|
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 10:38
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الفصل الثالث _ الباب الثالث
ليس خيارا يمكن تأجيله بل هو ضرورة ملحة ، نقل محور الاهتمام والتركيز ، من الماضي إلى المستقبل _ وعلى كافة المستويات الفردية والاجتماعية والدولية والثقافية خاصة . تحويل محور الاهتمام الإنساني ، من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) إلى الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، مع الانتباه أنهما وجهان لعملة واحدة يتعذر فصلهما ، والفرق بينهما في الاتجاه فقط : الحاضر الإيجابي وجود بالقوة + الفعل ، بينما الحاضر السلبي وجود بالفعل والأثر ، لكن ينقصه الوجود بالقوة أو البعد المستقبلي وهو منفصل تماما عن مجال التأثير وخارج إمكانية التحويل أو التغيير . الحاضر الإيجابي هو المصدر الدائم والبداية المتجددة ( سبب + صدفة ) ، بينما الحاضر السلبي هو النتيجة والتكرار . .... مثال تطبيقي ومباشر ( أنت وأنا ) ... لندع خلافاتنا جانبا ، ولو بشكل مؤقت ، ولنحدد مجال اتفاقنا الحقيقي بوضوح . حتى نهاية السنة الحالية 2019 ، ولنحاول تحقيق ذلك بالفعل . ولتكن السنة الجديدة ( القادمة ) معنا أو من دوننا ، مخصصة لتحديد الاختلاف وكيفية التعامل المناسب معه _ حيث الطرفان يكسبان . لكن بعد تحديد مجال الاتفاق وليس قبله ، ذلك خطأ قاتل . .... مع بداية هذا القرن ، تغير العالم والوجود وانتهت معه العلاقات من نوع : رابح _ خاسر . العلاقات الإنسانية الحالية والقادمة ( كما أعتقد واتوقع ) ، هي أحد اتجاهين فقط : 1 _ علاقة خسارة _خسارة ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أسوأ من الأمس . والأفضل في هذه الحالة الانفصال ، أو البديل الثالث ، وأي بديل عن العنف أو يخففه . 2 _ علاقة ربح _ربح ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أفضل من الأمس . .... ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة . .... الحاضر أهم من الماضي ، واليوم أهم من الأمس . على الأقل يمكننا البداية ، من هذه الحقيقة الموضوعية والمتبادلة . ما هي مشكلة الفرد ( أنت وأنا ) الأولى والمباشرة والمستمرة ؟! غالبا تكون الرغبة القهرية بالجمع بين هناك وهنا . وهذه الرغبة أولية ، ومشتركة ولاشعورية بطبيعتها ، لكن بسهولة يمكننا وعيها وفهمها . الشعور هنا ، موضعي ومحدد بطبيعته . يتعذر نقل الشعور أو قذفه إلى هناك . لكن وعلى نقيض ذلك ، الفكر هناك ، وهو رمزي وغير محدد بطبيعته ، ويتعذر تركيزه وتثبيته في الآن هنا . .... تلك هي فجوة الألم . جسدك هنا وعقلك هناك . غاية التركيز والتأمل حل هذه المشكلة بشكل لائق ، وحقيقي . التركيز والتأمل ، قبل الصلاة والصوم ، مع أنهما يتشابهان أضعاف اختلافهما . لندع المستوى الديني ( المغلق ) جانبا في المرحلة الأولى . الصلاة عادة والصيام طقس . من ينظر إليهما من الخارج يرى : صعوبة الصيام وسهولة الصلاة . لكن من تنظر إليهما من الداخل ترى العكس تماما ... سهولة الصيام وصعوبة الصلاة . يتعذر الدمج بين هنا وهناك ، هذا وهم نرجسي . .... الشعور والفكر من طبيعتين مختلفتين تماما ؟! الشعور ظاهرة بيولوجية وفيزيولوجية ، موروثة ، ومشتركة بين الأحياء . الفكر ظاهرة ثقافية واجتماعية ، مكتسبة ، وتختلف بين فرد وآخر . بالإضافة إلى ذلك ، حركة الفكر أفقية ، بين القرب والبعد ، اتجاهها إلى _ هناك دوما ... وتتوافق مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . بينما حركة الشعور عمودية ، بين العمق والارتفاع ( أو القوة والضعف ) ، واتجاهها موضعي وداخلي هنا دوما ... وتتوافق مع الحركة التعاقبية للزمن والوقت . غاية التركيز والتأمل ، تحقيق الانسجام بين الشعور والفكر ، وتجسير فجوة الألم . الانفصال الوجودي بين الكلمات والأشياء ، أو بين الدال والمدلول مصدر فجوة الألم . وتلك كانت إحدى القضايا المحورية في ثقافة القرن الماضي . هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عميق وهادئ ، وتستحق اهتمامك ... .... خلال نصف القرن الماضي ، الثاني وخاصة السبعينات ، كانت السلوكية أشهر مدارس العلاج النفسي والعقلي وما تزال أهميتها ( وسوف تبقى كما أعتقد ) . تركز السلوكية على النتيجة . النتيجة هي الأهم ، ويبالغ البعض بأنها وحدها المهمة أو التي تستحق الاهتمام . لا ينكر أهمية النتيجة عاقل _ ة . وذلك منجز السلوكية الرئيسي ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل . .... المدهش في الفكرة الجديدة ( أي فكرة جديدة صحيحة ) ، أنها تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح بالقطع . النظرية الجديدة للزمن ( أو النظرية الرابعة ) ، تطبيق مباشر على الفكرة ، وهي تتضمن النظريات الثلاث السابقة والعكس غير صحيح . 1 _ النظرية التقليدية : اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وهي تحتاج إلى عكس الاتجاه ، مع إضافة الحركتين التعاقبية والتزامنية لتتوضح الفكرة . من خلال الانتباه والتركيز ، يمكن ادراك الخطأ في الاتجاه ، حيث أن اتجاه سهم الزمن : من الحاضر إلى الماضي دوما ، وبشكل ثابت وغير قابل للعكس . لو كان الاتجاه من الماضي إلى الحاضر ، لكان عيد الميلاد الشخصي في الأمام . أتفهم المغالطة في هذه الفكرة ، وسببها الخلط بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ( متعاكسان ) . وهذه الفكرة ( اتجاه حركة الزمن ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في الفصول السابقة . 2 _ موقف التنوير الروحي ، أو الحاضر الدائم والوحيد ، يتعذر قبوله منطقيا . نحن جميعا اختبرنا الماضي غير الموجود ( والمفقود دائما ) ، ونعرف أن المستقبل قادم معنا أو دوننا . 3 _ النظرية الحديثة ، اينشتاين وهوكينغ وغيرهما كثر ، ليس لحركة الزمن اتجاه واحد . لو كان ذلك صحيحا ، فهو يلغي التزامن الذي نختبره كل يوم وكل لحظة . 4 _ النظرية الرابعة تتضمنها جميعا ، وهي نتيجتها المنطقية . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
-
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل _ مثال تطبيقي على نظرية جديد
...
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الأول ( يتضمن الباب الأول والثاني
...
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الثالث
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الانسانية
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
-
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 3
-
مثال تطبيقي _ على ما سبق ايضا ( جدلية الجد _ة والحفيد _ة ...
...
-
نظرية جديدة للزمن ، الفصل 1 و 2 مع الملحقات
-
نظرية جددية للزمن _ مثال تطبيقي
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 2
-
تكملة الفصل 1 ( النظرية الجديدة للزمن )
المزيد.....
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
-
تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي
...
-
دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50%
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|