أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - سألت نينا















المزيد.....

سألت نينا


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


1
بلغني
ايها الامير
ان فقيرا اراد ان يعبر النهر للضفة المقابلة.
لانه سمع من حكواتي متجول
يقول ان الحياة على الضفة الاخرى نعمة
وكل شيء مجانا
حتى زهور حدائقها يمكنك صنع تجاناً
وتنصب نفسك ملكا على نفسك
لذا مالفقير صرة ملابسه البالية ورغيفه الوحيد
كقوت للطريق غير ان النهر لم يقل باطلاً جرف الفقير ماخذا اياه بعيدا
كل ما بيقا منه رغيفاً يطفو على سطح النهر
وفجأة
عليهِ اجتمعت كل غربان المعمورة
لإلتهام الرغيف
متناسين صاحب الرغيف
هناك من جاء من الاقاصي البعيدة ليصور الرغيف وهو طافيا بطريقة (فوتو شوب )
مذهلة كل صور الرغيف حسب مزاجه وعلى الطريقة التي تمنى ان يكون شكله ليليق بمكاننه الاعلامية
كيف يؤثر الخبر على أصحاب نعمته
هناك من صور الرغيف بسمسم مكسب
هناك من صوره على شكل رغيف العباس عليه بقايا خضروات عالقة ليبدو اكثر قدسية
هناك من صوره على شكل جسد المسيح ليبدو قربانا
هناك من صوره بثقوب كثيرة يدل على اثار مناقير ا لطيور التي هجمت عليه
ك يبدو إنتهاكاً غير مشروعاً
وهناك من صور جزء من النهر الذي لا يظهر به الرغيف
مدعيا لا اساس من صحة الخبر النهر صافي حتى صور الاسماك وهي تبتسم للكامرة
ثم تثاءبت بكسل قائلة
مولاي .....
هنا اعترض الامير
اليوم بالذات لن ادعك قبل ان تقولي لي ماذا حدث للفقير اين هو من القصة
ردت عليه بتثاقل
لا شيء إلتهمته الاسماك
نسيوا حتى ان ينتشلوهُ
صرخ بها قائلا
وماذا جرت لصرته
ردت بشك وارتباك
يقال
جرفها النهر طامعاً بها
ثم صرخ قائلا
هل تقصدين
انتهت الحكاية
تملكها الخوف
قالت لا
انه الفجر يا مولاي....!
2


تأملت
حمامة بيضاء نفسها على صفحة الماء
و اول مرة تكتشف انها بيضاء بلون الثلج
وبدات تصفق بجناحاها فر حة
وصوت هديل حمامها يتناهى الى سمعها
و من فرحتها عكرت صفو ماء البركة
واختفى وجهها الجميل
اعتذرت من البركة وهي اسفا على فعلتها
وطارت بعيدا من يومها لن تتأمل نفسها
غير في عيون حبيبها الذي كلما تأملها
يحمر وجهها خجلاً..!
3
سألت نينا
دارحوار موجع
بين نينا المغتصبة وكاهن مقيد
قالت نينا
اين كان الله حين اغتصبوني علناً
يا أبتي
بعدها ساقوني إلى الىسوق النخاسة باعوني لقواد مهذب,

رد الكاهن بورع
سيعاقبهم الله على فعلتهم وسيكون مكانهم الجحيم
ردت نينا المهزوزة
وانا من سيرد لي حياتي
من سيرد لي كرامتي
من سعيدني كما كنت هه؟
رد الكاهن الطيب بعد أن هز رأسهِ ندماً
انتِ جاحدة عليك أن تغفري لهم يا ابنتي
ردت نينا
هل تقصد سيزجني معهم في الجحيم
سيزج بي مع الذين اغتصبوني
آه بعد أن فررت منهم في ليلة باردة
حافية سرتُ اياماً حتى وصلت إليك يا أبتي..
اجاب الكاهن بصوت رحيم.
هناك يد جبارة صانتك طيلة رحلتك حتى عدت إلينا
ردت نينا بأسى
لكني فشلت بانقاذ اختي ريتا
ريتا عمرها اربع سنوات
قال ذلك الذي حصل عليها
انها شقراء وستجلب له المال الكثير
باعوا اختي ريتا ما قولك يا ابتي
ما ردك يا ابتي ؟
من سينقذُ ريتا
أم إن الشمس تشرق على الأشرار والأبرار..
رد الكاهن محاولاً أن يهدي من روعها
يا ابنتي ألم يقول المسيح له المجد
احبوا اعداءكم باركوا لاعينيكم..
ردت نينا بإنكسار وأسى
ولكن يا ابتي هؤلاء ليس اعداءلنا
هم كانوا خير جيران لنا.
وقفوا معنا كما وقفنا معهم على الحلو والمر
لحين دخل الشيطان بيننا واحدث فجوة
وجعل كل منا لا يرى الاخر
حدث ما حدث
قاطعها الكاهن منهياً حديثه
انت بحاجة الى مصح نفسي
وانا لست مرشدا نفسانياً
حملت نينا نفسها المحطمة غادرت منكسرة
لا احد يعرف الى اين ذهبت.. ,
مد الكاهن يده المرتجفة
فتح جراره أخرج علبة حبوبة المسكنة
وابتلع منها حفنة دون أن يعدها
كي ينسى الحديث الذي دار بينه وبين نينا
ولينسى كنيسته المنهوبة والمهدمة
والأيادي التي رممتها يوماً
هي نفسها قامت بتهديمها
دخل في إغفاءة طويلة.
اما نينا
لا زالت تكرر السؤال نفسهُ على كل من تصادفه في طريقها...؟

4

سأل
رجل اطرش
حارس القطار
هل جاء القطار ب
وقته المحدود
ام تأخر قليلا
ام جاء قبل وقته بقليل
ام انه لن يآت اليوم اصلا
هز الحارس رأسه نفيا
كل ما قاله
حك الرجل رأسه قائلا اذن ما حل به
فأنا انتظر زوجتي التي لم اراها منذ عشرون عام
وكانت دائما تستقل هذا القطار
وتنزل هنا بالضبط في هذه المحطة
مر بائعا متجولا من امامهم
قال للحارس موضحا له
هذا حاله منذ ان اختفت زوجته
عن قصتي
الرجل الذي انتظر طويلًا..!
5

قلت له مجاملةاياه
جيد انك نجوت بأعجوبة وسلام رغم كل تلك الحروب التي خضتها
اجابها بألم
يا عزيزتي
سرقوا اجمل ايام شبابي ودفنوها امامي هناك على الحدود
على احدى الجبهات التي لم اعد اتذكر اين ومتى وفي اي منهما
لقد خسرت اشياءا لو الان قدموها لي على صحن من الفضة فلم اعد اريدها
لانني فقدت الشهية كمن يفقد اسنانه مبكرا
وانت تعرفين البقية
فأنا مجرد بقايا من مخلفات ايام لم تعد ابدا او بأمكانك القول انني شاهدا على تلكم الحروب لان لي الكثير عليا قوله
وقد اغدو يوما شاهدا على ويلات هذا الوطن قبل ان اكون شاهدا على ما مررت به
تظاهرت انني لم افهم مقصده
اسكتتني العبرة محاولة تغيير الحديث
اما هو بقيا صامتا وفتح ازراره قميصه وروى لي صدره العاري
رغم ما فعله الوطن به كيف انه وشم خريطة وطنه على القلب
فما كان مني لمست الوشم على طرف شفتي وقبلته ولا اعرف ان كنت قبلت الخريطة ام صدره الابيض الناصع
اعتذرت منه لانني تسببت في كل ذلك وتركته ومضيت
وذلك الوشم انطبع بذاكرتي اللعينة
وكم تمنيت لوان ما تبقيا من شبابنا لا يدفنون احلى ايامهم في اماكن لا يستحقونها لان هم يستحقنون اكثر من هذا !



6

قلت
له بأسى
هدموا قرتي
هدموا مدينتي
ردعلي
على وجهه السمح ابتسامة تزرع
الامل في وجه غريب تائه
تذكري هيروشميا عزيزتي
وانها الان من اجمل المدن
انا لا يحزنني هدم البينيان
بقدر ما يحزنني اهلها المشتتتن..!

7

قال
الحصان الجامح
لفرسة هرمة
حوافري ممسوحة
والحمل كسر ظهري
ردت عليه الفرسة بحسد
يكفي انهم لا يرمون بك خارجا
كما انهم لا يرمون حدوتك الفضية
بل يعلقونها عند عبتة بيوتهم
مدعين انها تبعد الحسد
اما انا ف يقومون ببيعي
لاني لم اعد انجب لهم
الاحصنة الباهضة مثلك
ضحك الحصان
على كلمة الباهضة
قائلاً
هل نسيت انك
جدتي
كما انك
امي
زوجتي
وابنتي
أيضاً
اسكته الفرسة
محذرة اياهُ
من الفضوليين
ضحك ساخراً
و من يفهم لغة الاحصنة هه؟..
8




الزوجة الفاضلة•
دس
الزوج الفاضل نف
سه في الثلاجة
هربا من زوجته التي تمضي الوقت مع الشيف رمزي وغيره
اكثر مما تمضيه معه ك تعد له ما يحبه
وكل ما هو لذيذ وجديد
وحين ادركت انه يستخف بمتابعاتها المهمة
حملت قدرها المميز بآكلة لا تطبخ الإ للعزيز
ذهبت بها الى جارها الارمل
الذي كان يغازلها كلما التقيا على السلم بعبارة. ملت من تكرارها
بقوله لها دائما.
يا جارتي العزيزة اكلك يجعلني( اقضم اصابعي العشر)
رغم إن كل اصابعه لا زالت سليمة وقوية مثله
ثم عادت الى بيتها هادئة مدللة
عهدت نفسها انها لن تدخل المطبخ ثانية
ومن يومها هو يطبخ
أما هي تمضي الوقت
بتتابع الشيف رمزي صامتة..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت خشخشة
- صدرهِ صندوق الدنيا
- إحتفالات عيد الشكر
- حق الجار كان على الجار
- نريد وطن هل من مجيب
- خراف بلا راعي
- محاضرة أسمها (بسكويت)
- القاعة فقاعة
- أنا بذرتك اللعينة
- مدونة مختار القرية
- خيط من أطراف حديث شيق
- الخاسر صعب تعويضه
- قطة جبلية
- كلام و غرام
- في ظل الوحشة
- هدية القط فأر ميت
- اسف ظننتكِ دُمية
- رغم أنف الوهم أحببتك
- مرحبا دنيا
- نعم نعم


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - سألت نينا