أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب














المزيد.....

الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 17:19
المحور: كتابات ساخرة
    


مازالت هناك بقع في العالم لم تنل الاستقلال التام ونحن في القرن الحادي والعشرين فإما أن تكون مستعمرة كفلسطين وبعض الأقاليم، أو تحت سيطرة الحكومة المركزية كالصحراء الغربية في المملكة المغربية وغيرها، وسأتحدث عن الثانية باعتبار أن الأولى واضحة المعالم، ففلسطين دولة ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من سبعين عاما ولم تشأ إسرائيل إلى اليوم أن تخرج من البقاع المقدسة ومن فلسطين برمّتها التي احتلتها بموجب وعد بلفور المشؤوم، لكن الصحراء الغربية في المملكة المغربية مازالت هي الأخرى ترزح تحت سيطرة الدولة المركزية رغم الدعوات الكثيرة بمنحها النفوذ الذاتي كإقليم كردستان في العراق وكتالونيا في إسبانيا وغيرهما من الأقاليم التي تطالب بالاستقلال التام عن الدولة المركزية، لكن رؤية المملكة المغربية إلى اليوم لا تتطابق مع رؤية البوليساريو لأن الأخيرة مصرة على الفكاك عن المملكة المغربية وتحاول أن تنشئ نظاما جمهوريا ديمقراطيا بعيدا عن الملكية وتوريث الحكم.
وقد ناضل الصحراويون من أجل تحرير الصحراء الغربية من قبضة الدولة لكنها لم تفلح إلى الآن، لأن المملكة المغربية غير جادة في منح الإقليم الاستقلال التام، أو حتى منح النفوذ الذاتي بسبب التخوّف من التغوّل داخل الدولة وكسب التأييد العالمي وقد تصبح القضية عالمية يدافع عنها كثير من الدول الكبرى، فالأمم المتحدة وإن كانت تدافع عن حقوق الصحراء الغربية إلا أنها غير جادة كما يبدو في ذلك، أو أنها تخضع لإملاءات أمريكية كانت ولا تزال تساعد الدولة المركزية ضمنا من أجل السيطرة على تلك البقعة، رغم أن البوليساريو هي الأخرى استطاعت السيطرة كليا على ثلث المكان، وبقي الثلثان تحت السيطرة المغربية، كما نشأت أو بالأحرى نشبت بينهما نزاعات عدة حاولت الأمم المتحدة إطفاءها بلا جدوى، وبقيت المشكلة إلى الآن قائمة، وكلما فُتح الملف قامت الدنيا في المملكة المغربية لتتحدى أي إجراء يمكن أن يحل المشكلة.
فالمشكلة قائمة، والكل يعترف بذلك، ولم تمارس الدول الكبرى ضغوطات كبيرة على المغرب لإثنائه عن موقفه الرافض لمنح الجبهة استقلالها التام أو النفوذ الجزئي، فروسيا التي ضمّت إقليم القرم واعتبرته جزءا روسيّا لا توافق على استقلال الصحراء الغربية وتؤيد المغرب إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بينما هناك دول أخرى تعترف بالصحراء الغربية كليّا كالدول الإفريقية غير العربية وربما أيضا الجزائر لها موقف أزعج المغرب فقطع العلاقة معها وأغلق الحدود بسبب ما كانت تدافع عنه الجزائر، ووقف الاتحاد الافريقي جزئيا إلى جانب الجبهة ومنحها العضوية الكاملة وباتت الصحراء الغربية تناضل من أجل تحرير بقية ما تبقى من المكان حتى تسيطر عليه وتعلن إقامة الاتحاد الصحراوي، بعيدا عن أي مناكفات، وبما أن الموقف الدولي لم يكن متصلبا أو جريئا تجاه هذه القضية، فلن تمارس الدول الكبرى ضغوطاتها ولن يسهم الإعلام في التعريف بهذه القضية الجوهرية في المملكة المغربية، وستبقى قائمة إلى حين، أو حتى يتغير الوجه العالمي، أو تتنازل المملكة المغربية عن موقفها الرافض للاستقلال.
وأيا كانت المواقف الدولية، فمن حقّ الصحراء الغربية أن تتمتع بالاستقلال في استفتاء يقام داخل الجبهة، أو يكون لها نفوذ خاص وتبقى تتبع الدولة المركزية، وهو ما يجري في كثير من أقاليم العالم، ومقتضى الديمقراطية أن يمنح المغرب فرصة لأبناء الصحراء الغربية حتى يعبروا عن رأيهم في القضية، وأن يترك لهم حرية الاختيار بين الانضمام كليّا للمغرب أو الاستقلال التام أو الجزئي في استفتاء شعبي كبير تحت إشراف الأمم المتحدة ومراقبين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي، ومن ثم يمكن لهذا النزاع أن يموت ولن يكون هناك احتجاج بعدئذ على الدولة المغربية، لكن الإصرار على الموقف هو الذي يعقّد المسألة وربما يتحول النزاع يوما إلى نزاع عسكري قد يؤذي البلاد أكثر مما يخدمها، ولم نفهم إلى حد الآن هذا التعنت المغربي تجاه أبناء الصحراء الغربية الذين ينشدون الحرية والكرامة ويحاولون إرساء هويتهم السياسية والثقافية والتعريف بقضيتهم الأساسية.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الطفل بين شرع الله وتجاوز البشر
- أما لا تقلقي فالراحم الله...الطب الخاص في تونس يتاجر بالبشر ...
- لجنة الحريات في تونس تعبث بالأحكام الشرعية
- الرجل قوي ولكن المرأة أقوى
- آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة
- اغتيال الحريري في الرياض
- الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم
- رعب سبتمبر في أمريكا
- الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ
- من دبر الانقلاب في تركيا؟
- مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون
- لماذا لا يعتذر أوباما؟
- بن غربية .. لا تلعب بالنار
- فقدتُ أخْتي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب