خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.
(Khattab Imran Al Thamin)
الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 21:20
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يلاحظ من يعيش عصرنا الحاضر سرعة مرور الأيام والاشهر والسنين، فأنت لا تكاد تدخل الأسبوع حتى يمضي بسرعة هائلة، وكذلك الشهر والعام، وهي خسارة من اعمارنا أذا لم تقترن بإنجازات على مستوى الذات والاسرة والمجتمع، وقد أنبرى الملالي لتفسير هذه الظاهرة، مستندين كما عودونا الى أوهام وخرافات لا علاقة لها بالوقائع العلمية، مستغلين جهلنا وغيبوبتنا العلمية والثقافية.
والحقيقة ان سرعة مرور الوقت نتجت عن ارتفاع مستوى الرفاهية في حياتنا، والتي أحدثتها ابتكارات الأنسان الكبيرة والمستمرة في مجالات السكن والكهرباء والنقل والاتصالات والإنتاج والطب وغيرها، فالوقت يمر سريعاً حينما نستمتع بأجهزة التكييف المنزلي، والتي تجعل نومنا عميقاً هنيئاً، ولولاها لأصبح الليل طويلاً ثقيلاً تحت اجواء الرطوبة والبرد والحر، وكذلك بالنسبة للنقل والسفر، فعندما نسافر بالسيارات الحديثة لمسافة (400) كم مثلاً، نحتاج الى (3) أو (4) ساعات فقط، فنسافر بأجواء مكيفة ومريحة، مع إمكانية الاستماع للأخبار العالمية والموسيقى والاغاني، ولولا السيارات الحديثة لاستغرقت رحلتنا ايام على ظهور الحمير والبغال بأجواء الحر المحرق والبرد القارص، ولأصبنا بشتى الامراض القاتلة، ولكانت رحلتنا طويلة جداً وشاقه، اضف الى ذلك تمتعنا بالحرية، فأنت حر في قضاء وقتك في عملك ولهوك بمدينتك وبلدك، وهو ما يفتقده المساجين والمحتجزين والمجندين الزامياً، فالليل عندهم طويل جداً، والنهار متعب وثقيل وقاتل.
ضرورة استغلال الوقت.
يطول الحديث عن أهمية استغلال الوقت، فكل يوم يمر ونحن احياء هو جزء من رصيد حياتنا الناضب، ومن المستحيل استعادته، ان مجرد وجودنا في الحياة يعد هبة ربانية عظيمة، وفرصة جميلة للاطلاع على هذا الكون وهذه الأرض، والاستنشاق من عبيرها، والنهل من خيراتها، التفاعل مع الاخرين والمشاركة في بناء الذات والاسرة والمجتمع، والاستمتاع بمشاعر الحب، حب الأم والشريك والأخ والابن والصديق، حب الأنسان والوطن، وبالتالي فأن استغلال الوقت وتوظيفه في خدمة الذات والاسرة والمجتمع يعد من ضرورات الحياة المعاصرة، فالحياة تمر سريعاً، ولمرة واحدة فقط، ومن لم يحسن استغلالها لا قيمة لحياته.
#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)
Khattab_Imran_Al_Thamin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟