أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - يوسف حمك - كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .














المزيد.....

كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 20:57
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الأعوام و السنون تخون العهود و تمضي بلا وفاءٍ .
الأمنيات تتزاحم على رصيف الانتظار ، و الرغبات تؤجل حبيسةً في غمد الترصد ، فتبقى الأحلام التي في صدارة أولوياتنا قيد الترقب يائسةً بلا ظهيرٍ .

اقتتالٌ صنع المجازر و المذابح ، و حروبٌ أبدعت في تدمير العمران و البنيان .
ملتحون هائجون أفنوا كل شيءٍ بالنيابة عن الله ، و باسمه أجهزوا على مقومات الحياة .

كان العام الحاليُّ واحداً من أشرس الأعوام بطشاً ، و الأعنف قسوةً ، و الأشد كارثةً في شرقنا اللعين .
القتل بوتيرةٍ عاليةٍ ، و منسوب التشرد كان مرتفعاً ، و النزوح كان مكثفاً ، و حجم الدمار كان أوفر حظاً .
اكتظاظ الغل في الصدور قد أبيح استعمال السلاح المحظور لسحل الأجساد و توسيع دائرة الموت و الفناء .
النهب و السلب كان بالعلن لانحدار الأخلاق بدلاً من الصفح .
التمثيل بالجثث كان مبعث الفخر لجلف الطبع بدلاً من الغفران .
الوعيد و التهديد باُلثأر و الانتقام كان سيد الموقف بدلاً من التسامح و العفو .

ضغوطٌ نفسيةٌ على الهاربين - من همجية تجار الدين و عبيد المصالح - الساكنين تحت خيمٍ تكاد لا تحجب عنهم صرصر الشتاء ولا قيظ الصيف و رمضائه .
كارثة الأوبئة و تردي المرافق الصحية ، علاوةً على القلق من الشك بألا يكون الملاذ آمناً .

منازلٌ لم تصمد ، و أبنيةٌ تحولت ركاماً . حكاياتٌ يندى لها الجبين . و قصصٌ لا تمت للإنسانية بصلةٍ .
و من نجا بروحه لا يغيب عن ذهنه آثار الكوارث و الماحقات ، فتداهم الكوابيس حياته خلسةً كلما أحس براحةٍ ، كي تفسد هدوءها .

الجبابرة يتلاعبون بمصيرنا ، و الطغاة يعبثون بأمننا ، و الطامعون يقتسمون مواردنا . و نحن لا ننفع للعير ، و لا نصلح للنفير . طبقاً للمثل القديم .
أما المتحكمون بكل الأصقاع و العباد ، بعدما ضجروا من حروبهم اللاهوتية التي دامت قرناً و ثلث القرن ، فقد أوقفوها ، و كبحوا جماح غرائز كهنتهم الطائفية بغير رجعةٍ .
و هاهم يصبوا زيت مصالحهم على نيران حروبنا المذهبية و الطائفية الغبية العبثية . كي يستفحل لهيبها تأججاً ، و تثير العواطف حميةً ، فتتعاظم حدتها توهجاً .
و لتصبح أوطاننا كرةً مشتعلةً ، تتدحرج بلا وجهةٍ . كمن تتلاعب به الأمواج و هو لا يجيد السباحة .

المستقبل مبهمٌ ، لعجزنا عن الإحاطة به ، و لأننا لسنا من نصنعه . و تبعات الأيام القادمة بحوزة ضمائر ميتةٍ ، و من صنع أيادٍ ليست أمينةً .
فبين الأياد الخبيثة الملطخة بالدم و العار و الضمير الميت من جهةٍ ، و قلة حيلتنا و انعدام وجودنا من جهةٍ ثانيةٍ ، تكمن مأساتنا ، و قصقصة أجنحة أحلامنا .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .
- خذها من قلمي ، أيها العاشق .
- رسم الخرائط سيُعاد من جديدٍ .
- أعيادنا كحكامنا غدت خائبةً ، بلا إنجازٍ .
- رحيلك الأبدي آلةٌ ، تعزف ألحان الوجع .
- الطبيعة تغريك ، للارتماء بحضنها .
- و للمعزة ، الأحفاد أوفر حظاً من الأولاد .
- لعل لبعضهم أخذ العظة .
- طيفك حلمٌ ، يداعب خيالي .
- بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .
- من المآزق خروجكم محالٌ .
- سباق المصفقين للجراح النازفة .
- حينما القهر ينقضي ، و يتبدد الظلام .


المزيد.....




- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- لبنان يعلن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في غارة إسرائيلية على بي ...
- معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من زلزال مي ...
- عمل المرأة بين تحقيق الطموح وحقوق الأمومة
- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...
- أجساد منهكة في تونس .. الهجرة غير النظامية تترك ندوبا عميقة ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - يوسف حمك - كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .