|
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع مع فصوله وهوامشه
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 10:31
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
على هامش الباب الرابع _ النظرية الرابعة
هل سيبقى الحاضر لغزا إلى الأبد ! هل سيبقى الموقف العلمي من الزمن والوقت والحاضر خصوصا على غموضه ، وتشوشه ، وتناقضاته التي تثير الشفقة قبل الاستنكار ؟ هذا ما لا أريده ولن أقبل به ، وسوف أفعل كل ما بوسعي لتحريك المياه الراكدة ... أعتقد أن هذا الكتاب يجسد خطوة حقيقية في اتجاه معرفة الحاضر _ بالتزامن مع تحديد اتجاه الزمن والوقت بشكل يقارب الموضوعي والتجريبي _ أما تحقيق ذلك بالفعل ... تلك هي غاية لن تدرك خلال حياتنا ...أنت وأنا للأسف . لكن لجهة تحقيق المعرفة المنطقية للحاضر ؟! بين رغبتي وتوقعي ومقدرتي فجوات ... رغبتي أن يصلح هذا الكتاب كمقدمة ( متواضعة بالطبع ) لعلم الزمن . وتوقعي أن يبقى بدون اهتمام علمي وثقافي ، حتى النصف الثاني لهذا القرن ، حيث أعتقد أن ثورة معرفية محورها الحاضر والوقت والزمن ، ستنشأ قبل مئويتي الأولى 2060 . .... ذكرت مراجع ثلاثة للكتاب أكثر من مرة ، وذكرت في نصوص غير موجودة في الكتاب لكنها منشورة على الحوار المتمدن ، أن الفضل في فهمي للزمن ( حركته واتجاهه ) يعود إلى مصادر عديدة ومتنوعة ، لكن أهمها على الاطلاق موقف النقاد العرب القدامى _ كالجرجاني وابن سينا وقدامة بن جعفر وسيبويه والمعري أيضا ، وغيرهم بالطبع _ والفضل المباشر في ذلك للصديق جميل حلبي ، وبالتحديد فكرة الحركة المزدوجة للزمن التعاقبية والتزامنية معا ودفعة واحدة . أتفهم الصعوبة في فهم الفكرة ، عداك عن تقبلها ! .... بعض الوسائل تساعد على فهم الفكرة " حركة الزمن واتجاهه " ، وخاصة الحركة التعاقبية ، 1 _ من الغد 2 _ إلى اليوم 3 _ إلى الأمس . ثم الحركة التزامنية من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 إلى الحاضر 3 ....إلى ما لا نهاية . الحركتان تشبهان التفكير بنوعيه : التفكير العمودي وهو يتوافق مع الحركة التعاقبية ، والتفكير الأفقي وهو يتوافق مع الحركة التزامنية . وما أزال أجد صعوبة كبرى في كيفية فهم ذلك ، ومنذ عشرات القرون ! تطبيقات الفكرة ربما تقربها إلى الفهم أكثر : الكلام بنوعيه الشعر والنثر ، أو السرد وكيفية احتوائه للمعنى وللبلاغة بالتزامن . الشرح والبرهان محور النثر ، بينما التشبيه والايحاء محور الشعر . " كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " وقبلها " إن الكلمات الكثيرة لا تقول شيئا " والأجمل " الفرح فضيلة " أيضا " ما أسهل الهروب لولا الأبواب المفتوحة " في العبارات السابقة ، حدث دمج سحري ويتعذر شرحه ، بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، وذلك ما أدركه النقاد العرب القدامى ...بطريقة تقارب المعجزة . .... تتوضح الفكرة أيضا ، بعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة . المستقبل يقترب بشكل كامل ومطلق ، والماضي يبتعد بنفس السرعة والاتجاه أيضا . لكن يتعذر فهم ذلك ، بدون الخروج من الصندوق ( الالفة والعادة ) والنظر من هناك . .... الحاضر الإيجابي يقترب ، والحاضر السلبي يبتعد ... الحياة والوعي ...وأنت وأنا الثالث المرفوع بالفعل .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني
هامش القسم الأول ، مع الباب الرابع وفصوله 1 و 2 و 3
1 _ الزمن حركة ، والحركة شكل أو نوع خاص من الطاقة . ( الطاقة ، أو فرق الجهد بين القطبين ، تتضمن الحركة وتسبقها بالتقدير المنطقي والتجريبي ) 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . ( هذه بديهية ، ولا أعرف كيف يمكن برهان ذلك ) . 3 _ حركة الزمن تختلف عن بقية الحركات المعروفة ، فهي مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا . _ الحركة التعاقبية تقيسها الساعة . _ الحركة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وتتجاوزها غالبا ، أيضا توضحها عملية التواقت أو التوقيت المتعدد على مستوى الكرة الأرضية والعالم . اتجاه حركة الزمن ثابتة ، ومستمرة من الحاضر إلى الماضي . ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي ، ان المستقبل مصدرها وبدايتها ، وليس وجهتها وغايتها . لكن اتجاه حركة الحياة وتطورها بالعكس ، من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . بالنسبة لحركة الحياة فهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ( حتى اليوم لا توجد تجربة واحدة في اتجاه العكس : أن تنكص الحياة وتعود من الحاضر إلى الماضي ، وبالطبع عودة المستقبل إلى الحاضر أكثر تناقضا مع المنطق والعلم ) . وأما سرعة حركة الحياة فهي المشكلة ! ومع ذلك ، وبالملاحظة المباشرة يمكن التأكد أن الحياة في اتجاه واحد 1 _ من الماضي إلى 2 _ المستقبل 3 _ مرورا بالحاضر . لكن هذه العبارة المكثفة تتضمن فجوات هائلة من المجاهيل ، والتي تستحق اهتمام العلم ، وحسبي أنني أعمل ما بوسعي لفتح الطريق المجهول حتى الآن !؟ .... ملحق 1 الخوارزمية الحديثة بعد الانتقال من ثنائية أولى 1 إلى ثانية 2 ،...بالتسلسل 3 ، 4 ... 1 _ العلم _ الجهل 2 الوضوح _ الغموض 3 الشفافية _ الضبابية 4 الصدق _ الكذب ... يتكشف المشهد نفسه المعتاد ، والمألوف إلى حد التكرار ، عن تفاصيل جديدة أولا ( غير المفكر فيه ) ، وعن حدود منفرة ( المسكوت عنه ) ، وعن اختلافات مزعجة ( غير المرغوب فيه ) ، وعن تناقضات أخلاقية ( شر لابد منه ) ، وعن الصدمة وتعذر الاحترام المتبادل ، الموضوعي والذاتي بالتزامن ( الممنوع ) في الدول الحديثة والمحرم في الدول الفاشلة . هل الانتقال هو من نوع الاستمرارية ، أم من نوع القفز في المجهول ؟ ما هو الأنسب ؟! هل الجديد أم المتجدد ؟ هل الشكل أم المضمون ؟ مثال تطبيقي ومبتذل : الأخوة الأعداء ، أو الحروب الأهلية ... عندما نقول ( أو نسمع ) عن فلان عبارة : ( س ) طمع على أهله ( أو طمعت ) ، بشكل غريزي وبدون تفكير بالطبع ندين.. ونطلق أسوأ النعوت وأقسى الأحكام ، الأخلاقية وغيرها . لكن عندما تستبدل العبارة نفسها ب : فلان يحب أولاده أكثر من كل العالم ، ردة الفعل تكون على النقيض تماما ( وعلى المستويين الفردي والاجتماعي ، أيضا السياسي والديني ) .... لماذا يحدث ذلك مع كل إنسان ! إذا اعتقدت أنك خارج التناقض المذكور فعليك السلام ومنك السلام وأنصحك بترك الدنيا لأهلها ، وعد لملكوتك فأنت نبي _ة أو مجنون _ة هذا رأي . .... لسوء الحظ ما تزال المشكلة الوجودية بلا حل . وجميع ما يمكن أن يقال حولها ، تعميمات ذاتية فقط لا أكثر . لكن بصبغات أيديولوجية متعددة دينية أو سياسية أو ثقافية وغيرها . وهي دوغمائية بلا استثناء ، لا تتعدى حدي الغفلة أو الخداع . أعتقد أن الحل الموضوعي لتلك المعضلة ، يوضحه الحاضر المزدوج . الحاضر السلبي = الحاضر الإيجابي وهما متكافئان وبدون أية إمكانية لتفضيل أحدها : 1 _ اختيار الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، هو تسمية البخل أو الشح الكريهة . 2 _ اختيار الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو تسمية الشره والجشع الكريهة أيضا . .... هل البديل الثالث ممكن بالفعل ؟ محور هذا الكتاب وغايته واتجاهه ، ....محاولة الإجابة بأكبر قدر من الشفافية والانتباه . أعتقد أن الحاضر يمثل الثالث المرفوع الحقيقي بين الماضي والمستقبل . وحقيقة استمرارية الحاضر تثبت ذلك وتفسره بالتزامن . كيف يستمر الحاضر ؟ أعتقد _ وبدرجة تقارب اليقين _ أنه وبعد فهم طبيعة الحاضر وأبعاده ومكوناته ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من اتجاه حركة الزمن ، الذي يعاكس اتجاه تطور الحياة ، يتكشف المشهد بوضوح مدهش وآسر . .... ما حدث معي يفوق الوصف بالفعل ؟! لقد كذبت الكذبة وصدقتها تماما . وبل وأؤمن بها . .... ملحق 2 خوارزمية ما بعد الحداثة
التأمل والتركيز عبارة ناقصة . وقد تكون خطأ في الترجمة ، تحول إلى حقيقة بقوة العادة والتكرار . الاهتمام في البداية كل شيء . لا أحد يمكنه التركيز أو التأمل في شيء أو موضوع أو علاقة ، لا تهمه . لا أحد . كلنا نعرف التركيز السلبي ، أو الفكرة الثابتة وخاصة خلال الفقد أو الخوف . التأمل نتيجة ، واتجاه الوعي إلى مرحلة أعلى قادمة ، وجديدة بطبيعتها . التركيز عتبة التأمل ، والاهتمام عتبة التركيز ومفتاحه . الراحة بعد التعب والتركيز بعد الاهتمام ، والتأمل بعد التركيز ، بالتزامن مع المعرفة . .... لو توجهت إلى أي سوري _ة بهذا السؤال البسيط : هل السوريون يكذبون عادة ، أم يصدقون أكثر ؟ وبتوضيح أكثر ، كيف تصف _ين السوريين _ ات بكلمة واحدة : صادق _ة أم كاذب _ة ؟؟ ستكون الإجابة وبنسبة تفوق التسعين بالمئة كاذب _ة طبعا . ولكن ، لو أردفت بسؤال ثان وتكملة مباشرة للأول : وأنت ؟ أقل من واحد بالعشرة سيفكر بالجواب ، حتى مجرد تفكير ... الأغلبية المطلقة سوف يحاولون تدميرك مباشرة . ( كل عائلة يستطيع أحد أفرادها أن يوجه السؤال ، بشكل متبادل وطبيعي ويتلقاه طبعا أو تتلقاه هي أسرة نموذجية وجديرة بالاحترام ، وأعتقد أن نسبتها من عدد بيوتنا أقل من 1 من ألف ). .... الحاضر صورة مصغرة عن الوقت ، بدوره الوقت صورة مصغرة عن الزمن . يمكن تشبيه العلاقة الثلاثية بينها بالبحيرة والبحر والمحيط . .... يكره السوريون _ ات حقوق الانسان عن جهل وبنسبة تفوق 99 ، 99 بالمئة . ( أعداؤها الحقيقيين : الجهل والماضوية والاستبداد والتعصب ) غالبية السوريين _ ات في أحد المواقع ( الحفر العقلية والنفسية ) الثلاثة 1 موقف الانكار 2 موقع وموقف الضحية 3 موقف الحاجة ( القهرية ) إلى عدو ... هذه خبرتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا ، آمل وأرجو أن أكون مخطئا في توقعاتي جميعها . بالطبع السوريين _ ات ومن بحكمهن _ م . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 1
1 العيش والحياة بمجملها تحدث في الحاضر المستمر فقط ، لماذا وكيف ؟! سؤال الحاضر ، يجسد مشكلة الوجود الإنساني منذ بداية التاريخ المعروف . ومع تعدد الأجوبة وتنوعها الشكلي _ اللانهائي ظاهريا ، لكنها محدودة في حقيقتها ويمكن تكثيفها عبر جوابين فقط : 1 _ الجواب الغيبي ( المتعالي ) ، وتمثله الأديان التقليدية عبر طقوسها المشتركة ، والمتشابهة في خطوطها العريضة إلى درجة كبيرة جدا ، كالصلاة والصيام ، حيث يتوجب على الفرد الخضوع للتقاليد الموروثة وتكرارها جيلا بعد آخر وتحت طائلة النبذ والنفي . 2 _ الجواب المقابل ( الإنساني ) ، الذي تمثله الفلسفة والعلم الحديث خصوصا ، حيث الخلاص والمسؤولية عن الشقاء والسعادة على الفرد والمجتمع بالتزامن . لكن السؤال الذي يتجنبه الغالبية إلى اليوم : ما هو الحاضر ؟ لأهمية موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر ، أذكر وباختصار شديد بكلا الموقفين . حيث تركيز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن عبر تجاهله للحركة التزامنية ، دفعه لاعتبار الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهماله . على خلاف موقف اينشتاين ، حيث يركز بالمقابل على الحركة التزامنية ( بشكل ضمني فقط ) للوقت أو الزمن ، ويعتبر أن الحاضر له وجود موضوعي يتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ( أو بين الذات والموضوع بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية ) ، ويتعذر اهماله . أعتقد ، وقد ناقشت ذلك بتفصيل أكبر في الفصول السابقة ، أن الفهم الصحيح للحاضر ، يتضمن كلا الموقفين السابقين كنوع من البديل الثالث ...وهو ما أحاول التوصل إليه . 2 الحاضر مزدوج في الحد الأدنى ، جدلية عكسية بين الزمن والحياة . كما أنه ثلاثي البعد ، لجهة مكوناته الأساسية 1 _ زمن أو وقت 2 _ حياة أو وعي 3 _ مكان أو مادة أو طبيعة . بالإضافة إلى ذلك ، الحاضر ثنائي أيضا ، سلبي وايجابي بالتزامن . 3 الحاضر السلبي ، ويمثل المهم في حياة الانسان الفرد أو الجماعة ، بينما الحاضر الإيجابي وهو الأهم ، كما أنه بطبيعته جديد _ متجدد باستمرار . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) هو الحاضر الإيجابي ، لكن في المرحلة الثانية ، بعد تحوله إلى ماض مكتمل بالتزامن مع فقدانه للبعد المستقبلي . هذا هو الجانب الزمني من الحاضر ، أما الجانب الحي والواعي للحاضر فهو على النقيض : حيث اتجاه الحياة عكس اتجاه الزمن . كما يوجد فارق نوعي آخر بين بين الحياة والزمن ، ويتوضح في الحركة : حيث حركة الزمن مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا ، بينما حركة الحياة تعاقبية فقط ( أو هذا ما نعرفه منها حتى اليوم ) . وبعد فهم هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، يتضح الحاضر الموضوعي ، أو الجانب المباشر من الواقع . 4 أتفهم ( وسأحاول أن أتفهم ) المقاومة التي تلاقيها هذه الأفكار الجديدة ، والصادمة ؟! لكن المستقبل وحده سوف يقرر الصواب والاتجاه ، ومن يعش سيعرف الحقيقة وحكم الزمن . وأنا بصورة عامة ، أتوجه إلى قارئ _ة المستقبل ، وافترض أن السنوات العشر القادمة ، سوف تشهد قراءة موضوعية ومنصفة لهذه الأفكار " النظرية الرابعة للزمن " . 5 الجدلية الثابتة بين حركة واتجاه الزمن والحياة ، تتضمن الكثير من الأجوبة الجديدة ، وأكثر مما يمكن يخطر على البال الآن . ومن غير المفهوم ، عدم الاهتمام العلمي والثقافي بها ! أعتقد أنه ، وبعد فهمها ، يمكن أن يتكشف جانب من الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، وخاصة العلاقة المعقدة بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، اللتان يتعذر تخيلهما بسبب الشرط الإنساني نفسه . الانسان داخل الزمن ، واستعارة السمك تقرب الفكرة قليلا ، إذا أن السمك وحده لا يمكنه أن يدرك وجود الماء ( أعتقد أنها تشبه علاقة الانسان والزمن ) . يشبه الأمر أيضا ، تعذر تصور اللغة والكلام من خارجهما ، وهذه فكرة هايدغر " اللغة مسكن الوجود " ، ولهايدغر الفضل في السؤال الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟ ... هكذا كنت سابقا أفهم الحاضر ( أو الجانب المباشر من الوقت ) . اليوم وبفضل هذه الكتابة والحوار _الغني _ مع الصديقات والأصدقاء ( عبر العلاقة التبادلية : القراءة _ الكتابة ) الذي يتخللها ، تتكشف الصورة بشكل تدرجي حيث الحاضر ثلاثي البعد بالحد الأدنى : 1 _ الزمن ( الوقت ) . 2 _ الحياة ( الوعي ) . 3 _ المكان ( المادة ) . بالنسبة للمكان أو المادة الطبيعية والأولية للكون ، هي موضوع العلوم الحديثة المتنوعة ، وهو مجال تخصصي بدرجة عالية ولا يدخله الهواة . أما بالنسبة إلى الزمن والحياة فالحاضر مزدوج ، بشكل تبادلي ( مصدر الحياة الماضي واتجاهها إلى المستقبل ، على النقيض تماما من الزمن ) . بعبارة ثانية ، الحاضر مزدوج ، ويمكن النظر إليه أو تخيله بشكل تبادلي وعكسي دوما ، حيث حاضر الحياة يتحول إلى المستقبل بشكل مستمر _ على العكس تماما من حاضر الزمن الذي يتحول إلى الماضي بشكل مستمر أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس . استمرارية الحاضر ، عملية ظاهرة وهي تصلح كبرهان على أن سرعة الحياة هي نفسها سرعة الزمن التعاقبية ، لكن بشكل عكسي . وأما السرعة التزامنية للزمن أو الوقت ، لا أتصور أن بالإمكان قياسها أو تحديدها بالوسائل المتاحة في عالم اليوم ، ربما غدا وفي المستقبل المنظور ؟! ... أتفهم المشقة بقراءة هذه الأفكار وتقبلها أكثر . وأتمنى من القارئ _ ة القيام بالمثل ، تفهم الصعوبة في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وسلس ( ومشوق أيضا ! ) ، هذا يفوق طاقتي حاليا . .... الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو المصدر والبداية ويمكن تغييره دوما ، وبدرجة عالية نسبيا من السهولة ، بينما الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) نتيجة واثر فقط ، وهو خارج مجال التأثير ومحاولة تغييره وهم ، أو انحراف نحو الخداع أو الغفلة . .... المشكلة والحل ثنائية بالتبادل ... المشكلة أحد نوعين : إما حلها عندك ومسؤوليتك المباشرة ، أو حلها ليس عندك وعليك اهمالها وصرف النظر عنها . والحل بدوره أحد اتجاهين ، إما أن يكون على حساب المستقبل ( نموذجه الاقتراض بفوائد مرتفعة ) وهو غير صحيح بالعموم وخاسر في المستقبل ، وينبغي أن يقتصر على حالة الصدمة الكبرى والكوارث ، أو الحل الصحيح والمناسب من رصيد الماضي ، لكن المشكلة أنه غير مباشر ويتطلب الجهد والاهتمام بصورة مستمرة . بعبارة ثانية ، الحاضر السلبي هو المهم ، والحاضر الإيجابي هو الأهم باستمرار . .... .... ملحق
مثال تطبيقي ، العلاقة المزدوجة بين المال والوقت ، وبين المال والجنس لاحقا ؟! للتذكر فقط ، أحد اكتشافات التحليل النفسي الباكرة " المال رمز قضيبي " . .... هل الوقت مال أم العكس هو الصحيح ؟! بمكن اعتبار المال لغة عالمية ومشتركة بين البشر بدون استثناء ، وهي تعكس الواقع الإنساني ( الموضوعي ) بأوضح وأدق من أية وسيلة أو طريقة أخرى مثل الدين أو الكلام أو الجنس أو الأخلاق وغيرها . والملفت أن من يفهم ذلك أكثر من سواهم الأطفال والعباقرة . أيضا يمكن اعتبار المال كبديل ثالث ، وحقيقي لجدلية الوسيلة والغاية ، فالمال بالفعل هو أبعد من الغاية ومن الوسيلة معا ، ويتضمنهما عبر مختلف العلاقات الإنسانية . وذلك ما فهمه ماركس وأنجلز أكثر من أي شخص آخر . المال وقت صحيح ، بالإضافة إلى أنه يتضمن العديد من العناصر الأخرى ، لعل من أهمها المعرفة والسلطة والجهد ...وكل شيء تقريبا . لكن هل يصح اعتبار الوقت مالا !؟ في الحالة الخاصة نعم ، وبدون شك . لكن في الحالة العامة والمشتركة الوقت حفرة ، مليئة بكل ما هو موجود في الحياة ولكن . .... وأما علاقة المال والجنس ، فهي معروفة أكثر من اسمائنا . وعلاقة الجنس والوقت أعتقد أنها تستحق كتابا لوحدها ، مع ذلك سوف كنوع من التفكير الأولي والجديد بالنسبة لي . تغيرت علاقتي مع الجنس وفهمي له ، أكثر من أي شيء آخر . فهمي للوقت بدوره يشبه حديقة قرود . .... الجنس والزواج والحب ، علاقة جديرة بالاهتمام والتفكير الهادئ والعميق ..لك ولي . .... غيمة على الأرض ....أنت وأنا يا صديقتي أيضا . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الرابع ف 2
مثال تطبيقي _ على أهمية فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن عتبة الألم بدلالة الوقت والحاضر بصورة خاصة
أنصح بقراءة هذا النص خاصة ، كنوع من التفكير بصوت عال ...هو كذلك بالفعل . 1 عتبة الألم حلقة مشتركة بين الحاضر والوقت _ زمن الانسان
بداية يلزم التفريق بين فجوة الألم وعتبة الألم ، المصطلحان الشهيران في الثقافة والمجتمع . فجوة الألم مصدرها الاختلاف النوعي بين الشعور والفكر . أنت هنا بجسدك وأحاسيسك المباشرة وموقعك الفيزيائي ، لكن عقلك وذاكرتك وتخيلاتك هناك في الماضي أو في المستقبل . ناقشت فجوة الألم بشكل تفصيلي وموسع في نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، وفي الفصول السابقة عرضت خلاصة كافية عن ذلك . عتبة الألم مصدرها الطبيعة المزدوجة للحاضر . الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل الوجود الشامل للزمن ( الوجود بالقوة ، مع الوجود بالفعل كل لحظة جديدة _ ومتجددة أيضا ) . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) مع انه يساوي الحاضر الإيجابي بالقوة المطلقة ، لكنه يتخلف عنه بدرجة الأهمية بسبب فقدانه للبعد المستقبلي ، وانزياحه المستمر للماضي ، من خلال ابتعاده في كل لحظة إلى الماضي السحيق أبعد فأبعد . .... لكن من الجهة المقابلة يبدو العكس تماما ، حيث الحاضر السلبي يتغير شكله ومضمونه إلى ( ماض _ حاضر ) وهو يمثل الوجود الشامل للحياة ، ويقابله الحاضر الإيجابي لجهة الزمن ، والذي يتغير شكله ومضمونه أيضا إلى ( حاضر _ مستقبل ) . هذه الفكرة جديدة ، وهي مثل أي فكرة جديدة تحتاج إلى إعادة صياغة وتفكير ، ... ومن قبل القارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن أيضا . وسوف أقوم بالدور المزدوج القارئ _ الكاتب والمتبادل ، بشكل دوري ومستمر . .... الوقت أو الزمن الإنساني ، عبارة عن ثلاث وحدات مختلفة بشكل واضح ، مع أنها تشكل استمرارية وليس من السهل التمييز بينها . وقد أوضحت تعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق في الفصول السابقة ، ومع سهولة التمييز الواضح بين الماضي والمستقبل : الماضي خلفنا بطبيعته ، بينما المستقبل أمامنا بطبيعته المعاكسة ، وبينهما نحن والحاضر ، ومع ذلك يتعذر تحديد الحاضر على وجه الخصوص . لكن ولحسن الحظ ، التقسيم الثلاثي المعروف : 1 الغد 2 اليوم 3 الأمس ، يكفي لتوضيح عتبة الألم كفكرة ، وكخبرة إنسانية ومشتركة أيضا . .... بعد فهم اتجاه الوحدات الزمنية الثلاثة : 1 _ المستقبل يقترب ، 2 _ الماضي يبتعد وبينهما الحاضر المزدوج ، نصفه أمامنا الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يأتي من المستقبل وهو يتوافق معه بالاتجاه ، ونصفه الثاني خلفنا الحاضر السلبي ( حاضر _ ماضي ) وهو يتحول إلى الماضي كل لحظة ويتوافق معه بالاتجاه طبعا ....بعد فهم الاتجاه العام والموضوعي لحركة الزمن ، وضمنه الوقت أيضا ، يتضح المصدر الموضوعي للقلق أو انشغال البال المزمن والمعروف من أيام بوذا . يتعذر الجمع بين اتجاهي الحاضر ، هما متناقضان بطبيعتهما . وعلى كل انسان الاختيار العسير والشاق بالفعل ؟! توجد ثلاثة اتجاهات فقط : 1 _ اتجاه المرض العقلي ومعاكسة تطور الحياة ، وتغيرها الدائم والمستمر ( وبصرف النظر عن نوع الايمان الفردي عقلاني أو غ عقلاني ، غيبي أم مادي ...) ، وهو يتوافق مع الاتجاه ضد الحياة بالتوافق مع الزمن ( الاتجاه الماضوي أو السلفي ) . 2 _ اتجاه الصحة العقلية ومعاكسة الزمن ، وهو يقتضي من الفرد تقبل الخسارة المباشرة والمؤقتة . وتوجد تعبيرات عديدة ومتنوعة عن هذه الخبرة النوعية أو موقف الحكمة والنضج ، التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، أو تفضيل الغد على اليوم والأمثلة التطبيقية على ذلك لا تحصى وهي مشتركة في جميع الثقافات والمجتمعات المعروفة ، ونموذجها حياة الطالب _ة بمستوياتها الثلاثة : 1 _ المستوى المتوسط ، وهو يحاول كسب الحاضر والقادم ، وبالنتيجة لا ينجح تماما ولا يفشل بوضوح أيضا ( ونحن بغالبيتنا نتخذ هذا الموقف ) . 2 _ الموقف تحت الوسط ، التضحية بالغد والمستقبل لأجل اللحظة ، ونموذجه المقامرة والمخدرات وغيرها من أساليب وطرق الربح السريع ...ونتيجته واحدة ومؤكدة . 3 _ الموقف فوق الوسط ، ومحوره الالتزام والانضباط العقلاني والمدروس ، ولحسن الحظ لا توجد عائلة تخلو من فرد بهذه الصفات حتى في سوريا وجوارها . .... .... 2 عتبة الألم بدلالة العمر الفردي ( طفولة _ كهولة ) ... غالبية الأطفال وبنسبة ساحقة ، يولدون بصحة جيدة وعلى درجة مرتفعة من المرونة والمقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة ، مع درجة مقاومة للألم أو مقدرة على تحمله أضعاف الفرد البالغ . لكن وفي سن مبكرة تبدأ رحلة الخسارة لتلك الإمكانيات الطبيعية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة والشارع والمجتمع ، وبقية المؤسسات الاجتماعية _ الثقافية ، والتي تستهلك رصيد الفرد من المناعة والصحة النفسية بدل تغذيتها . أغلبية البالغين لا يحتملون الضغط والتوتر النفسي الذي يحتمله معظم الأطفال دون العاشرة بسهولة ( لنتذكر طفولتنا غ السعيدة ). .... لماذا يحدث ذلك وكيف ؟! بالملاحظة المباشرة ، وخاصة المثال الشهير طفل _ة خلال تعلم المشي ... لا يمنعه شيء عن تعلم المشي والركض واللعب سوى المرض أو الإصابة المبرحة أو رقابة وقوانين الكبار خاصة ، وهنا جوهر المشكلة . المجتمع أو المستوى الاجتماعي عدمي غالبا ، يتوازن بشكل ثابت ومتكرر حول الصفر ، في القيم والأخلاق والعادات الاجتماعية المتنوعة . ولا يسمح بتجاوزها ، سوى بطرق ملتوية وسرية ، وذلك نوع من الحكم المسبق على الفرد ، لكي يبقى بالمستوى المتوسط خلال حياته . ومن غير المسموح به النزول تحت الوسط أو المتوسط الاجتماعي ، وغير مسموح تجاوزه أيضا ، وتتزايد شدة العقوبة أكثر من سابقتها لدى تجاوز الفرد لمجتمعه معرفيا وأخلاقيا . .... ما هي عتبة الألم : طبيعتها وحدودها ؟! بصراحة ، أول مرة أفكر فيها بالجانب الداخلي لعتبة الألم المشتركة ، ونوعها ومكوناتها ، ولم أقم ببحث من قبل على غوغل عن كيفية تعريفها في وقتنا الحاضر ، وهو ما سأقوم به بعد الانتهاء من التحديد الأولي والتقريبي لها ، كنوع من الاختبار الذاتي الثقافي... أتصور عتبة الألم مستوى محدد ، لدرجة الضغط والتوتر النفسي التي يحتملها الفرد بالحالة الطبيعة ، وبدون أن يشعر بالانزعاج أو يسعى لتهدئة المشاعر السلبية عن طريق الطعام أو التدخين أو مشاهدة التلفزيون وغيرها . لكني سابقا فكرت بالحالة العامة والمشتركة ، التي تقصدها فكرة وخبرة عتبة الألم بالمعنى الثقافي والعام ، والنتيجة باختصار : أن الوضع العادي ( المقبول وغير المزعج ) للفرد ، يتحدد من خلال الروتين اليومي الوظيفي والعائلي ، وهو بين قطبين للتوتر أو الانزعاج ، يمثلهما السجن من جانب والمنفى من الجانب المقابل . حيث يمثل السجن إثارة منخفضة ، ويقابلها المنفى والاثارة المرتفعة _ وكلاهما يثيران ذعر الانسان في العصور الحديثة ( الحبس الانفرادي خصوصا ، أو العيش بين غرباء ) . سوف أؤجل عملية البحث عبر غوغل عن معنى " عتبة الألم " ، إلى الخاتمة . .... .... 3 عتبة الألم بدلالة الاشباع أو نقيضه الجشع ( حالة انشغال البال المزمن وعدم الكفاية ) ؟! كلنا نعرف حالات الجوع والشبع والشهوة والتذوق ، بالحدود المتوسطة والطبيعية . كما نعرف حالات النهم والشره ، أيضا القرف وصد النفس لأسباب عديدة بالجهتين . وكلنا أيضا نعرف حالة ضبط النفس والصوم الشخصي والحر ، أو النزوة وانفلات الضوابط وما يعقبها من تبكيت الضمير ، والشعور بالخزي والعار مع تقدم العمر ، وهو يتزايد غالبا . لماذا يفشل أغلب البشر _ وبلا استثناء _ في مجال الذكاء الجسدي ؟! الذكاء الجسدي يتحدد بالعلاقة مع الضروريات الأساسية 1 _ الهواء 2 _ الماء 3 _ الطعام 4 _ الحركة والسكون 5 _ الصوم الارادي والحر 6 ...ويمكن الإضافة بلا حدود . والموضوع هنا يقتصر العلاقة بالطعام فقط ، مع أني أعتقد أن الذكاء الجسدي مهارة فردية ومكتسبة ، وتتضمن متلازمة العلاقة مع الطعام والشراب والتنفس والرياضة والصوم . .... حب الطعام ، أو تحديد درجة حب الطعام لدى الفرد ( ...) ، تشبه إلى درجة كبيرة عتبة الألم الشخصية ، وبحسب تجربتي الثلاثية ( الشخصية _ الاجتماعية _ الثقافية ) يمكن الاستفادة من الأدوات والخبرات للجهتين وبشكل متبادل . العلاقة مع الطعام جوهرية ، ومحورية ، وملحة في شخصية الفرد ، أكثر من الجنس والمال مثلا . كيف نحدد درجة حب شخص محدد للطعام ؟ بسهولة يمكن تحديد ذلك عبر التصنيف الثلاثي : 1 _ الهوس بالطعام ( سلبا أو إيجابا ) 2 _ العلاقة الطبيعية مع الطعام ( وتشمل الغالبية لحسن الحظ ، وتصلح كمعيار للتعلم أو للمقارنة وغيرها ) 3 _ العلاقة الذكية مع الطعام ( الشخصية التي تمتلك مهارة الصوم الحر ) . بالنسبة للعلاقة الذكية أو الطبيعية لا توجد مشكلة ، وبالمقارنة عتبة الألم بالحدود الطبيعية . وتنحصر المشكلة في حالة الهوس بالطعام الإيجابي أو السلبي . أعتقد أن كلا الحالتين ، مشكلتهما نقص حب الطعام وليس العكس كما يتم التعامل غالبا . الحب علاقة وموقف إيجابي بطبيعته ، ويتضمن الجانبين موضوع الحب ( الحبيب ) وشخص الحب ( المحب ) ، الحب من طرف واحد تعبير ناقص وغير صحيح ، الحب تبادلي أيضا . .... مشكلة الهوس بالطعام أو غيره ، هي مشكلة هوس أولا ( الاعتماد النفسي المنحرف على شيء أو شخص ، بدل الاعتماد على النفس ( العقل والضمير ) ، والطعام هو مجرد وسيلة رخيصة وغير مهمة بذاتها بالنسبة للشخصية المهووسة ، ولكن السؤال لماذا يفعل أحدنا ذلك ( الاعتماد النفسي المنحرف بدلا الاعتماد على الذات ) ؟ الهوس دفاع أولي ، عام ومشترك ضد القلق أو الضجر . لا يوجد فرد يخلو من الهوس ، الهواجس مثلا ، هوس صريح وواضح ... تتحول إلى مرض اجتماعي في حالات المبالغة أو النوع ، والعكس أيضا . مثال شخصي ومباشر ، كاتب هذا الكلام مهووس بقضية الزمن ( وربما القارئ _ة أيضا ) . إذا نجحت الفكرة اجتماعيا وانسانيا ، يعتبر هوسنا من النوع الذي يكافئه المجتمع والعالم ، واذا فشلت نتحول إلى موضوع للسخرية والتسلية . .... .... ملحق 1 تكاد عتبة الألم تمثل الشخصية الحقيقية للإنسان ، خاصة بعد البلوغ والنضج ، وأكثر من المعتقد أو الاعتماد النفسي أو الوظيفة أو الهواية وغيرها من المحددات الأساسية لشخصية الفرد البشري ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) . أكثرنا ينتبه خلال المراهقة ، وأقلية نادرة يتنبهون قبل ذلك _ والبقية يتأخرون كثيرا في الملاحظة والانتباه والاهتمام _ للتناقض بين القول والفعل عند غالبية الكبار ، وللتناقض الاجتماعي والأخلاقي خاصة . في الثلاثينات حتى بدأت أتفهم التناقض الاجتماعي والثقافي السائد والمشترك ، أو الدوغما ( الوطنية )..و نحن مقابل هم ، التي توحد وتسم مختلف الجماعات والتجمعات البشرية بلا استثناء . والمفارقة أن البوذية في بعض مذاهبها وخاصة بوذية الزن ، فهمت ذلك منذ عشرات القرون ، ومعها بعض مدارس الفلسفة الكلاسيكية كالرواقية وإخوان الصفا مثلا . .... " ترى القشة في عيني أخيك ولا ترى الخشبة في عينيك " هذه مفارقة الوضع الإنساني ، حيث لا يستطيع الانسان رؤية نفسه إلا بواسطة شيء أو أحدا آخر وبعد الاستنتاج والتفسير غالبا ، وبنفس الوقت يلاحظ كل ما عداه ( شخصيا ) بشكل مباشر ، وخاصة الأشياء عير المعتادة أو المتناقضة . لحسن الحظ ، يفهم غالبيتنا التناقض بين القول والفعل ، وهو مصدر الخجل الرئيسي في مرحلة المراهقة والطفولة الثانية ، أقصد عدم المقدرة على توحيد المعيار الأخلاقي أو تحقيق التجانس بين القول والفعل ( أو العيش بصدق ) . وأعتقد أن التفسير الاجتماعي لظاهرة الخجل بالعموم ، أو للخجل عند الأطفال مخطئ إلى درجة كبيرة ، أو انه لم يأخذ ما يستحقه من الاهتمام ، أغلب الكبار الذين تعاملت معهم ، بين الرجال أكثر من النساء ، كانوا دون مرحلة الخجل ( الطفلية ) ، وقد شكلت تلك الخبرة صدمة حقيقية لي ، وما تزال . .... ملحق 2 عتبة الألم طبيعتها ومكوناتها وكيفية تحديدها ؟ ليس أفضل من الاشباع والرضا ( أو الحرمان والغيظ ) ، كمقياس لعتبة الألم بحسب تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا . مفارقة عتبة الألم ، أنها تنخفض مع تقدم العمر ( على النقيض من التصور السائد ) ، وهذه المسؤولية المحورية للفرد ، والمعيار الأفضل لحياته الشخصية بالتزامن . .... عتبة الألم بمساعدة غوغل . . ما هي عتبة الألم ؟! أتمنى لوكان جواب غوغل " لا أعرف " ، ولو لمرة واحدة . .... يمكنك قراءة جواب غوغل وفهمها بمفردك ، ذلك أفضل وأصدق من مساعدتي ... ووساطتي .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 3
خلاصة الفصل السابق " عتبة الألم " ... هذا الموضوع ، عتبة الألم ، جديد بالمقارنة مع الموضوعات المتكررة في الفصول السابقة كالسعادة والحب والصحة العقلية على سبيل المثال ، فهي كانت مواضيع لأبحاث منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وأخذت وقتها الكافي في الحوار والتفكير والتعبير أيضا . بينما عتبة الألم ، كنت أتصور أنها قضية فردية ، ولا توجد معايير موضوعية لتحديدها . ومن خلال بحث الزمن تبين لي ، بفضل الحوارات والمشادات الحادة أيضا ، أن الحاضر المزدوج مصدر ثابت للألم النفسي ( التوتر وعدم الرضا ) . أو بعبارة أخرى ، من المتعذر رفع عتبة الألم فوق سوية معينة ، بسبب طبيعة الحاضر المزدوج ، والتناقض الموضوعي بين وجهتيه . .... الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من القلق والضجر والتعب مشكلة عقلية ، وتحتاج إلى حل . تلك الرغبة تنطوي على فكرة خاطئة ويجب تغييرها أولا ، لرفع عتبة الألم قليلا ، وليس لمحو الألم النفسي وإزالته من حياتنا ! ذلك وهم ليس إلا . أمام الفرد الإنساني أحد استراتيجيتين ، بالطبع بعد تجاوز نمط الحياة الادماني والغرق في اجترار الماضي والموت ، اختيار وتفضيل أحد الاتجاهين الحاضر السلبي أو الإيجابي ؟ _ اختيار الحاضر الإيجابي ، يتجسد عبر تفضيل النتيجة على الاحساس واليوم على الأمس . _ اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد عبر تفضيل اليوم على الغد ... بالطبع اختيار الماضي نوع من الجنون الفعلي ، ولا يستحق النقاش . اختيار الحاضر الإيجابي ينطوي على خسارة المباشر ، مع القبول والرضا بالتكلفة العليا ، واستبدال الطرق ( والعادات ) السهلة والمألوفة واللذيذة غالبا بأخرى جديدة ، صعبة ومجهولة ومقلقة ، لكنه يفضي إلى نتائج مفاجئة وتفوق الوصف . المثال المباشر على ذلك الإقلاع عن العادات الانفعالية مثل القمار والكحول والتدخين ، هي خبرات يتعذر وصفها بالكلمات فقط . بينما اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد بموقف التجنب المزدوج ( السعي إلى اللذة وتجنب الألم بشكل مستمر ومباشر ) ، والنتيجة الثابتة والمتكررة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الأسوأ . .... ملحق 1 حول مراجع هذا الكتاب _ النص
ذكرت سابقا أن مرجع هذا الكتاب ثلاثة بالتزامن : 1 _ موقف التنوير الروحي _ النقدي بطبيعته _ والذي يتمثل برفض الفصل بين الذات والموضوع ، ويعتبر أن الأنا سبب معاناة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي ، وهذه حلقة مشتركة بين البوذية والتصوف والفلسفة الإنسانية . 2 _ الموقف الفلسفي الكلاسيكي ، الذي يتضمن المنطق الجدلي ( تكافؤ الضدين ) ويؤكد على بطلان وخطأ أي تفضيل لأحدها على الثاني . 3 _ علم النفس الحديث ، في اعتباره أن الفرد ينتج المجتمع أيضا ، بالتزامن مع الموقف الكلاسيكي أحادي الاتجاه " المجتمع ينتج الفرد " . وبكلمات أخرى ، أعتقد أن الحقيقة الموضوعية أو المعرفة الحالية بتحديد أكثر تواضعا ، تتوزع على الأقطاب الثلاثة 1 _ علم النفس الحديث 2 _ الفلسفة الكلاسيكية 3 _ التنوير الروحي . والمشكلة الأساسية في المعنى ، أنه نسبي وتقريبي بطبيعته ، ويتعذر تعيينه بشكل مسبق . وأكثر ما يمكن تحقيقه ، معرفة الاتجاه والميل مع بؤر الاستقطاب لحدث أو سلوك أو قضية أو موضوع . .... التنوير أو الاستنارة " نهاية الألم " ، أكثر التعاريف الأصيلة للتنوير الروحي . متواضع وجميل وبسيط بالتزامن . وفي قول آخر ينسب لبوذا ، كجواب على سؤال عن إثبات وجود الله ، هذا آخر ما يهم ، عندما تنتهي مشاكلك المباشرة والملحة ، تعال ثانية . وثمة قول بليغ ، عند أغلب المعلمين البوذيين وهو ينسب لبوذا نفسه ، يوضح ويكفي : إذا صادفت البوذا اقتله . يتكشف المعنى السلبي لعتبة الألم ، من خلال موقف الفلسفة الكلاسيكية " تكافؤ الضدين " : على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، كلا القطبين يتضمن الثاني بالتزامن ، مطابقة عكسية . لكن العلم من الاتجاه المقابل ، يعتبر الصدفة والاحتمال حقائق موضوعية . كيف يمكن التوفيق بين الثلاثة ، كمرجع لنظرية جديدة للزمن ؟! ..... معنى الوجود أو الحياة لا يقتصر على أحد أبعاد الواقع الموضوعية ، مثل المادة أو الوعي أو اللغة أو الثقافة بل يتضمنها جميعا ، ونقصان أحد الأبعاد في عملية البحث عن المعنى والمصداقية والجدوى خطأ . بعبارة ثانية ، المعنى الحقيقي لكل كلمة في اللغة ، يتصل مع بقية مكونات اللغة بلا استثناء . العلم يركز على المباشر والمحسوس والفردي ، على حساب الجوانب المتعددة للموضوع . الفلسفة تكتفي بالتقسيم الثنائي عادة ، لكنها تبرز قيمة النقيض ودوره الأساسي . التنوير الروحي يمثل التذكير الدائم بالمجهول والنقص ، عبر دعوته المستمرة للتواضع . .... المشكلة الوجودية للإنسان بحسب الثقافة والعلوم الحديثة ، تتجسد بالموت الشخصي والشيخوخة والمرض مع المفاجئات والكوارث ، وعدم معرفة الغد والمصير بشكل خاص . أيضا الموقف من الزمن ، على اعتباره مجموعة عشوائية من الأيام والأحداث المنفصلة . على النقيض من ذلك موقف التنوير الروحي ، إذ يعتبر الموت هدية وغاية الحياة ، وأعتقد أن كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي الشهير ، يمثل موقف التنوير الروحي ( الحالي ) أكثر من إيكهارت تول وبوذا نفسه . والموقف من الزمن هو الانكار ، واعتبار الحاضر والمطلق والمجهول واحد لا ثلاثة . بينما تمسك الفلسفة العصا من المنتصف ، وبشكل يدعو إلى الدهشة وربما التشكيك . خلال القرن العشرين التحقت الفلسفة بالعلم ، لكن خلال العقدين الماضيين أعيدت قراءة نيتشة وهايدغر وكانت وسبينوزا وغيرهم بالطبع ، ربما أكثر من أي وقت مضى . .... الخلاصة الثرثرة والوعظ ( الديني ، أو الأخلاقي ، أو العلمي ، أو الوطني ...) قاع الوجود الإنساني ، وسقط الكلام ، وفي هذا المستوى لا وجود لقيمة أو معنى أو اتجاه . لكن لسبب ما ، لا أعرف ما هو ، نحن جميعا وبلا استثناء على حد خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) نتلذذ بالثرثرة والوعظ المبطن وغير الصريح ، وهو الأسوأ كما أعتقد ... لكن ولحسن الحظ ، توجد علامات بارزة ، ومضيئة على مر العصور ، على ازدياد التجانس بين الجودة والتكلفة ( وليس العكس مطلقا كما يروج العدميون هنا وهناك ) ، بدورها الجودة والتكلفة ترتفعان معا إلى القيمة كمعيار موضوعي ، وبديل ثالث واقعي ومتحقق بالفعل . القيمة تتحدد بالسعر والمال ، وتكتمل الدائرة بالوقت مصدر الحياة والقيمة والوجود . أعتذر شردت قليلا عن الموضوع ، العتبة بين الثرثرة والوعظ ، وبين الجدل المنطقي والحوار ، تحددت مع سقراط وارتباط الكلام بالتجربة . حيث المصداقية تسبق القول ولا تتبعه . بينما العلم والموقف العلمي ، خلال القرن العشرين ولاحقا ، يلحق المعرفة والقيمة بالتجربة والدليل الموضوعي ( المادي أو المنطقي عندما يتعذر الأول ) . يشبه الأمر العلاقة بين الوحدات الزمنية الثلاثة : المستقبل والماضي وبينهما الحاضر : بديهية ومكشوفة تماما ، وهي مشكلتنا جميعا تحديد الحاضر ؟ ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده ! بالتزامن ، ما هو المعنى ، مصدره واتجاهه ؟! .... لن أسمح لنفسي بالقول لا أعرف فقط . ولن أحاول التجنب ، خداع النفس أو الآخر ، سوف أحاول ، فيما تبقى من هذا الكتاب التفكير الحر ، وسوف أغامر ببعض الافتراضات التي ربما تكون غبية ومضحكة بالفعل ، لكن لا أجد أمامي خيارا أفضل ... وعدي لك قارئ _ ت _ ي العزيز _ة ... سوف يكون القادم رحلة في المجهول ، وبالطبع ستتزايد درجة الصعوبة والغموض والركاكة ، مع أنني أرغب بالعكس تماما . سأعبر عنها بكلمات أوضح : الصدق واللطف نقيضان في الحياة والمجتمع ، وفي الثقافة أكثر كما أعتقد ، ولا مجال عن التضحية بأحدهما عند كل منعطف _ هذا بالمصطلحات الأخلاقية وبدلالة القيم ، ومع العودة إلى المجال الأدبي نصطدم مباشرة بجدلية الشكل والمضمون ! سأختار المضمون على حساب الشكل . مع أني ورغبتي وهواي في الاتجاه الآخر ، بصدق ... " ليكن الله بعوننا " .... ملحق 2 ليس الماضي قليل الأهمية بالتأكيد ، لكنه أدنى من الحاضر ، وبدوره أقل أهمية من القادم المجهول ... أهلا بك هناك . .... ملحق 3 جاءت الحياة من الماضي ، وجاء الزمن من المستقبل ... يأتي الزمن من المستقبل ، وتأتي الحياة من الماضي ... هذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . هذه هي الحكاية الحقيقية ، وأما كيف ولماذا ... هنا ينتهي دوري ، ويبدأ دورك " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " ..... .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 2
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
-
النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
-
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل _ مثال تطبيقي على نظرية جديد
...
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الأول ( يتضمن الباب الأول والثاني
...
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الثالث
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الانسانية
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م
...
-
أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
-
كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في
...
-
واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
-
الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
-
ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
-
ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
-
-الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ
...
-
نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
-
ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|