أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزة بوحدايد - الكرسماس الرأسمالي














المزيد.....


الكرسماس الرأسمالي


حمزة بوحدايد

الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 16:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد الهالوين، يحل علينا عيد الكرسماس، عيد بمذاق رأسمالي، نحج إليه هائمين بدون تاريخ ثقافي، بدون عودة للأساسات؛ أساسات النشأة الدينية له، وتماهيه وذوبانه التاريخي في الرأسمالية، فكيف تحول الكرسماس من عيد مسيحي: "إني ابشركم بفرح عظيم يعم الشعب كله، فقد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب "إنجيل لوقا/الاصحاح2/10 إلى عيد لا ديني إداري مدر للأرباح ؟؟

لا شك أن التقويم العالمي اليوم يقوم على قاعدة هامة في إحتسابة أيام الشهور الشمسية وهو التقويم الشمسي،الذي تعود أصوله إلى الحضارة الفرعونية، تبناه الغرب لما يتميز به من دقة في احتساب الأيام بعدما أن تناقلوه عبر بوابة الرومان، استطاعوا أن ينتزعوه من الشرق ويتنكروا له كما تنكروا لنشأة الفلسفة عندما اقر كبار المفكرين أمثال هيغل بالمعجزة اليونانية، بل قال:" إن الأتراك يقفون على نفس جغرافية اليونان لكنهم لم يستطيعوا أن ينشئوا فلسفة"،
ووظف التقويم من زمن ميلاد المسيح ليحتسب ويحسب لنا الزمن، زمن الحضارة الغربية ، وعقلانية الحضارة الغربية وحداثتها، أما الشعوب الغير أوربية، فقد تميز تقويمها بنوع من الاختلاف باختلاف ثقافتها ومجالاتها واهتماماتها وأساساتها، فوجد تقويم ياباني وصيني وهندي وأمازيغي وفارسي وعربي وعبري... ، استند لأحداث ومرجعيات حضارية ودينية، واعتمد التقويم القمري في كثير من التقويمات.

إن التقويم لا يخرج من كونه وسيلة للعد وضبط التاريخ والتأريخ الحولي للأحداث وتنظيم للعمل والإدارة ، لكنه لم يتحرر من تراثه، بل سار آلية ووسيلة للإلحاق والتبعية، فمنذ خضوع العالم الثالث للمد الامبريالي منذ بداية القرن عشرين، أقحم في مجالاتنا التحقيبية عنوة إلى جانب رأسمالة وتحرير سوقنا الإنتاجية الوسيطية/القروسطوية _ إن وجدت أصلا سوق بمفهومها الرأسمالي _ فأصبح التقويم المسيحي أمرا مسلما به ولم يعد بوسعنا تغييره لاندماجنا واندماج المجتمعات العالمية في السوق الرأسمالية العالمية، مرد ذلك أن التقويم المسيحي تحول لأداة إنتاجية رأسمالية ضابطة للحوليات الاقتصادية العالمية، ولأننا لا نستطيع الفصل بين الرأسمالية والتأثير الثقافي للمسيحية عليها كما يحدثنا في ذلك ماكس فيفر بعكس جدلية البنى التحتية والفوقية واتجاهه نحو العوامل الثقافية وتأثيرها على نمو الاقتصاد، فقد أضحى الكرسماس عيدا رأسماليا، له أهمية بمكان نحصرها في نقطتين واستنتاج:
- الكرسماس ورأس السنة الميلادية حدث رأسمالي عالمي مدر لأرباح طائلة لأرباب الشركات؛
- أصبح التقويم الميلادي تحقيب عالمي موحد كإعلان غير واعي لمركزية الحضارة الغربية. إلى جانب التحقيبات الوطنية والمحلية الهشة، التي تحتفي بها كتذكار فاقد لأهلية الهيمنة؛ بواسطة اليونسيكو كضمادة إلحاق؛
فيما نستنتج أن التقويم الميلادي هو تقويم لهيمنة الغرب على العالم بواسطة الزمن.



#حمزة_بوحدايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة الدنيا
- بداية اللاتاريخ: -المابعد التاريخ-/ نهاية علم التاريخ
- الكلمة المحارب
- فلسطين المنسية
- غربة وطن
- متمرد من السماء
- -مهمشون- في زمن البرتوكولات
- / في الذكرى الخمسين لاغتيال بن بركة / جريمة وراء الحدود
- معطلان من زمرة الشرفاء


المزيد.....




- كيف رد الكرملين على إعلان ترامب أنه تحدث مع بوتين؟
- نادر ومهدد.. حديقة بأمريكا تشهد ولادة حيوان -تابير- للمرة ال ...
- بأيدي يمنية: نساء صنعاء يحافظن على تراث صناعة الجلود
- نيبينزيا يحدد الشروط اللازمة للتواصل مع الولايات المتحدة حول ...
- غانتس: نتنياهو كان على علم بالحالة الصعبة للأسرى الإسرائيليي ...
- إدانات عربية لتصريحات نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية على ا ...
- كيف ردت الدول العربية على تصريحات نتنياهو بشأن -إقامة دولة ف ...
- الصين: فرق الطوارئ تواصل البحث عن 28 مفقودًا إثر انهيار أرضي ...
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من ممر نتساريم ويوسع عملياته ...
- المثليون والمتحولون جنسيا لا يستحقون الكرامة برأي ترامب


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزة بوحدايد - الكرسماس الرأسمالي