أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - الولايات المتحدة كدولة احتلال














المزيد.....

الولايات المتحدة كدولة احتلال


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 451 - 2003 / 4 / 10 - 01:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

كاتب أردني

 

لم تستح وزارة الخارجية الأميركية، ومضت قدما في نشر تقريرها السنوي الخاص الذي تدعي فيه تقييم حالة "حقوق الإنسان في العالم"، وقامت وزارة خارجية دولة الاحتلال الثانية في العالم، بعد إسرائيل بتقسيم الدول الأخرى ذات السيادة والتي لم تعتد على دول أخرى كما اعتدت الولايات المتحدة على العراق إلى دول تحترم حقوق الإنسان ودول لا تحترمها، وفق المعايير الأميركية في مفارقة سخيفة لا يمكن أن تمر على شخص يملك قليلا من العقل.

في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأميركي كولن باول، والذي يصر بعض الإعلاميين والسياسيين العرب على اعتباره رجلا حكيما ومتعقلا ومختلفا عن بقية عصبة الصقور في البيت الأبيض، في الوقت الذي كان فيه يتحدث عن الديمقراطية واحترام حق الحياة وتحسين ظروف المعيشة وحرية الصحافة، كان جيشه القذر يقوم بقتل سبعة مدنيين منهم نساء وأطفال في سيارة مدنية في النجف بدعوى عدم امتثالهم لأمر بالتوقف عند حاجز عسكري، نصبه جيش محتل وغازي في أرض لا يملكها ولا يحق له نصب أي حاجز فيها ناهيك عن مجرد التواجد فيها أصلا.

كولن باول وغيره لا يعتقدون بأن هذا يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، ويعتقدون بأن الولايات المتحدة هي الوصية على حقوق الإنسان في العالم، مع أنها الدولة الأكثر انتهاكا لهذه الحقوق لا في الخارج فقد بل حتى في سياساتها الداخلية، كما يظهر من تقييد حرية الصحافة الأميركية وتحويل الإعلام إلى جهاز دعاية رخيصة للسياسة الأميركية الرسمية، ووصف كل من يعارض الحرب العدوانية على العراق بعدم الوطنية.

الولايات المتحدة أصبحت دولة احتلال بكل معنى الكلمة، فقتل المدنيين في العراق وترويعهم وإذلالهم واعتقالهم وتدمير البنية التحتية ومستودعات المؤن والقصف بالصواريخ وسرقة الموارد العراقية من خلال الشركات الأميركية في عملية غزو وسطو مسلح لدولة أخرى ذات سيادة يعني كل أنواع وسلوكيات الاحتلال. والصور التي نراها لسلوكيات الجيش الأميركي في العراق لا تختلف أبدا عن سلوك الجيش الإسرائيلي في فلسطين، بل أنه حتى لم يحدث أن أطلق جنود إسرائيليون النار على سيارة مدنية تحمل نساء وأطفالا، وعلى ما يبدو فإن قوات الغزو الأميركي سوف تحصل على المركز الأول في قائمة جرائم الاحتلال في العالم قريبا جدا.

كل هذا واضح للعيان، ولكن ما هو مثير للإشمئزاز أن الكثير ممن يسمون أنفسهم محللين سياسيين وكتاب ومثقفين عرب لا يزالون يدافعون عن الغزو الأميركي، أو يبررونه أو يتجاهلون جرائمه في سلوك وقح لا يمكن تفسيره إلا بالعمالة والخيانة التامة. ومن الواضح أن على وسائل الإعلام العربية فورا أن تحدد موقفها في هذه الحرب، فإما أن تكون في طرف الشعب العراقي والأمة العربية الرافضة كليا للغزو الأميركي وهذا يعني منع كل أولئك الخونة من الظهور على الشاشات العربية، وتغيير لهجة التغطية الإخبارية بل حتى الامتناع عن بث الرسائل الإخبارية للمراسلين المرتحلين مع قوات الغزو لأنها رسائل مريبة مليئة بالكذب والدعاية الرخيصة.

الولايات المتحدة دولة احتلال خارجة عن القانون الدولي، احتلت أرض وموارد بلد عربي بقوة السلاح وبدون اية شرعية دولية وترتكب المجازر والجرائم ضد الشعب العراقي يوميا وهذه هي الحقيقة الوحيدة في هذه المرحلة، وكل من يبررها أو يتجاهلها أو يغطي عليها أو يدعي الحياد المهني ليس إلا مشاركا فعليا في هذه الجرائم، فلا مكان للحياد في هذه الحالة، فإما أن نكون ضد الغزو الأميركي أو نكون معه ونؤيد احتلالا وحشيا وقذرا لدولة عربية، فهذا الاحتلال والغزو مخطط له مسبقا ويتجاوز بكثير قضية صدام حسين والنظام العراقي الذي سيذهب غير مأسوف عليه، ولكن هل يمكن قبول الاحتلال كبديل؟



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- هزتها انفجارات قوية.. شاهد اللحظات الأولى بعد قصف الضاحية ال ...
- مسؤول أمني لبناني يرد لـCNN على سؤال حول مصير حسن نصرالله
- الجزائر تفرض على المغاربة تأشيرات لدخول أراضيها.. فبماذا اته ...
- فيديو ومقاطع صوتية لتحرش -أطباء- في مصر والشرطة تحقق
- إسرائيل تستهدف نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بطائرات ا ...
- دارفور: عشرات القتلى والجرحى بهجوم لقوات الدعم السريع على سو ...
- ضربة إسرائيلية على قيادات لحزب الله وغموض حول مصير نصر الله ...
- إسرائيليون يفرون إلى الملاجئ في حيفا تزامنا مع اعتراض صواريخ ...
- مسؤولون إسرائيليون يؤكدون تواجد قيادات من -حزب الله- في المق ...
- إسرائيل تعلن حالة التأهب استعدادا لرد من حزب الله وإيران على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - الولايات المتحدة كدولة احتلال