|
فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية .....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى : كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها
شهداء الحركة العمالية.
الشهيد عمر بن جلون
من أجل بناء حزب الطبقة لعاملة
محمد الحنفي 4) و لذلك، يصير الحرص على تأكيد مبدئية النقابة المتمثلة في ديمقراطيتها، و تقدميتها، و جماهيريتها، و استقلاليتها، مناسبة لاستنهاض الشغيلة في فاتح مايو كتتويج للنضالات المطلبية.
و تأكيد مبدئية النقابة، لا يتوقف عند حدود الحرص على المبادئ الأربعة المشار إليها، بل لابد من :
أ- فضح الممارسة البيروقراطية، في مختلف الإطارات النقابية، مهما كانت بسيطة، بفضح خلفياتها، و الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و تعريف العلاقات المشبوهة بين العناصر البيروقراطية، وبين الباطرونا، و إدارات الدولة، على جميع المستويات المحلية، و الإقليمية، و الجهوية، و الوطنية، و السعي إلى فرض الممارسة الديمقراطية، في بناء التنظيمات النقابية، و في وضع الملف المطلبي، وفي صياغة البرامج النضالية من مختلف القضايا الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير الممارسة الديمقراطية وسيلة لنفي الممارسة البيروقراطية، و لربط النقابة بالطبقة العاملة، و سائر الأجراء. ب- وفضح، و تحرية الممارسة التي تستهدف في فرض تبعية النقابة لجهة معينة، و تعرية الأساليب المختلفة، التي تهدف إلى جعل الجهة الموجهة تفرض العناصر الموالية لها، في قيادة الأجهزة النقابية المختلفة، و في جعل المطالب النقابية، متناسبة مع توجهات تلك الجهة، وفي جعل البرنامج النقابي متناسبا مع برامجها السياسية، و في توجيه النقابة إلى اتخاذ موافق معينة، من قضايا معينة، والإمساك عن اتخاذ مواقف من قضايا أخرى، و توجيه النقابة إلى تنفيذ قرارا ت معينة، دون سائر القرارات، حتى تصير الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، على بينة تامة، وعلى وعي صحيح، بخطورة ما تمارسه الجهة . أو الجهات الموجهة للنقابة، والعمل النقابي. وحتى تناضل الطبقة العاملة ويناضل باقي الأجراء من أجل وضع حد لتوجيه النقابة، والعمل النقابي، بالعمل على وضع حد لتعبئة النقابة من قبل أية جهة، وكيفما كانت تلك الجهة، بالحرص على ديموقراطية النقابة، وبفرض استقلاليتها، التي تعتبر شرطا للممارسة الديمقراطية، حتى تحافظ النقابة على تجذرها في صفوف الطبقة العاملة، وسائر الأجراء.
ج- فضح وتعرية حزبية النقابة، التي تؤدي إلى تشرذم الطبقة العاملة، وسائر الأجراء؛ لأن كل حزب يدعي أنه هو الأهل لتنظيم الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، و هو الأجدر بالدفاع عن المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والسياسية، لجميع أفراد المجتمع، بمن فيهم الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، في الوقت الذي نجد فيه أن هذا الحزب فد يكون حزبا للبورجوازية التابعة، الذي يحرص على حماية مصالحها، أو حزبا للبورجوازية، التي لا تقوم إلا باستغلال الطبقة العاملة، أو حزب البورجوازية الصغرى، التي لا تهتم إلا بتحقيق تطلعاتها الطبقية، لتصير بورجوازية، أو بورجوازية تابعة، أو حزبوسلامي، الذي ينتظم في إطاره الحزبوسلاميون، الذين لا يهتمون إلا بإشاعة أدلجة الدين الإسلامي في صفوف الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، والمحرومين.
وبالتالي فإن العمل على إيجاد نقابة حزبية، تخضع لهذا التنظيم الحزبي، أو ذاك، وتنفد برامجه التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية، والتنفيذية، لا يهدف إلى خدمة مصالح الطبقة العاملة، و باقي الأجراء، بقدر ما يهدف إلى خدمة مصالح الطبقة التي تكون الحزب من أجل التعبير عن وجودها، والعمل على حماية مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والدفع بها في اتجاه الوصول إلى السيطرة على أجهزة الدولة، وامتلاك السلطة.
ولذلك نجد: أن الغاية من إيجاد النقابة الحزبية ،هي تمزيق جسد الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، ونشر التضليل في صفوفها، حتى لا تمتلك الوعي النقابي الصحيح، وحتى لا يتحول ذلك الوعي إلى وعي طبقي حقيقي.
وتكون مناسبة فاتح ماي وسيلة لتكريس ذلك التمزق على ارض الواقع، ورفع شعارات لا علاقة لها أبدا بما تسعى الطبقة العاملة إلى تحقيقه بواسطة النقابة والعمل النقابي.
وبفضح وتعرية الممارسة البيروقراطية، والتبعية لحزب معين، وحزبية النقابة، وتوضيح الهدف من كل واحدة منها، تستطيع الطبقة العاملة، والأجزاء، بناء النقابة المبدئية، التي تصير إطارا ديموقراطيا، وتقدميا، وجماهيريا، ومستقلا، لأنه بديمقراطية النقابة، تستطيع الطبقة العاملة أن تحافظ على المساهمة في بناء التنظيم النقابي، وفي إيجاد ملف مطلبي متناسب مع الشروط الموضوعية، ومعبر عن مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وعن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، التواقة إلى الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وفي صياغة البرنامج النضالي الهادف إلى استنهاض الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، وربطهم بالنقابة، حتى تكون مساهمتهم في العمل النقابي إيجابية، وفي اتخاذ المواقف النقابية المعبرة عن إرادة الشغيلة، وعن إرادة سائر الجماهير الشعبية الكادحة، وفي تنفيذ القرارات النقابية، التي تبعث الحماس في نفوس العمال والأجراء.
وتستطيع الطبقة العاملة، والأجراء كذلك، بناء نقابة تقدمية، تعمل على تغيير الأوضاع المادية، والمعنوية، للعمال والأجراء، وسائر الكادحين، وتجعلهم يمتلكون الوعي الحقيقي، الذي يجعل الطبقة العاملة تعمل على إنشاء حزبها السياسي، من أجل النضال في أفق القضاء على الاستغلال، وبناء الدولة الاشتراكية، التي تحمي مصالح الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، حتى لا يستنبت المجتمع، من جديد، من يسعى إلى تكريس الاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وسائر الأجراء والكادحين .
وبالإضافة إلى ذلك، فالطبقة العاملة، وسائر الأجراء، يلتحقون جملة وتفصيلا بالنقابة التي تتحقق جماهيريتها تنظيما، ومطلبيا، وبرنامجيا، ومواقفيا، وتنفيذيا؛ لأن النقابة تصير من الطبقة العاملة، ومن الأجراء الآخرين، وللطبقة العاملة، وسائر الأجراءفي نفس الوقت، لتصير العلاقة بين النقابة وجماهيرها، علاقة عضوية، إلى درجة أن قوة النقابة في جماهيريتها، وقوة الجماهير في النقابة.
وجماهيرية النقابة لا تتأكد، ولا تقوم على أرض الواقع، إلا بصيرويتها نقابة مستقلة، عن الأحزاب السياسية، التي تسعى باستمرار إلى توجيه النقابة، والعمل النقابي، أو إلى إنشاء منظمات نقابية حزبية؛ لأنه بدون استقلالية النقابة، لا تقوم جماهيريتها، التي تتعاظم في مناسبة فاتح ماي .
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا
...
-
فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ....
...
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....12
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....11
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....10
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....9
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....8
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....7
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....6
المزيد.....
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
-
برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر
...
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|