صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 23:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأسباب التي دعت لقيام انتفاضة أكتوبر العظيمة، جاءت بالدرجة الأولى نتيجة السياسات الاقتصادية التي يقودها نظام الاسلام السياسي وشركائه ورعاته الاقليميين والدوليين، وهذا النظام المستغل لثروات البلاد من قبل الطبقة المتحكمة، لا يعنيه أمر الجماهير من العمال والكسبة والمعطلين الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب،
فعلى مدار سنوات أصبح الاقتصاد العراقي تابعا لاقتصادات الدول الرأسمالية، سواء أكانت إقليمية او دولية عن طريق ممثلين دعمتهم ورعتهم هذه الدول، وقد اوغل هؤلاء الحكام في نهب ثروات البلاد وسرقة أمواله والقضاء على صناعته وزراعته، والاعتماد على النفط في بناء وتمويل امبراطورياتهم المالية، ودعم أجهزتهم القمعية وميليشياتهم، والجزء الاساسي من النفط كان ولا يزال يذهب إلى الشركات النفطية الأجنبية، ما خلف مزيدا من الفقراء والمعطلين وسكنة العشوائيات، وجعل الخدمات في أسوء حالاتها، من تعليم إلى صحة إلى خدمات الماء والكهرباء والبنى التحتي.
الحل لا يكمن في اختيار رئيس وزراء نزيه او مهني، ولا في استقدام شركات من هنا وهناك، ولا في قانون انتخابات معين كما يروج البعض، فالمسألة الأساسية انما تكمن بتوزيع ثروات البلاد وإدارتها من قبل الجماهير ذاتها، والعمل على إلغاء التفاوت الطبقي، الذي يسمح لحفنة صغيرة من التحكم بمصير الملايين ونهب ثرواتهم.
كل الحلول الترقيعية والإصلاحية التي يروج لها البعض من أجل حل معضلة العراق لا تعالج المشكلة، انما تمدد من عمر الصراع الذي تعتاش عليه طفيليات الانظمة السياسية المدعومة من القوى المهيمنة على الاقتصاد في العالم.
تقع على عاتق الجماهير المنتفضة في العراق اليوم وهي تطالب بإسقاط النظام الذي اوغل في قتلها ونهب ثرواتها، تأسيس نظام جديد، يكون شعاره الاساسي العمل والتعليم والصحة والسكن المجاني والملائم، وان تكون ثروات البلاد بيد نظام يمثل الجماهير، ويلبي تطلعاتها في الحياة الحرة والكريمة.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟