|
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع فصل 3
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 11:45
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 3
خلاصة الفصل السابق " عتبة الألم " ... هذا الموضوع ، عتبة الألم ، جديد بالمقارنة مع الموضوعات المتكررة في الفصول السابقة كالسعادة والحب والصحة العقلية على سبيل المثال ، فهي كانت مواضيع لأبحاث منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وأخذت وقتها الكافي في الحوار والتفكير والتعبير أيضا . بينما عتبة الألم ، كنت أتصور أنها قضية فردية ، ولا توجد معايير موضوعية لتحديدها . ومن خلال بحث الزمن تبين لي ، بفضل الحوارات والمشادات الحادة أيضا ، أن الحاضر المزدوج مصدر ثابت للألم النفسي ( التوتر وعدم الرضا ) . أو بعبارة أخرى ، من المتعذر رفع عتبة الألم فوق سوية معينة ، بسبب طبيعة الحاضر المزدوج ، والتناقض الموضوعي بين وجهتيه . .... الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من القلق والضجر والتعب مشكلة عقلية ، وتحتاج إلى حل . تلك الرغبة تنطوي على فكرة خاطئة ويجب تغييرها أولا ، لرفع عتبة الألم قليلا ، وليس لمحو الألم النفسي وإزالته من حياتنا ! ذلك وهم ليس إلا . أمام الفرد الإنساني أحد استراتيجيتين ، بالطبع بعد تجاوز نمط الحياة الادماني والغرق في اجترار الماضي والموت ، اختيار وتفضيل أحد الاتجاهين الحاضر السلبي أو الإيجابي ؟ _ اختيار الحاضر الإيجابي ، يتجسد عبر تفضيل النتيجة على الاحساس واليوم على الأمس . _ اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد عبر تفضيل اليوم على الغد ... بالطبع اختيار الماضي نوع من الجنون الفعلي ، ولا يستحق النقاش . اختيار الحاضر الإيجابي ينطوي على خسارة المباشر ، مع القبول والرضا بالتكلفة العليا ، واستبدال الطرق ( والعادات ) السهلة والمألوفة واللذيذة غالبا بأخرى جديدة ، صعبة ومجهولة ومقلقة ، لكنه يفضي إلى نتائج مفاجئة وتفوق الوصف . المثال المباشر على ذلك الإقلاع عن العادات الانفعالية مثل القمار والكحول والتدخين ، هي خبرات يتعذر وصفها بالكلمات فقط . بينما اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد بموقف التجنب المزدوج ( السعي إلى اللذة وتجنب الألم بشكل مستمر ومباشر ) ، والنتيجة الثابتة والمتكررة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الأسوأ . .... ملحق 1 حول مراجع هذا الكتاب _ النص
ذكرت سابقا أن مرجع هذا الكتاب ثلاثة بالتزامن : 1 _ موقف التنوير الروحي _ النقدي بطبيعته _ والذي يتمثل برفض الفصل بين الذات والموضوع ، ويعتبر أن الأنا سبب معاناة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي ، وهذه حلقة مشتركة بين البوذية والتصوف والفلسفة الإنسانية . 2 _ الموقف الفلسفي الكلاسيكي ، الذي يتضمن المنطق الجدلي ( تكافؤ الضدين ) ويؤكد على بطلان وخطأ أي تفضيل لأحدها على الثاني . 3 _ علم النفس الحديث ، في اعتباره أن الفرد ينتج المجتمع أيضا ، بالتزامن مع الموقف الكلاسيكي أحادي الاتجاه " المجتمع ينتج الفرد " . وبكلمات أخرى ، أعتقد أن الحقيقة الموضوعية أو المعرفة الحالية بتحديد أكثر تواضعا ، تتوزع على الأقطاب الثلاثة 1 _ علم النفس الحديث 2 _ الفلسفة الكلاسيكية 3 _ التنوير الروحي . والمشكلة الأساسية في المعنى ، أنه نسبي وتقريبي بطبيعته ، ويتعذر تعيينه بشكل مسبق . وأكثر ما يمكن تحقيقه ، معرفة الاتجاه والميل مع بؤر الاستقطاب لحدث أو سلوك أو قضية أو موضوع . .... التنوير أو الاستنارة " نهاية الألم " ، أكثر التعاريف الأصيلة للتنوير الروحي . متواضع وجميل وبسيط بالتزامن . وفي قول آخر ينسب لبوذا ، كجواب على سؤال عن إثبات وجود الله ، هذا آخر ما يهم ، عندما تنتهي مشاكلك المباشرة والملحة ، تعال ثانية . وثمة قول بليغ ، عند أغلب المعلمين البوذيين وهو ينسب لبوذا نفسه ، يوضح ويكفي : إذا صادفت البوذا اقتله . يتكشف المعنى السلبي لعتبة الألم ، من خلال موقف الفلسفة الكلاسيكية " تكافؤ الضدين " : على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، كلا القطبين يتضمن الثاني بالتزامن ، مطابقة عكسية . لكن العلم من الاتجاه المقابل ، يعتبر الصدفة والاحتمال حقائق موضوعية . كيف يمكن التوفيق بين الثلاثة ، كمرجع لنظرية جديدة للزمن ؟! ..... معنى الوجود أو الحياة لا يقتصر على أحد أبعاد الواقع الموضوعية ، مثل المادة أو الوعي أو اللغة أو الثقافة بل يتضمنها جميعا ، ونقصان أحد الأبعاد في عملية البحث عن المعنى والمصداقية والجدوى خطأ . بعبارة ثانية ، المعنى الحقيقي لكل كلمة في اللغة ، يتصل مع بقية مكونات اللغة بلا استثناء . العلم يركز على المباشر والمحسوس والفردي ، على حساب الجوانب المتعددة للموضوع . الفلسفة تكتفي بالتقسيم الثنائي عادة ، لكنها تبرز قيمة النقيض ودوره الأساسي . التنوير الروحي يمثل التذكير الدائم بالمجهول والنقص ، عبر دعوته المستمرة للتواضع . .... المشكلة الوجودية للإنسان بحسب الثقافة والعلوم الحديثة ، تتجسد بالموت الشخصي والشيخوخة والمرض مع المفاجئات والكوارث ، وعدم معرفة الغد والمصير بشكل خاص . أيضا الموقف من الزمن ، على اعتباره مجموعة عشوائية من الأيام والأحداث المننفصلة . على النقيض من ذلك موقف التنوير الروحي ، إذ يعتبر الموت هدية وغاية الحياة ، وأعتقد أن كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي الشهير ، يمثل موقف التنوير الروحي ( الحالي ) أكثر من إيكهارت تول وبوذا نفسه . والموقف من الزمن هو الانكار ، واعتبار الحاضر والمطلق والمجهول واحد لا ثلاثة . بينما تمسك الفلسفة العصا من المنتصف ، وبشكل يدعو إلى الدهشة وربما التشكيك . خلال القرن العشرين التحقت الفلسفة بالعلم ، لكن خلال العقدين الماضيين أعيدت قراءة نيتشة وهايدغر وكانت وسبينوزا وغيرهم بالطبع ، ربما أكثر من أي وقت مضى . .... الخلاصة الثرثرة والوعظ ( الديني ، أو الأخلاقي ، أو العلمي ، أو الوطني ...) قاع الوجود الإنساني ، وسقط الكلام ، وفي هذا المستوى لا وجود لقيمة أو معنى أو اتجاه . لكن لسبب ما ، لا أعرف ما هو ، نحن جميعا وبلا استثناء على حد خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) نتلذذ بالثرثرة والوعظ المبطن وغير الصريح ، وهو الأسوأ كما أعتقد ... لكن ولحسن الحظ ، توجد علامات بارزة ، ومضيئة على مر العصور ، على ازدياد التجانس بين الجودة والتكلفة ( وليس العكس مطلقا كما يروج العدميون هنا وهناك ) ، بدورها الجودة والتكلفة ترتفعان معا إلى القيمة كمعيار موضوعي ، وبديل ثالث واقعي ومتحقق بالفعل . القيمة تتحدد بالسعر والمال ، وتكتمل الدائرة بالوقت مصدر الحياة والقيمة والوجود . أعتذر شردت قليلا عن الموضوع ، العتبة بين الثرثرة والوعظ ، وبين الجدل المنطقي والحوار ، تحددت مع سقراط وارتباط الكلام بالتجربة . حيث المصداقية تسبق القول ولا تتبعه . بينما العلم والموقف العلمي ، خلال القرن العشرين ولاحقا ، يلحق المعرفة والقيمة بالتجربة والدليل الموضوعي ( المادي أو المنطقي عندما يتعذر الأول ) . يشبه الأمر العلاقة بين الوحدات الزمنية الثلاثة : المستقبل والماضي وبينهما الحاضر : بديهية ومكشوفة تماما ، وهي مشكلتنا جميعا تحديد الحاضر ؟ ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده ! بالتزامن ، ما هو المعنى ، مصدره واتجاهه ؟! .... لن أسمح لنفسي بالقول لا أعرف فقط . ولن أحاول التجنب ، خداع النفس أو الآخر ، سوف أحاول ، فيما تبقى من هذا الكتاب التفكير الحر ، وسوف أغامر ببعض الافتراضات التي ربما تكون غبية ومضحكة بالفعل ، لكن لا أجد أمامي خيارا أفضل ... وعدي لك قارئ _ ت _ ي العزيز _ة ... سوف يكون القادم رحلة في المجهول ، وبالطبع ستتزايد درجة الصعوبة والغموض والركاكة ، مع أنني أرغب بالعكس تماما . سأعبر عنها بكلمات أوضح : الصدق واللطف نقيضان في الحياة والمجتمع ، وفي الثقافة أكثر كما أعتقد ، ولا مجال عن التضحية بأحدهما عند كل منعطف _ هذا بالمصطلحات الأخلاقية وبدلالة القيم ، ومع العودة إلى المجال الأدبي نصطدم مباشرة بجدلية الشكل والمضمون ! سأختار المضمون على حساب الشكل . مع أني ورغبتي وهواي في الاتجاه الآخر ، بصدق ... " ليكن الله بعوننا " .... ملحق 2 ليس الماضي قليل الأهمية بالتأكيد ، لكنه أدنى من الحاضر ، وبدوره أقل أهمية من القادم المجهول ... أهلا بك هناك . .... ملحق 3 جاءت الحياة من الماضي ، وجاء الزمن من المستقبل ... يأتي الزمن من المستقبل ، وتأتي الحياة من الماضي ... هذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . هذه هي الحكاية الحقيقية ، وأما كيف ولماذا ... هنا ينتهي دوري ، ويبدأ دورك " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد "
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 2
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
-
النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
-
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل _ مثال تطبيقي على نظرية جديد
...
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الأول ( يتضمن الباب الأول والثاني
...
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الثالث
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الانسانية
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
-
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
-
وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص
...
-
ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي
...
-
صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س
...
-
السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا
...
-
مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال
...
-
وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
-
واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|