حمزة الذهبي
كاتب وباحث
(Hamza Dahbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6458 - 2020 / 1 / 7 - 17:35
المحور:
الادب والفن
قال من بين ما قال ونحن نتجاذب، فيما بيننا، أطراف الحديث حول مواقع التواصل الاجتماعي :
- " .... يا له من عصر مجيد للمؤثرين فايسبوكيا."
تساءلت :
- " ما معنى مؤثر فايسبوكي ؟ "
نظر إلي باستغراب، كأنه يقول لي وهل هناك ، في هذا العالم ، من لا يعرفهم ، ثم أجابني على سؤالي قائلا :
- " المؤثر فايسبوكيا ، ببساطة هو كائن لعين ليس لديه ما يفعله في حياته اللعينة ، لهذا يقضي وقته في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ، يبحث وينقب عن أي شيء لافت للانتباه ، أي حدث يخلق البوز ليكون أول شخص يتحدث عنه ، ذلك هو عمله المقدس ، الجبار ، السامي ، الممجد ، الذي يجعله يحس أنه ذو قيمة ومكانة تفوق قيمة ومكانة الجميع – وما أكثر ما يلفت الانباه في عصرنا المجلل بالخزي والعار لهذا فهو دائم الانشغال ، لا يجد حتى الوقت لحك رأسه - أي أنه شخص يحب أن يحشر أنفه في أي شيء وفي كل شيء ، اللعين تجده يفهم في الكرة والسياسة والدين والحريات الفردية والقانون والسينما والفن والمسرح والأدب . بينما تنهال عليه اللايكات من طرف جيوش من الفايسبوكيين ، أقصد مجموعة العبيد ، أقصد مجموعة من المريدين ، أقصد مجموعة من الأرقام ، عفوا أقصد أناس لا يملكون أي شيء من التفكير النقدي فهم نتاج المدرسة المغربية التي جعلتهم بلهاء ، أقصد ضباع ، أقصد مسطحين، أقصد فاشلين ، أقصد سذج ، أقصد تافهين. "
بعد أن أنهى كلامه ، بادرته قائلا :
- " يذكرني كلامك عن المؤثر فايسبوكيا ، بالراقص الذي تحدث عنه ميلان كونديرا في روايته البطء . الراقص الذي يحتل المسرح كي يجعل أناه تتـألق . الراقص الذي يحب ويعشق أن يبقى دائما تحت الأضواء ، الاستعراضي الذي يمكن أن يفعل أي شيء ، وإن كان لا يؤمن به ، كي تبقى الأضواء مُسلطة عليه ، الراقص الذي يسعى إلى أن يوجه اهتمام الجميع ، العالم بأسره ، نحوه "
هنا قاطعني بالقول :
- " نعم ذلك هو "
ثم أضاف :
- " الراقص ، يا له من تشبيه ووصف ، كأن كونديرا يتحدث عنهم ، من اليوم فصاعدا ، سأستعير مفهوم الراقصون لأطلقه عليهم "
#حمزة_الذهبي (هاشتاغ)
Hamza_Dahbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟