أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - اليوم لي .. فيما يشبه المعايدة بالعام الجديد 2020م














المزيد.....


اليوم لي .. فيما يشبه المعايدة بالعام الجديد 2020م


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 23:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(ما تفهمه من كلامي هو لك وما لم تفهمه دعه لغيرك) ق. م.

مفهوم الزمن ودينامياته يكتسب معاني ودلالات متنوعة ومتغايرة في السياقات الثقافية المختلفة، وحركة الشعوب ونموها وتطورها وازدهارها إنما يتصل بسبل تعاملها مع الزمن الذي هو الحياة ذاتها. فزمن الشعوب هو حياتها كما أن حياة الأفراد تقاس باعمارها. الإنسان هو الكائن الزمني الوحيد الذي يعي موته بوصفه قدرا محتوما لا مفر منه أبدًا. إذ نعيش الزمان في ابعاده الثلاثة( الماضي والحاضر والمستقبل) وهذا هو التاريخ بوصفه تذكرا للماضي ووعيا بالحاضر وتوقعا للمستقبل، لكن يظل الحاضر من حيث هو لحظة هاربة قلق الكائن ورهان حياته المستمر. فإذا تركت تلك اللحظة الحية الفورية المباشرة التي نعيشها الآن وهنا تمر بالكسل واللامبالاة والخذلان فلا شئ يمكننا انتظاره من المستقبل. والزمن هو الحياة، وكل ثانية ودقيقة وساعة ويوم وأسبوع وشهر وسنة تمضي من أعمارنا في هذه الدنيا الفانية هي موت لأغلى ما لدينا شئنا أم ابينا ولن تعود أبدًا. الزمن يمضي ومن غير الجائز اضاعته وما لم ننجزه اليوم يصعب اللحاق به غدا. الله سبحانه وتعالى منحنا تلك الفرصة الثمينة التي اسمها الحياة فكن إيجابيا مع حياته التي منحت لك مرة واحدة فقط وقل اليوم لي، بمعنى إغتنام فرصة الوجود والحضور هنا والآن، إذ طالما وأنت هنا ترى النور واللون والظلال وتستنشق الهواء وتشرب الماء وتأكل الكلأ وتنام وتصحى وتفرح وتحزن وقلبك ينبض بالحياة، فلا عذر لك من معاودة المحاولة؛ محاولة أن تكون كما تحب أن تكون! وليس هناك من سعادة تعادل سعادة الشعور بالإنجاز حينما يتحقق . اليوم لي يعنيك بقدر ما يعنيني فالضمير المفرد الحاضر (أنا) تعني (أنت) بوصفنا إنسانا ننتمي الى النوع الآدمي ذاته ونعيش في كون واحد وفِي ذات الكوكب الأرضي ويجمعنا تاريخ الحضارة البشرية المشترك تحت فلك الشمس والقمر ونعايش اللحظة التاريخية الحاضرة في عالمنا الراهن الذي نتكلم ونعمل ونفكر ونتواصل ونتبادل الرسائل والاشياء والأفكار والمعلومات وكل شيء يتصل بحياتنا هنا والآن. (اليوم لي) تعني اليوم لك حينما تتكلم أنت بصيغة الضمير المفرد الحاضر الفاعل. وهي أقصر جملة لغوية يمكنها أن تكثف معنى العالم الراهن بعد انكماش الزمان والمكان في قريتنا الكونية المعولمة اليوم. فكرت طويلاً في اختيار عنوان مقال وداع العام الميلاد الآفل واستقبال العام الجديد 2020م الوشيك وذلك بما يتسق مع منظوري الكلي للزمن والحياة ( حياتي وحياتك وحياتها وحياته) أقصد كل كائن إنساني لازال يعيش هنا والآن ويستنشق الأكسجين تحت فلك القمر. وأحسب أنه اقصد العنوان يحمل رسالة فلسفية ثقافية تنويرية تتمثل بالأهداف العامة الآتية:
اولا: استنهاض الوعي بالزمن في لحظته الحية الفورية المباشرة، وتأكيد حضور الذات الفاعل والمتفاعلة مع الذوات الآخرى في عالم شديد التقارب والانكماش .
ثانيا: تشجيع وتعزيز دور الذات الفاعلة في نسق الإعلام الجديد، الذي يرتكز بالأساس على قيمة الذات الإنسانية الفردية الحرة بوصفها محورا للعملية التواصلية الإعلامية الرقمية وهدفها، بما يعزز من الثقافة المدنية الليبرالية.
ثالثا: تعزيز ثقافة الشعور والوعي بالتاريخ في صيرورته اليومية الحاضرة والمستقبلية، وجذب الأنظار الى الغد بدلاً من الانهماك في الماضي الذي يكبلنا بقيوده المهلكة كما هو سائد في ثقافة المجتمعات العربية الإسلامية المثقلة بالحس التاريخي الماضوي وصفحها عن الحاضر والمستقبل.
رابعا: إشاعة ثقافة الوعي الانعكاسي والتخيّلي بحضور المتلقي في ذات المرسل بوصفه حضوراً فاعلاً ومقدراً يستحق التقدير والاحترام، وليس كائناً غريباً أو مختلفاً أو مغايراً أو شيطاناً أو عدواً ..الخ، كما تم تنميط العلاقة العدائية بين الناس في الثقافة التقليدية العربية الإسلامية.
خامسا: منح القرّاء الاعزاء القيمة والأهمية التي يستحقونها بوصفهم المستهدفين الأساسين ب ( اليوم لي) إذ أن كل قارئ يمكنه أن يقرأ المقال بوصفه تعبيراً عن مشاعره وافكاره الذاتية، بما يوحي به العنوان من قرب وحميمية ومودة.
سادسا: استشعار وتعزيز قيمة المسؤولية الفردية في إيصال الرسالة الإعلامية والثقافية بتجرد وحيادية وصدق وأمانة، بما يوفره العنوان من تغذية راجعة متوقعة،من طبيعته السياقية الحية ( اليوم لي) وبما يمنحه للقارئ المتلقي من شعور بالقرب والحميمية، إذ أن هذا العنوان يكثف الى أقصى حد ممكن معنى السياق الحي للكائن وللنص والخطاب بوصفه كامل الوسط الاجتماعي الثقافي الذي يحيط بناء وبالنصوص والخطابات التي ننتجها من جميع الجهات. ولا عذر لنا طالما ونحن موجودون الآن وهنا. وعام ميلاد جديد أفضل وكل سنة وأنتم بخير وسلام وصحة وسعادة. وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة. وما تفهمه من كلامي هو لك وما لم تفهمه دعه لغيرك !



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيما يشبه التمهيد.. لمقاربة فيلسوف الأنا العربي
- أمس مؤتمر النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، باتحاد أدباء وك ...
- العلمانية ليس ايديولوجيا بل تقنية سياسية ناجعة ومجربة
- عبد الستار الراوي ورحلته الفلسفية من بغداد الى الاسكندرية.
- مقاربة المجتمع المدني المفهوم والسياق
- ملاحظات أولية في فلسفة الفن والجمال
- يوم أمس في زيارتي الثانية لأهرامات الجيزة
- في توقع مآلات ثورة الفرصة الأخيرة .. خاب ظنه وصدق حدسي
- فاطمة مصطفى و بحث العلاقة بين الفلسفة والسينما
- الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل وا ...
- في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا
- في إستشكال مفهومي العقل والثورة.
- أولفين توفلر فيلسوف تاريخ يا توفيق!
- المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - اليوم لي .. فيما يشبه المعايدة بالعام الجديد 2020م