تحية كفاحية للمقاومة الوطنية العراقية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دشنت المقاومة الوطنية العراقية مرحلة متطورة في كفاحها الباسل في التوجه الى الشعب العراقي عموما والى قواه الوطنية الواعية بالتعريف بقواها التي تضم عراقيين وطنيين من العرب والاكراد والتركمان وسائر الاديان والطوائف العراقية وتميزها عن قوى البعث وفلوله وعن الارهابيين وفلولهم وفي تحديد اعدائها في البيان الصادر في 24/5/2006 الذي جاء فيه "فيا ايها الناس ان مقاومتكم العراقية الاسلامية الوطنية تواجه ثلاث اعداء هم: الاحتلال الامريكي وحلفائه والاحتلال الايراني الصفوي والعقلية البعثية الصدامية المهزومة والمستسلمة"
ولم يكن ذلك غير متوقعا فالسليقة الثورية لشعبنا التي برزت في اروع صورها في ثورة العشرين التي فجرها الاحتلال البريطاني بجرائمه اثبتت بان ارادة الشعوب اقوى من اعتى اسلحة الامبريالية والتي جسدتها هوسات الثوار" الطوب اقوى لو مكواري" لا يمكن قتلها بعد كل تلك التجارب التي مرت خلال ما يقرب من قرن . كما ان تجربة ثورة العشرين وتمكن الامبريالية البريطانية من سرقة نتائج النصر بتنصيب حكومات عميلة وقواعد عسكرية ومعاهدات استرقاقية جعلت الشعب العراقي يدرك حاجته الى القيادة السياسية التي تستطيع صياغة الاستراتيجية الكاملة للثورة التي لاتقتصر على تحديد العدو الرئيس وادواته فقط بل من هي القوى الرئيسية والحليفة للثورة فضلا عن الهدف الرئيس ومن ثم وسائل واساليب الكفاح. وتضع الاسس لبناء القوى السياسية والاجتماعية التي تستطيع حماية الانتصار والنهوض ببناء المجتمع الجديد.
ان تنصل القوى السياسية المعروفة على الساحة العراقية عن قيادة او حتى دعم المقاومة الوطنية لايمكن ان يوقف تطور المقاومة الوطنية واستكمال مقوماتها التي تتناسب مع واقع شعبنا اولا وظروف عصرنا ثانيا. فهاهي تدرك اهمية ضم جميع فئات الشعب بغض النظر عن القومية والدين والطوائف متحدية اهم اسلحة قوات الاحتلال في التفرقة واثارة الحرب الاهلية وثانيا استنكار الاعمال الارهابية التي توجه ضد الشعب وبناه التحتية بل واهم مرافق خدماته الاساسية وادانتها للنظام الدكتاتوري وفلوله وفي خطوة نوعية تحديدها العدو الرئيس وتوجهها الى الشعب في ادراكها لاهمية اسناده لها . فالشعب العراقي هو مصدر تجدد قواها وحمايتها ومدها بكل مقومات بقائها وتطورها بل وانتصارها . ومن اجل ذلك فهي في امس الحاجة الى استكمال استراتيجيتها بتحديد الهدف الرئيس لها . فالشعب العراقي مر في تجارب عديدة وخاض النضال من اجل التحرر الوطني وقدم الضحايا واجترح المآثر البطولية لتتولى بعد ذلك قوى تفرض عليه ابشع اشكال الدكتاتوريات وتسلمه اخيرا لاشد واعتى الامبرياليات. ولذلك على المقاومة الوطنية ان تضع برنامجها الذي يتضمن اهم اهدافها وهو تحرير الوطن من الاحتلال وجميع ادواته ووسائل استمرار بقائه وبناء العراق الديموقراطي. ولدعم هذا التوجه وتعزيز الثقة بين الشعب والمقاومة الوطنية العمل على حماية الشعب من جرائم قوات الاحتلال وادواتهم ولاسيما فصائل الارهاب وفرق الموت وتشجيع وحماية النضالات الجماهيرية فلا يمكن شحذ طاقات شعبنا وتدريبه وتطوير امكانياته لمد المقاومة بخيرة ابنائه الا من خلال النضال الجماهيري بكل اشكاله. فضلا عن دعم جميع اشكال التنظيم الجماهيري السياسي والاجتماعي والثقافي والامني ليكن اساسا للنظام الديموقراطي المنشود.
ان على المقاومة الوطنية وهي تدرك مدى تطور اجهزة قوات الاحتلال الاعلامية واسلحته الفتاكة ان تعمل على تطوير وسائل صلاتها ليس بالشعب العراقي فقط بل وبالقوى العالمية المناهضة للعولمة الراسمالية وقطبها الرئيس الامبريالية الامريكية. فالقوى المناهضة للعولمة الراسمالية الان قوة جبارة واستطاعت من خلال نضالاتها ولاسيما نضالات الشعب الامريكي في فضح جرائم واهداف احتلال العراق وكذب الادارة الامريكية وفسادها استطاعت الحط من سمعة الادارة الامريكية وفضحها وتصعيد الحملة العالمية والمحلية لسحب القوات الامريكية من العراق وانهاء الاحتلال بل ومحاكمة اقطاب الادارة الامريكية كمجرمي حرب .
ان من اهم مستلزمات المقاومة الوطنية في عصرنا تطوير اسلحتها فالمكوار رغم فعاليته اعتمادا على طاقة الانسان المدافع عن شعبه ووطنه التي تكسبه طاقات يمكنها الصمود امام اعتى اعداء الشعوب واسلحتهم لم يعد قادرا على تحقيق النصر في عصرنا ولاشك بان المقاومة ادركت ذلك واستطاعت ان تستفيد من تكنالوجيا العصر في تطوير وسائل مقاومتها لاسلحة الاحتلال الحديثة وهي بحاجة متصاعدة لهذا التطوير لاسيما وان قوات الاحتلال جعلت ساحات مقاومة شعبنا ميدانا لتجاربها. وذلك للتقليل من تضحياتها ولتقوية معنويات المقاومة وثقة الجماهير بالمقاومة وبامكانية تحقيق النصر ولتكبيد العدو اكبر الخسائر وتثبيط عزائم قواته . ولاشك ان من بين اعضائها ولاسيما من ضباط وطنيين وعمال ماهرين من يستطيع تطوير اسلحة المقاومة والاستفادة مما يمكن الاستيلاء عليه من الاعداء، فضلا عن اجتذاب القدرات العلمية والتكنولوجية .لخدمة المقاومة ميدانيا او عن بعد.
ولتكن ثقتنا جميعاكمناضلين من اجل تحرير وطننا واسعاد شعبنا، بشعبنا ومقاومته الوطنية وبدعم البشرية، سلاحنا المتين

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات