حسين هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 10:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"ينبغي على المَرء أن يبتَلِع ضِفدعة كل صباح ولن يجِد بعدها شيئًا مُقرِفاً طوال اليوم الذي سَيكون عليه".
هكذا تكلم نيتشه يوماً ما وهذا ما تحاول السلطات فعله في العراق منذ عام (2003) إلى اليوم أجبار الشعب على فعله، من الناحية الاخرى ناحية الشعب تحديداً هناك انقسام بين الأجيال حيثُ أن الاجيال التي عاشت فترة الحكم البعثي تتقبل فكرة نيتشه والتي تقوم بها السلطة اما الاجيال الحديثة فهي رافضة وبكل قوة رفض تمتلكها لهذه الفكرة.
فهذه الاجيال ترى ان (الحياة لمن يجرؤ) كما قال بوكوفسكي ويرون ايضاً ان "الحرية اشهى من الخبز وأبهى من الشمس" كما قال دوستويفسكي، فجيل مابعد 2003 تحديداً جيل مختلف عن كل الأجيال التي سبقته والتي ستأتي بعده وأهم مميزات هذا الاختلاف انه رفض أن يرث فكرة الخوف التي ولدت وعاشت مع الجيل الذي سبقه فقد شاهد الحرية وكيفية العيش في بلاد الحرية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل جزءاً كبيراً من عالمه.
إذ نشأت معه وتعلم معظم افكاره عن الحرية والكرامة من خلالها ورأى كيف يعيش الناس أحلامهم وهو عاجز عن كيفية التفكير حتى في عيش الحلم لذلك فهذا الجيل على استعداد أن يدفع كل ما يملك ليلمس حريته ويعيش فيها وأن لا تمس كرامته وأن يعيش أحلامه وانه قد سبق ودفع ثمن وطنيته التي أشار إليها نيتشه عندما قال "نحن الألمان بلا وطن أن لم نستوف شروط مواطنتنا".
فالجيل الجديد استوفى ويستوفي هذه الشروط عبر العيش عراقياً فقط بدون اي مسميات مغرضة و ولائه عراقي رافديني، فقد تخطى هذا الجيل المعايير المجتمعية الموبوئة من اجل خط معايير جديدة يكرم فيها الانسان ويعيش حراً ويتحكم بالسلطة ويسيرها وفق ما يشاء لا العكس فقد رفض وسيرفض.
كما قال مظفر النواب يوما "سبحانك كل الاشياء رضيت سوى الذل وان يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان ولأنهم علقوا لافتة ( الخائفون لا يصنعون الحرية ) فهم ثابتون ولن ينثنوا حتى يصنعون حريتهم.
#حسين_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟