|
مغارة السردين
أسامة البدران
كاتب ومؤلف وصحفي
(Osama Al-badran)
الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 12:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اربعة عهود من النهب الإسلامي والوهم التأريخي ...مابين أحمس العصر البرونزي وايزيس القرن العشرين سردينيا أو صندليون ... ثاني أكبر جزر البحر المتوسط المحاطة بالمياه من اربع جهات وتأتي بعد قبرص في المساحة وقبل سيسيليا أو صقلية... وموقعها قبالة روما عاصمة ايطاليا .. في الفترة التي كان الاكديون يقومون بتطوير المعابد للسماء والشمس والقمر في العد البرونزي تقريبا 1500 ق.م كان الهكسوس الذين طردهم احمس الاول 1540 ق.م من وادي النيل إلى صندليون( نسبة للشكل الجغرافي الذي يشبه الصندل) يبنون فيها مباني العبادة أسفل الارض وبناء مايسمى THE UNDER WORLD لمعابد معكوسة في رمزيتها للزقورات والاهرامات مصانع الخلد ومستشفيات العصر البرونزي صندليون تعرف أيضا بسردينيا بحسب ميثيولجيا الرومان نسبة إلى الاله سردوس الذي اشتهر في تلك الفترة
لاحظ معي أن الأحداث في هذه الجزيرة تزامنت مع أحداث مهمة جدا وتقلبات حكم في العصر الاول للدولة الأموية من قبل قادة الدولة الأموية وفي الفترة التي كانت الجيوش الأموية في صراع مع البقاع الاسلامية لشبه الجزيرة العربية ونتج عنها الصراع مع أهل بيت النبوة من الامام علي إلى قتلهم ابناءه الحسن والحسين وعلي أبن الحسين وزيد أبن علي .. يعني في فترة ثورة زيد أبن علي مثلا كانت الجيوش الأموية تدك أسوار وقلاع سردينيا ثاني أكبر الجزر الرومانية ذات الحكم المستقل طبعا هذه الجزيرة لم تكن تمثل تهديدا للاسلام ولكن هذه الغزوات من طابعها العام كانت عبارة عن سرقات وتهديم وقتل وسبي..نفس قصة فتح العراق وحرق كنائس اهله واديرتهم وقتل سكانه وتشريدهم.. الجيش الذي كان يقطع رؤوس قادة وملوك العراق نفسه كان يقطع رؤوس أهل أوربا الاصليين...ولكن على ما يبدو أن سرقات موسى أبن نصير لكميات الذهب الخرافية التي كانت هناك لم يكتب لها النجاة فغرقت تلك السفن في البحر المتوسط وهي في طريقها إلى الأندلس ( مقر الحكم الأموي الأصلي ) إلى يومنا هذا والذين يتكلمون باللغة ( الرومانسية) وهم سكان اسبانيا الاصليين ولا علاقة لهم بأبو سفيان الصحراوي الحجازي في كوميديا العقاد التي أقنع بها السذج من سكان ما يسمى دول العالم الثالث ... بتقنية النظام الثلاثي 3D ....
وهكذا تم إبادة سكان العهد البرونزي في مشارق الأرض ومغاربها لمن يسأل أين ذهب الاكديين والاشوريين والبابلين وغيرهم
طبعا أن القول بوجود كيان أموي مهيمن على مشارق الأرض ومغاربها وهو في صراع داخلي مع مكونات الاسلام الأخرى هو ضرب من الوهم والخيال وغير موجود الا في ذاكرة أبن الأثير ومرويات ياقوت الحموي وأبن بطوطة والمسعودي وأبن كثير .. دولة تسقط بثورة قام بها شراذم بني العباس الهاربين من خراسان إلى الكوفة تسقط دولة اموية لها أكبر أسطول بحري غازي في فترة كانت كل أوربا لا زالت تلفظ أنفاسها من ضربات عبد الرحمن الغافقي.. هذا ما يسمى بوهم تاريخي وليس حقيقة واقعية .. تم غزو سردينيا مرة أخرى من قبل السفاح العباسي وايضا نفس مسلسل الأموي ذبح وقتل وسبي وتشريد وهدم وسرقة ثم صالحهم على هدنة سنة 135 هجري ثم أرسل العلويين الافارقة من تونس ( مدينة المهدية ) القريبة على جزيرة سردينيا حملة عسكرية ولم تكن هذه الهجمة أرحم من سابقتها في النهب والتدمير والقتل والحرق والسبي تحت مظلة الدين وصرخات ( الله أكبر) فاحتلت للمرة الثالثة بأسم الاسلام المحمدي.... كانت أخر هجمة مكونة من ١٢٠ مركبا حربيا بقيادة ( المجاهد العامري ) أنطلق نحو سردينيا من موانيء شرق اسبانيا في ( دانيا ) وكان مجاهد ( ابو الجيش ) من ملوك الطوائف في الالف الاول الميلادي والتي كانت اشد هجمة من حيث التدمير والحرق والنهب والتي على أثرها وجهت بيزنطة هجمة للثأر من العامري ودمر فيها الأسطول عن بكرة ابيه مما يجدر ذكره هنا أن المقتدر صاحب سرقسطة هو من أطاح بحكم مجاهد ثم سيطر على جزر البليار ودانيا ومن بعده حكمها المرابطون ثم الموحدون ثم احتلها( اراغون الاول) من أشهر شخصيات افلام الانكلو ساكسون اساطير الانكليز الاوربية وحلم الهيمنة الساكسونية بعد أن ذاعت شهرة القبائل الكارلونجية ( كامبراطورية) وهم أسسها شارلمان والمدقق جيدا في التاريخ الانلكوساكسوني يفهم أن كتاب التاريخ الاوربيين ليسوا بأفضل حالا في سردهم للوقائع الاوربية وصراعات القبائل وحولها الى أمبراطوريات ومعارك طاحنة واسماء رنانة وهي ليست أكثر من حروب قبلية وثورات داخلية ولولا اندحار جيش عبد الرحمن الغافقي لما قامت لشارلمان في أوربا قائمة ...
ولم يكتب التاريخ أن المسلمين في هذه الغزوات وفترات الحكم اختلف تعاملهم مع البلدان التي قاموا يغزوها نفس التصرف سادية وهمجية في الحرب الغير نظامية وغير مبررة.. وكأنما اتفق كل المؤرخين على وصف كل من ينتسب للأسلام مهما كان نظام حكمه وفترة حكمه بأنه ( ارهابي) على طراز الحبكة الهولويدية الامريكانية في صناعة الوهم في القرن العشرين والتي تمخض عنها شخصيات وكيانات توزعت أدوارهم مابين تنظيم القاعدة وداعش التي رمزها السري والاعلامي في البنتغاون ISIS وهذا الرمز الذي يحمل نكهة فرعونية يعرفه الاثاريون جيدا بحيث تستطيع من خلاله وضع همزة وصل مابين تهجير أحمس الاول للهكسوس من تيبس إلى جزيرة (سور - دنقا) أو سردينيا صندليون ...وبين ايزيس القرن العشرين بقيادة المقبور ابو بكر البغدادي الدمية الامريكانية لقيادة حزب الشيطان ...
#أسامة_البدران (هاشتاغ)
Osama_Al-badran#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باغادي كييفا... والأمير جودي.. مسامير من رحم الواح سومر .. ف
...
-
خسف العقول .. ومقام الخمول.. مفارقات في وعي الشعوب مابين جيل
...
-
شرايين وعروق (العراق) المقطعة في نهاية العهد الحجري الرابع ع
...
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|