أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى كامل الحاجي مصطفى - مصالح عابرة














المزيد.....

مصالح عابرة


مصطفى كامل الحاجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 01:48
المحور: كتابات ساخرة
    


يأسرني و يرعبني الحديث عن حدث زلزل كياني و أوقف مسارب تفكيري , و أجرى مجاري الدمع في مقلتي بعد أن شحت في ما مضى من عمري البائس . في الربع الأخير من العام الفائت رزقت بطفل لم تكتمل سعادتي بولادته , و لم يكحل ناظري برؤيته . لقد جاء بكري بتشوه ولادي في يده اليسرى الناقصة الكف المحتوية أصبع واحد جاء كأنه خطاف يذكرك بقصص مثل " جزيرة الكنز " للقرصان الذي تحتوي يده خطاف صناعي , لكن خطاف ولدي الرائع جاء رباني . ترافق مع قصر في اليد أيضاً . امتد تشوه ولدي أيضاً إلى قدمه اليمنى التي احتوت على ثلاثة تشوهات تبدأ من قصر في عظم الفخذ إلى نقص عظمة الشظية و نقص في القدم أيضاً .
إنني و أمام هذا العطاء الإلهي أقف عاجزاً إلا عن شكر الباري القدير العزيز الذي أعطى فأجزل العطاء , و إن كان هناك هنة في الخلق فأن الخالق ألطف بعبده من أمه و أبيه , و إنا لراضون بحكم الله فهو مولانا و نعم الوكيل .
يكثر المواسون و المخففون الألم في ألم يقارب ألمي و وجعي هذا . يكثرون خاصة في مجتمع ريفي يتسم بالبساطة و المحبة . فمنهم من يحيلك إلى الله و يوصيك بالصبر و التسليم بقضاء الله و قدره . و منهم من يؤملك بالمستقبل و يذكرك بقدرة الله على التغيير , و الآمال بتطور العلم و أمكانية حل المشاكل المستعصية , و منهم من يقارنك بحالات أخرى و يردد المثل القائل " من رأى مصائب الناس تهون عليه مصيبته " , و هؤلاء ما لفت النظر في حديثهم أنهم ذكروا حوالي السبع تشوهات في منطقتنا الصغيرة سكانياً " و هنا مربط الفرس " .
إن وجود تشوهات ولادية بهذا العدد في منطقة صغيرة و وقت متقارب يجعل الأمر حدثاً بارزاً , و غير معتاد و يثير في الذهن تساؤلات عدة و أفكار شتى قد استطيع تلخيصها في أفكار هي كما يلي :
أولاً : إن جوارنا الجغرافي للوباء النووي الذي حط رحاله في بغداد مع وصول طلائع الاستعمار الأمريكي , وظهور آثاره في العراق بشكل واضح و جلي فأن احتمال تأثرنا بهذا الوباء ليست مستبعدة من خلال العوامل المناخية والتبادل الغذائي مع العراق الذي قد يؤدي إلى احتمالات أن تكون هذه التشوهات الولادية مستورد أمريكي عبر الأراضي العراقية .
ثانياً : إن إنشقاق عبد الحليم خدام و ما ترافق مع إنشقاقه من كشف لأوراق مستورة و مطمورة كان إحداها هي النفايات النووية في بادية تدمر تدفعنا للتساؤل عن الأيام المقبلة , هل تخبئ لنا أوراق مستورة مطمورة قد يكون مسرحها هو منطقتنا لا بادية تدمر , و تكون دلائله و علاماته هي التشوهات الولادية التي ظهرت في منطقتنا مؤخراً .
ثالثاً : إن البحث في أسباب التشوهات الولادية غير ذي جدوى إذا ما أدركنا أن أسباب التشوهات متعددة , وقد تكون التشوهات الموجودة في منطقتنا لا تنتمي كلها لسبب واحد , و نحن هنا لما نذهب مع الاحتمالات و يحار بنا السؤال و يتوه معنا المقال .
رابعاً : إن أسباب التشوهات و إن تعددت فإنه لا يستطيع الجزم بسبب أو غيره إلا ذوي الاختصاص و الخبرة , و إنما نحن نستطيع الجزم أن هذه التشوهات الولادية في منطقتنا لم تجد من الجهات المسؤولة أي اهتمام يذكر و قد تفاجأ الجهات الصحية إن لعبت الصفة دورها و قرأ أحدهم هذا الكلام بوجود هكذا حالات من التشوهات الولادية , و المفروض أن تكون هكذا حالات مسجلة و مشخصة لديهم لأنها لا تمس فرد بعينه بل تمس صحة المجتمع , و المفروض أن يكون المجتمع هو الهدف في عملهم .
إنني لن أجد من يتحمل المسؤولية و يقول أنه هو الذي يجب به البحث وراء هكذا حالات و قد قصر في عمله لأن النقد الذاتي للعمل لا يوجد إلا في أدبياتنا فقط , و هو للمباهاة لا للعمل به , ثم لماذا الاهتمام بهذه الحالات و هي لن تدر مالاً على أصحاب المناصب أبداً . و ما أهمية المنطقة التي وقعت بها هذه الحالات لكي يبادر إلى الاهتمام بها , و لماذا و كيف ......الخ .
اللهم ارزقنا الصبر و السلوان جنبنا شر التندر بالمصالح العابرة , و أمنحنا الثقة بالنفس لمقاومة الهجمة الامبريالية و الصهيونية , و القوة و الثبات لتحقيق مصالحنا الإستراتيجية . اللهم إني لا ( أرى . أسمع . أتكلم )


تل أبيض 26/5/2006 م



#مصطفى_كامل_الحاجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى كامل الحاجي مصطفى - مصالح عابرة