ناني واصف
شاعرة وروائية مبتدئة
(Nany Wasif)
الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 02:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قد تحدثنا في المقال السابق عن "الجهل والتجهيل برسالة الانجيل" و قمنا باختيار شرح المُراد من كلمة "إنجيل" لنستوضح ونستنطق معناها.
و سنستكمل تباعاً في هذا المقال ، وغيره ، عن آية أخرى وهي "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" مت 5 : 39
فعند محاولتنا لفهم النص ، وما بين حرفيته وروحه (روح النص) ، يقع الإشكال..
بالرغم من أن حرفيته لا تتعارض وروحه او مضمونه..
بدايةً ، اللطم هو تعبير عن الإهانة ومس الكرامة وليس الضعف والإستهانة و الإتضاع المُزيف ، فليست تعاليم المسيح خانعة مُهينة تحض علي تقبُّل الإهانة وازدياد العنف المجتمعي أو السلبية اللافاعلة.
وهي (وصية يسوع) لا تتعارض ، في مضمونها ، مع شريعة موسى التي تقول "نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْلٍ"..
و تعبير الخد الأيمن ليس حرفي و لكنه مجازي من ضمن مجازات وأمثلة الرب يسوع الكثيرة ، من أجل تعليمهم وتقريب لهم المعلومة بطريقة تنكشف بعمل الروح القدس فينا..
فالقول على ظاهرة يحض على الخنوع وتقبُّل الإهانة الجسدية بلا رد او رادع..
لكننا حين نتأمل النص "من لطمك على خدك الأيمن" ، سنكتشف ان الوصية ليست حرفية ، بدليل ذكره للخد الأيمن أولاً..
فحين تُلطم أنت من شخص ، فإنه يلطمك بيده اليُمنى على خدّك "الأيسر" أولاً..
ولا تُلطم على خدك الأيمن في البداية..
فلو أراد المسيح ان يُعطينا وصيّة حرفية، لقال "من لطمك على خدّك الأيسر" ، وقتها ستكون الجُملة أوقع وأوضح..
السيد المسيح أراد ان يُعلمنا التسامح كلٍ حسب قدرته وطاقته..
فمن أراد ان يغفر فحسناً ، ومن لم يستطع فحسناً أيضاً..
وهذا يظهر بوضوح في مثل الوزنات في متى 25 : 15 "فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ."..
ففي نهاية الاصحاح الخامس يقول الرب "فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ"..
فالمسيح يريدنا كاملين ، تشبُّهاً بأبينا السماوي..
التالي "يارب هوذا سيفان"..
#ناني_واصف (هاشتاغ)
Nany_Wasif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟