أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - رسالة شهيد إلى قاتله














المزيد.....

رسالة شهيد إلى قاتله


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 04:10
المحور: الادب والفن
    


يقول الشهيد ( أ )
نظرت إلى عينيك فرأيتُ جحيماً مستعراً ، ونظرتَ إلى عيني فَرأيت قطراً ثم مطراً ثم صاعقة مطرية ، لم أخف لكنك تخاف صواعق المطر ، أسكتها لكنها ظلت تزمجر ما بين الأرض والسماء وإنقلبت السماء وردية . رأيتُ أمامي أطفال العراق جوعى الأزقة والمزابل ، ورأيتَ كيساً تدندن فيه دنانير ذهبية كنتَ تحلم بها فأعطتك القوة لكي تُطلق أول رصاصة ، لكنلي وقبل أن أُغمض عيني رأيت يديك وساقيك ترتعشان ووجدتُ آلافاً تتلقفني وسقطتَ أنت على ركبتيك جاثياً تحت قدم سيدك فلم يتلقفك أحد ، سُقيت أنا من ضرع فرس عراقي المولد والإنتماء ، أما أنت فقد لوثتَ حليب أمك حين إنحنيت على البركة الآسنة .
ستراني في عيون كل رضيع لم تلوثه الخطايا ، وفي يد كل طفلة تتعلم المشي فتمد يدها لمن يقودها إلى الصواب ، وفي كل كسرة خبز يابسة ومتعفنة يلوكها مضطراً ولد عراقي . حين ينظر أولاد الشوارع إلى وجهك ستكون وجوههم مشمئزة وحيرى ، يتساءلون من أي عرق أتيت وبأي ماخور سري إحتميت ، ومن درسك الأبجدية ولم يبدأها بكلمة وطن ، ومن أعطاك الأبدية ، فقال لك ضاحكاً أنت خالد فيها .
من قال إني ميت ، إن عروقي على جذع كل نخلة تنبت رطباً ، وسيُردد إسمي صبية المدارس ، أما أنت فستخجل منك إبنتك فتخفي إسمك وتقول لمعلمتها أنا إبنة العراق فقط لا أب لي غيره وعندها سيكون مخزوني من الحياة غير نافذ ومخزونك قد إنتهى ، ستدور بين بارات العرق الليلية لكي تنسى ولن تنسى ، فوجهي سيبقى محفوراً في ذاكرتك ليوقظ جذورك النائمة ، وستبقى مستيقظاً ولو كان ما شربته من ماء دجلة هو قطرة واحدة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريسايكل القيادة العراقية
- الثوار غيروا مفهوم الدين والمواطنة لدى الفرد العراقي
- بين كلمتين ... الليل
- حينما أينعت أغصان الوطن
- طوبى للأمهات العراقيات
- نحن العراقيون والعراق نحن
- من أطلق الرصاص على علم العراق
- شاعرات في المهجر
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات
- هل يحتمي الرجل بالقوانين في ممارسة العنف ضد المرأة
- البصرة ثغر العراق الباسم أم الباكي
- موت وردة الأقحوان البيضاء
- العرب من تجارة النفط إلى تجارة البشر
- مشاكل أبناء المهجر
- الهبوط نحو الأسفل


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - رسالة شهيد إلى قاتله