|
التصدي لغلات المتطرفين الساعين لإشعال حرب في الشرق الأوسط .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 23:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التصدي لغلات المتطرفين الساعين لإشعال حرب في الشرق الأوسط .. النظام السياسي وأحزابه المتطرفة السلفية الدينية المتخلفة ، المتمثلة بأحزاب الإسلام السياسي الشيعي ، التي تتحكم برقاب الناس منذ عقد ونصف . هذه القوى وميليشياتهم العنصرية المسلحة ، التابعة لهذه الأحزاب ، هؤلاء وحلفائهم ، ومعهم المؤسسة الدينية التي تسير في ركاب نفس السياسة التي يسير عليها حكام الإسلام السياسي ، بنهجهم وجهلهم وحماقاتهم ، ولغياب المشاعر الوطنية لديهم ، والحرص على الوطن والمواطنين ، هؤلاء من أوقعوا العراق وشعبه نتيجة سياساتهم البليدة والمدمرة !.. فتعرض العراق الى حروب طائفية وعرقية ومذهبية مريرة لعدة سنوات ، وما زالت أثارها ماثلة للعيان ، لولا ثورة الشعب الظافرة في الأول من أكتوبر الماضي ، فتمكنت هذه الملايين من الشباب بإعادة لحمة العراقيين ، تحت مظلة العراق يجمعنا والعراق خيمة الجميع ، وهذه من مكاسب ثورة الشعب وبفضل التضحيات الجسام التي قدمتها شبيبة العراق شابات وشباب ، على مذبح الحرية والانعتاق من الظلم والقهر والجوع والظلام . هذه الأحزاب الفاسدة هي من مهد الطريق لسيطرة داعش ، على المحافظات الغربية وحزام بغداد ومناطق في كركوك ، والذي أدى الى ألاف من الضحايا وملايين النازحين والمهجرين وألاف السبايا ، وتدمير المدن والتراث الإنساني العراقي ، هؤلاء يتحملون مسؤولية التدخل الإقليمي والدولي في شؤون العراق ، الذي أنتهك فيه الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية ، وجعل العراق رهينة بيد إيران وتركيا والخليج والغرب وفي مقدمتهم أمريكا . للأسباب التي بيناها في أكثر من مكان ، ونتيجة تغييب للمواطنة والحس الوطني ، وتغليب مصالح الدول الإقليمية والدولية على الوطنية والمواطنة ، والمشاعر الوطنية والمصلحة الوطنية ، وربط مستقبل البلاد والعباد بهذه الدول وتمكينها من التحكم بمستقبل وأمن وسلامة وعيش العراق وشعبه ، حتى أضحى الخروج من هذا المستنقع ومن هذه الدائرة المظلمة أمر شبه مستحيل . وهناك محاولات يتم تسويقها اليوم ، بعد مرور ثلاثة أشهر على ثورة شعبنا المباركة ، هذه الثورة العظيمة التي أذهلت العالم وقلبت الطاولة على رؤوس الحكام الفاسدين والطائفيين التابعين لأجندات طائفية وبالضد من إرادة شعبنا ومصالحه العليا ، والتي تقدم خدمات جليلة !!.. لدول إقليمية ودولية وعلى حساب المصلحة العليا للعراق وللعراقيين !.. هناك من يريد العودة الى الطائفية السياسية العنصرية المقيتة ، ويريد إنهاء ثورة الشعب وإعادة العجلة الى الوراء ، وقتل الشهداء ثانية والعودة الى ما قبل 1/10/2019 م !.. على أصحابي القبعات الزرقاء وغيرهم نناشدهم باسم العراق وشعبه ومن أجل مصالح الناس ، أن يدركون جيدا بأن من يقف بالضد من إرادة الناس الساعين لبناء دولة مؤسساتية لا دولة الطوائف والمكونات ، فإن الشعب وقانون الحياة عادل ولا راد لتلك الإرادة أبدا . ملايين الناس الذين خرجوا في الأول من أُكتوبر ، خرجوا للمطالبة بالعيش الكريم وتحقيق السيادة الوطنية وتأمين لحاضرهم ومستقبلهم الرغيد ، ليعيشوا بكرامة وعز ورخاء ، في ظل نظام ديمقراطي حر مستقل ، بدولة مؤسسات وقضاء مستقل وعادل وسيادة العدالة والمساواة والإنصاف ، والتداول السلمي للسلطة ، ولن يقبلوا بفرض إرادات بمنطق الكابوي والبلطجة وشقاوات في زمن الا دولة . إن ما حدث في المطعم التركي قبل يومين يؤشر الى سلوك أقل ما يقال عنه ( بأنه تصرف غير مسؤول وغير مقبول ، ولا يساعد على وحدة إرادة الملايين المنتفضة في ساحات التحرير ، بل يشكل شرخا غير محمود يجب تجاوزه ومعالجته بالحكمة والتبصر والنوايا الصادقة والحسنة ، والسير قدما نحو تحقيق الأهداف النبيلة لثورة الشعب الجبارة ، وعلى الجميع أن لا تستهينوا بإرادة الناس . وكيف إذا كنتم تعتبرون أنفسكم جزء أساس من ثورة الشعب والمنتفضين والمعتصمين وثوارهم من الشابات والشباب ، ومن عموم المتظاهرين ؟.. عليكم أن لا تقفوا حائلا دون استمرار مسيرة الشعب الظافرة !.. فإن فعلتم ذلك لا سامح الله بقصد أو دون قصد ، فاعلموا بأن هذه الملايين المنتفضة والثائرة ستلفظكم !.. وحينها ستكونون خارج مسيرة الشعب الثائر، وترميكم خارج الثورة ، لتلتحقوا مع النفايات التي باعت ضميرها وفرطت بالوطن والمواطنة ، وبكرامتها وبشرف الانتماء لهذا الوطن الذي هو اليوم أحوج لكل عراقي غيور ، ولا أعتقد بأنكم يشرفكم اللحاق بأعداء الشعب والوطن ، أملنا كبير بأن تكونوا لصيقي بثورة الشعب وبثواره النجباء . العراق اليوم يمر في أخطر الفترات سخونة ، ولأكبر المخاطر في تأريخه الحديث ، نتيجة لتبعيته للأجنبي ، وربط مصيره بقوى إقليمية ودولية ، وعلى حساب مصالح العراق العليا ، وقد يتعرض الشعب والوطن الى حرب ليس لنا مصلحة فيها ، ومتى كانت الحرب في يوم من الأيام فيها مصلحة لشعب من الشعوب ؟.. إن التلويح بها وتأجيجها لإشعال حريق قد يندلع في أي لحظة ، ولا نعلم امتداداته ومتى سيتوقف !.. العراق وشعبه سيكون في سندان إيران وحماقاتهم وتجبرهم وعتوهم وتعنتهم وتدخلاتهم ، ومطرقة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والغرب والمتحالفين معهم ، الجميع يعلم بأن هذه الحرب لا يوجد فيها منتصر ورابح !.. الجميع خاسرون وأولهم العراق وإيران . إيقاف تصعيد لظى سعيرها ولجمها ومشعليها ، ضرورة وطنية وإقليمية ودولية !.. هذه الحرب ليس كسابقاتها من الحروب !.. ربما ستكون حرب كونية شاملة ، سيذهب نتيجتها الملايين من الضحايا الأبرياء ، وربما ستزول من الخارطة دول وكيانات وتتغير أنظمة . إن المقامرة وعدم الاكتراث والشعور بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه شعوب العالم ، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإسرائيل من جانب وإيران والميليشيات الطائفية العنصرية العراقية وحزب الله والمتطرفين بكل عناوينهم ، لهو الجنون بعينه وتعتبر هذه الحرب إن وقعت ، جريمة ضد الإنسانية وضد الاستقرار والسلام والتعايش الدوليين . إحلال السلام في المنطقة والعالم ، ولجم الحرب ومشعليها هدف المجتمع الإنساني ، .على قوى الخير والتقدم والديمقراطية والسلام في المنطقة والعالم ، الضغط وبقوة للجم المتطرفين الساعين لإشعال حرب مدمرة . على الجميع رفع الأصوات عاليا ، ضد القوى الشريرة المتغطرسة ، وإيقاف تهورها وحماقاتها ، لتجنيب المنطقة والعالم أُتون حرب ظالمة عدوانية مدمرة . 5/1/2020 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السادة أعضاء المحكمة الاتحادية .
-
أملي أن يكون عاما أسعد من السنوات الماضية .
-
نهج معادي لتطلعات الشعب تمارسه السلطة الحاكمة !..
-
ماذا يجري في الغرف المغلقة للكتل السياسية ؟..
-
المهمات التي يجب أن تنهض بها ثورة الأول من أكتوبر الأن ؟..
-
لا تبخسوا دور الشيوعيين المشرف وتضحياتهم الجسيمة .
-
خفافيش الجريمة والعهر السياسي تغتال الناشطين المدنيين !..
-
مناجات عبر الأثير !..
-
توقفوا عن قتل الشيوعيون والديمقراطيون والمعتصمون يا أعداء ال
...
-
الكعبة لها شعب يحميها !..
-
توضيح واعتذار عن خطأ غير مقصود .
-
مظفر النواب في ذمة التأريخ .
-
كم من الأسالة تحتاج الى أجوبة ؟..
-
في أخر الليل ..
-
الحاضر والمستقبل يصنعه رجاله الأوفياء .
-
هكذا أرى ما يجب أن يكون !..
-
ماذا بعد استقالة عادل عبد المهدي ؟. ..
-
لن تفلتوا من العقاب يا حكام بغداد !..
-
مناشدة عاجلة لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق !..
-
خطاب موجه الى الطبقة الحاكمة !..
المزيد.....
-
تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي
...
-
دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
-
أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
-
ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
-
هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
-
موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
-
الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
-
النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با
...
-
رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
-
تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|