روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 23:46
المحور:
الادب والفن
هنا .. في هذا المدى البليد
يخجل من نفسه
ينتعل حجارة أرصفة.. لوحده
لا شيء يذكره بذاك العطر .. سوى
قهقهات نسوة أكلت الحرب أزواجهن
فيقرضن من إفرازات أرحامهن .. أطفالا
كانوا حلما في سرير الأمس
ويشرن إلى خطواته المختالة ..
إنه وحيد في هذا العراك
يمشي .. فيلسعه حمى الوحدة
يكرع من زجاجات النبيذ وطنا
ثم .. يسقط على بقايا الزجاج .. وطنا
هاجرته أوتاد صحوته .. ومن كانت تحبه
فيتمدد على فراش السكر .. ولم يسكر
المشوار طويل
المشوار بعيد
يسن أسنانه المصفرة من غزوات التبغ
كله .. حلم أن الرياح ستغير على دفاتر الأمس
وكلما نظر إلى المرآة
كانت قشعريرة الخجل .. وصورة
غرزت في ظهره نبال الاستسلام
واستسلم ..
قبل أن ينطق من ياقة الغد
أنه .. وحيد من الصرخة إلى الصرخة
من سيشي باسمه إلى الله
يريد أن يرحل بهدوء
وفي يده
رأسه المعنون في سجلات المعاقين ..
تائب في كفه
هزمه غبار تناطح السهام فوق كراس
كانت رأسه
وقصائد مستقيمة الأوزان
تبكي الفراق .. وتصب الدماء في حجرة اللقاء
يريد أن يرحل دونما زغاريد الوداع
يمشي في موكبه دونما هتافات
يحمل نعشه
دونما صور القادة والزعماء
يحل ضيفا على قبره
دونما كلمات عن الشهداء
فهو .. قد استشهد في معركة العشق اولا
ولا يريد وطنا بحجم جزمة جندي
وصورة ..
طرزتها حبيبة على جدران الخيال
لتسقط على ألسنة الشارع
من أول رجفة في بلد الحداد
٢٠/١٢/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟