوري الأخير صارخاً بأعلى صوته ”كلنا فاسدون“. كلنا فاسدون لا أستثني أحداً حتى في الصمت العاجز للمواطن قليل الحيلة، الصمت الذي ولَّدَ لنا /16/ عاماً من اللا دولة!
نعم، كلنا فاسدون بالضرورة حينما كنا ننتخب أبناء المذهب أو المكون أو العشيرة بناءً على صلة القرابة أو الوعود الوردية لا بناءً على الكفاءة حينما كنا ندور بحثاً عن واسطة لتمرير معاملة حكومية ما.
حينما كنا ندفع الرشاوي المجحفة سعياً في وظيفة حكومية ثم جلوسنا وحديثنا عن الدين، أن نصف المسؤول بالأصيل وذي الإحسان إذا ما أعطانا مميزات عن سوانا ونتهمه بالمحسوبية ونرميه بالشتائم إذ ما أعطي غيرنا ما لا يستحق.
حينما تجاوزنا طابور الخبز و البنزين، فوضويتنا في نظام السير لا مبالاتنا تجاه الممتلكات العامة، فقداننا إحساس المسؤولية تجاه الوطن أو الدائرة بل وحتى الحي السكني، لذا فإننا نحتاج لوقفة هنا لنستذكر حين نادينا بأعلى صوت صارخين ضد الفاسدين و مطالبين بخروجهم ومحاسبتهم
علينا ان نقف و نتذكر للتخلص منها والسعي للقضاء عليها كسعينا الحثيث للقضاء على الفساد الحكومي، وأن نعمل لخلق أجيال تمتلك أيسط القيم و المبادىء والحد الأدنى من الشعور بالهوية الوطنية والمسؤولية تجاهها، وأن تسير حاملة في جعبتها روح التفاني و الأمانة والإخلاص، طاوية صفحة الفساد.
#خالد_المهداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟